وقال البيت الأبيض إن ترامب أبلغ الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بأن سوق النفط قد يستفيد من زيادة الإنتاج، عندما تحدث الزعيمان يوم الجمعة. وأضاف البيت الأبيض، في بيان مساء السبت، أن الملك مستعد لزيادة الإنتاج عند الحاجة.
وحسب البيان الأميركي، فإنه "استجابة لتقييم الرئيس للعجز في سوق النفط، أكد الملك سلمان أن المملكة تحتفظ بقدرة إنتاجية إضافية مليوني برميل يوميا وستستخدمها بحكمة إذا لزم الأمر لضمان توازن السوق".
ويخالف بيان البيت الأبيض تغريدة سابقة لترامب قال فيها إن العاهل السعودي وافق على طلبه زيادة الإنتاج، وغرد ترامب قائلا "تحدثت لتوي إلى العاهل السعودي الملك سلمان وأوضحت له أنني أطلب أن تزيد السعودية إنتاج النفط بما قد يصل إلى مليوني برميل بسبب الاضطرابات والخلل في إيران وفنزويلا، وذلك لتعويض الفارق... الأسعار مرتفعة جدا! وقد وافق!".
وفي تغريدة أخرى، قال ترامب إن النفط السعودي الإضافي سيساعد في تعويض انخفاض المعروض من إيران، بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في مايو/ أيار وتحركها لإعادة فرض العقوبات النفطية، ولم يتضح مستوى الإنتاج الذي يشير إليه ترامب أو موعد تطبيقه.
ولدى السعودية طاقة إنتاجية قصوى مستدامة تصل إلى 12 مليون برميل يوميا، لكن المملكة لم تختبر أبدا هذا المستوى المرتفع من الإنتاج، حيث تخطط الرياض لزيادة الإنتاج في يوليو/ تموز إلى 11 مليون برميل يوميا، وهو أعلى مستوى في تاريخها، مقارنة مع 10.8 ملايين برميل يوميا في يونيو/ حزيران، وفقا لما قاله مصدر على دراية بخطط الإنتاج السعودية لوكالة "رويترز" هذا الأسبوع.
وقالت أمريتا سين، كبيرة محللي النفط لدى إنرجي أسبكتس: "سنكون في وضع غير واضح المعالم، بينما لدى السعودية الطاقة الإنتاجية من الناحية النظرية، فإن إنتاج هذه البراميل الإضافية يحتاج مالا ووقتا قد يصل إلى عام".
والأسبوع الماضي، وافقت أوبك بقيادة السعودية وحلفائها ومن بينهم روسيا، على زيادة إمدادات النفط، بعد أن ظلت تقلص الإنتاج منذ عام 2017 لتعالج تخمة في المعروض بالأسواق العالمية.
وخلال إفادات منذ ذلك الحين، أشار مسؤولو أوبك إلى أن الإنتاج الإضافي سيكون في مستوى ما بين 700 ألف إلى مليون برميل يوميا، ومطالبة ترامب بإضافة مليوني برميل يوميا تمثل مثلي توقعات السوق على الأقل.
وذكرت وسائل الإعلام الرسمية في المملكة أن ترامب والملك سلمان أكدا خلال الاتصال الهاتفي على ضرورة المحافظة على استقرار أسواق النفط والمساعي التي تقوم بها الدول المنتجة لتعويض أي نقص محتمل في الإمدادات.
ولم يحمل البيان الذي نقلته وسائل الإعلام السعودية أي إشارة إلى أن السعودية، أكبر مصدر نفط في العالم، تعتزم زيادة الإنتاج بما يصل إلى مليوني برميل يوميا. ولم يعلق مسؤولو نفط سعوديون على الفور.
والتقى وزير الطاقة السعودي خالد الفالح بوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في واشنطن، يوم الخميس، لمناقشة أمن الطاقة، وتضغط إدارة ترامب على الدول من أجل وقف جميع وارداتها من النفط الإيراني بداية من نوفمبر/ تشرين الثاني عندما تعيد الولايات المتحدة فرض عقوبات على طهران، بعدما انسحب ترامب من الاتفاق النووي الذي جرى التوصل إليه في عام 2015 بين إيران وست قوى كبرى، واصفا إياه بأنه اتفاق "معيب".
ويضغط مسؤولون أميركيون على حلفاء في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط من أجل الالتزام بالعقوبات. وقال مسؤولون في وزارة الخارجية الأميركية الأسبوع الماضي إن الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع كل دولة على حدة لمساعدتها على تقليص واردات النفط الإيراني، وأشارت إلى إمكانية الموافقة على بعض الاستثناءات.
قرار إيراني
وفي السياق، قال إسحاق جهانجيري، النائب الأول للرئيس الإيراني، اليوم الأحد، إن إيران ستسمح للشركات الخاصة بتصدير النفط الخام في إطار استراتيجية لمواجهة العقوبات الأميركية.
وأضاف جهانجيري خلال مناسبة اقتصادية في طهران بثها التلفزيون الرسمي مباشرة: "النفط الخام الإيراني سيُعرض في البورصة، والقطاع الخاص يستطيع تصديره بطريقة شفافة".
وحسب النائب الأول للرئيس الإيراني "نريد إجهاض الجهود الأميركية... لوقف صادرات النفط الإيرانية"، وقال "النفط معروض في البورصة بالفعل، حوالي 60 ألف برميل يوميا، لكن ذلك كان مقتصرا على صادرات المنتجات النفطية فحسب".
وقال جهانجيري مشيرا إلى تقارير تتحدث عن أن السعودية قد تزيد صادراتها النفطية لتحل محل النفط الإيراني في الأسواق العالمية، إن "أي طرف يحاول انتزاع (حصة) إيران بسوق النفط إنما يرتكب خيانة عظمى بحق إيران وسيدفع ثمنها يوما ما".
واتهم حسين كاظم بور أردبيلي، ممثل إيران في مجلس محافظي أوبك، الولايات المتحدة والسعودية بمحاولة رفع أسعار النفط، وقال إن البلدين يعملان ضد مؤسسة أوبك.وأبلغ كاظم وكالة "رويترز" قائلا "إذا حدث هذا، (فهو) يعني أن ترامب يطالب السعودية بالخروج من أوبك".
وأضاف "أنا واثق من أن السوق سترتفع إلى 100 دولار في الوقت الذي قالت فيه السعودية إنهما يخططان (السعودية والولايات المتحدة) لزيادة في يوليو... هذا الأمر جرى تدبيره بمعرفة الاثنين لسرقة ما في جيوب بقية (دول) العالم".
كان المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي قد اتهم واشنطن، يوم السبت، بمحاولة تأليب الإيرانيين على حكومتهم. ونقل موقع خامنئي الإلكتروني عنه، يوم السبت، قوله "يمارسون ضغوطا اقتصادية لإحداث فرقة بين الأمة والنظام... سعى ستة رؤساء أميركيين قبله لتحقيق هذا لكنهم يئسوا"، مشيرا إلى ترامب.
(رويترز، العربي الجديد)