تعلق أسواق النفط والصناديق المضاربة على الطاقة، آمال ارتفاع أسعار النفط على اجتماع منظمة أوبك في الجزائر.
ويرى العديد من خبراء الطاقة أن كميات عقود الشراء المستقبلية للنفط ارتفعت بشكل كبير خلال الأسبوع الماضي وفي أعقاب التصريحات التي صدرت من وزير النفط السعودي، خالد الفالح.
في هذا الصدد، يقول رئيس وحدة النفط بمصرف سوسيته جنرال الفرنسي، مايك ويتنر: "إن اجتماع أوبك المقبل ربما يتخذ قراراً بتجميد الإنتاج وربما تفعل المنظمة أكثر من ذلك لدعم الأسعار".
ويضيف ويتنر" أن التعليق الصادر عن وزير النفط السعودي، ترك الباب مفتوحاً لاتخاذ أية إجراءات لرفع الأسعار وهذا مؤشر مهم بالنسبة للسوق.
ومما يدعم أسعار النفط خلال الفترة المقبلة الحجم القياسي لاستهلاك المصافي خلال الصيف الحالي، والذي يقدر بأكثر من 80 مليون برميل يومياً، وهذا يعني أن المصافي قادرة على امتصاص الفائض الإنتاجي من دول مثل إيران والعراق. وذلك حسب الأرقام التي نشرتها وكالة الطاقة الدولية.
ويرى دانيال يارغن من شركة "آي إتش إس" المتخصصة في أبحاث الطاقة أن السوق النفطية تتجه للتوازن ".
ويضيف في تصريحات لوكالة بلومبيرغ "إذا استمر هذا التوازن دون مستجدات تؤثر عليه، فربما تصعد الأسعار فوق 50 دولاراً في العام المقبل".
ومنذ تخلي السعودية عن دور المنتج المرجح، بدا من الصعوبة قراءة توجهات النفط، حيث أصبحت أسواق النفط شديدة الحساسية للبيانات، التي تصدرها مؤسسات الطاقة الدولية.
في هذا الصدد، يلاحظ أن خام غرب تكساس الأميركي فقد دولاراً يوم الأربعاء الماضي، بعد أن قالت بيانات أميركية إن مخزونات الخامات النفطية ارتفعت بحوالى 1.1 مليون برميل، كما أن أسعار النفط قفزت لأعلى مستوياتها أمس بسبب تكهنات أن هنالك احتمال تعاون جديد بين السعودية وروسيا لدعم الأسعار.
ويرى محللون في لندن أن سعراً يتراوح بين 45 و48 دولاراً سيظل النطاق المرجح لخام برنت خلال الأسابيع المقبلة وحتى اجتماع "أوبك" في سبتمبر/أيلول المقبل.
وفي لندن، ظلت أسعار النفط قرب أعلى مستوى لها في خمسة أسابيع يوم الثلاثاء مدعومة بالحديث عن نية المنتجين التحرك لتعزيز السوق، على الرغم من أن بعض المستثمرين اتجهوا لجني الأرباح خلال التعاملات الآسيوية بعد ارتفاع الخام 16% منذ أوائل أغسطس/آب.
وجرى أمس تداول العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت بسعر 48.35 دولاراً للبرميل في الجلسة الصباحية دون تغير يذكر عن سعر آخر تسوية، لكن بما يزيد أكثر من 15% عن مستوى 41.51 دولاراً للبرميل الذي بلغه الخام في الثاني من أغسطس/ آب. وجرى تداول خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بسعر 45.76 دولاراً للبرميل بزيادة سِنْتَيْنِ عن سعر الإغلاق السابق، وما زال الخام مرتفعاً كثيراً فوق مستوى 39.19 دولاراً للبرميل الذي سجله في الثالث من أغسطس /آب.
وقال تجار في لندن لرويترز إن التراجعات، التي سجلتها الأسعار في السابق، نتجت عن البيع لجني الأرباح بعد موجة ارتفاع استمرت أسبوعين. وجاءت المكاسب بدعم من تكهنات المستثمرين باحتمال اتخاذ منتجي الخام إجراء قد يتمثل في تثبيت الإنتاج لكبح تخمة المعروض من الخام.
ويقرأ خبراء تصريحات السعودية على أساس أن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، جددت الحديث عن احتمال أن يضع المنتجون سقفاً للإنتاج، من أجل تقليص الوفرة الكبيرة في إنتاج ومخزونات النفط الخام ومنتجات الوقود المكررة.
غير أن الكثير من التجار عبروا عن شكوكهم في قدرة أوبك على الوصول إلى اتفاق بين أعضائها، المنقسمين على أنفسهم ويتوقعون فشل المباحثات كما حدث في أبريل/ نيسان الماضي.
ولا تزال المخاوف من معارضة إيرانية لتجميد سقف الإنتاج قائمة، ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء يوم الثلاثاء عن علي كاردور، المدير العام لشركة النفط الوطنية الإيرانية، قوله إن البلاد تضخ 3.850 ملايين برميل من الخام يومياً وتصدر إيران 2.2 مليون برميل يومياً. وبحسب مسح أجرته رويترز ضخت إيران 3.62 ملايين برميل يوميا في يوليو/ تموز.
وفي الأسبوع الماضي قال وزير النفط الإيراني، بيجن زنغنة، للبرلمان، إنه يريد رفع الإنتاج إلى 4.6 ملايين برميل يومياً في غضون خمسة أعوام، بما يفوق مستواه قبل العقوبات حين كان يتراوح بين 3.8 ملايين وأربعة ملايين برميل يومياً.