هافانا... وكأنك انتقلت إلى زمن آخر

تقع هافانا في منطقة الكاريبي عند مدخل خليج المكسيك. تقدم لزوارها الكثير من الأشياء الممتعة، فهي ذات طبيعة  خلابة. يعشقها السائح منذ اللحظات الأولى. تتميز هافانا بهندستها المعمارية الفريدة. فهي مزيج ما بين الفن الباروكي، الكوبي، الكلاسيكي والإسباني، وهذا ما يجعلها ببساطة مدينة ساحرة  بكل المقاييس.

إضافة إلى ألقابها العديدة، كمدينة الحرية، وأرض الثورة، تلقب أيضاً بالمدينة الفنية. ببساطة، لأن الموسيقى التقليدية لا تفارق مطاعمها، مقاهيها، أو محالها التجارية. هذه هي هافانا، مدينة لا تشبه غيرها، جميلة، بسيطة، وساحرة.

هافانا القديمة

تتنوع الأماكن السياحية  في هافانا نظراً لغناها الثقافي والتاريخي. وضعت اليونيسكو هافانا القديمة ضمن مواقع التراث العالمي نظراً لما تحتويه من أماكن أثرية غنية. هناك يعود الزائر بالتاريخ إلى حقبة الستينيات. يجول بسيارات قديمة في الشوارع، ويشاهد المباني التقليدية الملونة.

كذلك، تحتوي المنطقة على الكثير من الأماكن الأثرية، أبرزها، كاتدرائية سان كريستوبال، وقلعة القوة الملكية وقصر القبطان إضافة إلى متحف المدينة. كما يمكن للسائح التنزه سيراً على الأقدام في الساحات العامة، ومن أبرزها ساحتا فيغا، وساحة بلازا أرماس حيث تحيطها أشجار النخيل الاستوائية، والمحال التجارية ذات السلع الحرفية.

تتميز هافانا القديمة أيضاً بكثرة المقاهي الشعبية، حيث تمتلئ بالسكان المحليين في فترة بعد الظهر، وهي فرصة مناسبة للتعرف على هذا الشعب، وتبادل بعض الأحاديث.

قصص التاريخ

شكلت هافانا محور الأحداث التاريخية في الحقبة الماضية، فلا يمكن زيارتها دون المرور على القلاع والمتاحف الوطنية. يتعرف الزائر في المتاحف على التاريخ القديم للبلاد. ففي المتحف الوطني للفنون الجميلة، ينبهر السائح من روعة الأعمال الفنية، خاصة تلك التي تعود إلى العصر الروماني. يضم المتحف أكثر من 600 لوحة تشكيلية، والكثير من الأواني والأدوات التراثية. أما متحف الثورة، وهو قصر قديم تم تحويله إلى متحف، فيضم أعمالاً فنية تعود لتاريخ الاستعمار الإسباني.

بعيداً عن الأجواء الفنية، لابد من زيارة القلاع الأثرية، كقلعة الملوك الثلاثة. يعود تاريخ تشييدها إلى القرن السادس عشر، وقد لعبت دوراً هاماً في صد هجمات القراصنة. فيما تعتبر قلعة سان كارلوس دي لاكابانا، واحدة من أقدم القلاع على مستوى أميركا الجنوبية، يعود تاريخ إنشائها لعام 1770. تضم عددا من المتاحف المميزة ويأتي على رأسها: متحف تشي غيفارا الذي يحتوي على مكتبه ومتعلقاته الشخصية.

الحداثة والعراقة

صحيح أن هافانا تجمع الكثير من الماضي، إلا أن عنصر الحداثة لا يغيب عنها. في شارع باسيو ديل برادو، يشاهد السائح الكثير من المباني الحديثة. يعتبر الشارع موطن الكثير من العائلات الثرية. يحتوي على عدد كبير من المحال التجارية الهامة، والفنادق.

كما أنه مكان مناسب للتسوق وشراء الهدايا التذكارية. ويمكن تخصيص وقت لزيارة معامل السيجار الكوبي، والتعرف على فن صناعة أشهر أنواع السيجار عالمياً.

من الأماكن الرائعة التي يقصدها السياح أيضاً، مبنى الكابيتول الوطني. افتتح هذا المبنى في العام 1929، يتميز بهندسته المعمارية الشبيهة بمبنى الكابيتول في واشنطن. لعب هذا المبنى دوراً سياسياً هاماً في تاريخ البلاد، فقد كان مقر المجلس التشريعي حتى عام 1960، وأصبح مقراً لوزارة العلوم والتكنولوجيا والبيئة.

الطبيعة الخلابة

تتميز هافانا بطبيعتها الخلابة، سواء إطلالتها البحرية، أو حتى المساحات الخضراء والغابات التي تحتضنها. يعد التنزه على شاطئ ماليكون عند غروب الشمس من أبرز النشاطات السياحية، حيث يقضي السائح أوقات رائعة. تقام الكثير من النشاطات الترفيهية الشعبية، من صيد السمك، القفز في الماء، وغيرها. كما يتعرف السائح على الكثير من معالم المدينة الأثرية بالقرب من الشاطئ.

بعيداً عن الأجواء البحرية، تمتاز هافانا بالحدائق والمتنزهات الرائعة التي تجذب السياح. ومن أهم المتنزهات، حديقة لينون وحديقة حيوان هافانا. ولا تفوتوا فرصة زيارة حديقة النباتات، وهي مكان مثالي لمحبي الهدوء والاسترخاء.

بعد يوم طويل في أحضان الطبيعة، ما رأيكم بقضاء أمسية ساحرة في المسرح الكبير؟ فهو واحد من أجمل الأماكن السياحية في البلاد، يشهد ازدحاماً لتنوع العروض الفنية الممتعة.

التكاليف المادية

الرحلة إلى مدينة هافانا الكوبية مغامرة لن تتكرر في حياة السائح، نظراً لبعد المسافة بين الدول العربية وكوبا، ولكن المغامرة إلى هناك، والتعرف على ثقافة جديدة أمر رائع.

ربما يسأل السائح نفسه عن التكاليف المادية، خاصة وأن تكاليف تذكرة السفر ليست بسيطة، ويتطلب السفر الوقوف في محطات عديدة قبل الوصول إلى كوبا، لذا ينصح بحجز التذكرة مسبقاً.

أما بالنسبة إلى التكاليف اليومية في كوبا، فهي بسيطة للغاية. في الفنادق، يمكن إيجاد غرف فندقية بأسعار تبدأ من 25 دولاراً، وترتفع إلى 50 دولاراً، أما في المنتجعات السياحية، فتصل التكلفة إلى 120 دولاراً تقريباً، وفق موقع الحجوزات بوكينغ.كوم.

في حين أن الطعام والشراب، أي التكاليف والمصاريف اليومية، لا تتعدى 10 دولارات، ويمكن أيضاً شراء الهدايا التذكارية، وعلب السيجار الفاخر بأسعار منافسة جداً.

ويعتبر اقتصاد كوبا من الاقتصادات الموجهة، حيث تسيطر الحكومة الكوبية على اقتصاد البلاد كله تقريبا، وهذا لا ينفي وجود استثمارات أجنبية ومؤسسات تابعة للطاع الخاص. تعود ملكية معظم وسائل الإنتاج إلى الحكومة الكوبية، وتعمل معظم القوى العاملة من قبل الدولة.