أدّى تراجع خدمات الصحة الوطنية في بريطانيا، إلى إعلان ما يزيد عن 20 مستشفى هذا الأسبوع "الإنذار الأسود"، بعد أن ازدحمت المستشفيات بشكل كبير، وباتت عاجزة عن تقديم خدماتها الاعتيادية.
وأفاد موقع هيئة الإذاعة البريطانية اليوم، بأنّ الأطبّاء والممرضين، يقولون إنّهم يواجهون أسوأ الأوضاع، وكتبت صحيفة "ذا غارديان"، أنّ تلك المستشفيات أرغمت على اتّخاذ خطوات غير اعتيادية، لتأمين العناية الطبية الكافية للمرضى، شملت إلغاء علاج السرطان وعلاج البالغين في عنابر الأطفال وإغلاق مراكز الولادة للمساعدة في تخفيف التدفق المفاجئ للمرضى الذين يحتاجون إلى العلاج.
وأضافت الصحيفة أنّه من المتوقّع أن تتعرّض المستشفيات لمزيد من الضغوط خلال الأيّام القادمة، بسبب أحوال الطقس الباردة التي تخيّم على معظم أنحاء البلاد، ويخشى الأطبّاء من تصاعد مشاكل خطيرة في التنفّس.
وأرغم ازدياد أعداد المرضى في بعض المستشفيات، إلى تركهم ينتظرون في سيّارات الإسعاف قبل نقلهم إلى أقسام الطوارئ.
بدوره، أعلن وزير الصحّة، جيريمي هانت، حالة التصعيد الأسود في مستشفى ساري الملكي في غيلفورد، بسبب العدد الهائل للمرضى والحاجة إلى إيجاد أسرّة لهم. ويوم الاثنين الماضي، بقي 27 مريضاً من دون سرير. فضلاً عن شكاوى عدد آخر من المستشفيات من أوضاعها الحرجة وغير الآمنة.
ووجّه البعض أصابع الاتّهام إلى رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، والتي قالت إنّ خدمات الصحّة العامّة تلقّت أموالاً أكثر من المبلغ الذي طلبه سيمون ستيفنز، رئيس "خدمات الصحة الوطنية".
واستفز هذا التصريح ستيفنز، الذي ردّ بالقول إنّهم ربّما كأي قسم من الخدمات العامّة يتلّقون أقلّ ممّا يطلبون. وأضاف أنّ هناك ضغوطاً واضحة وكبيرة على خدمات الصحّة الوطنية، وأنّ محاولة زعم خلاف ذلك لن تساعد أحدا. كذلك قدّم وقائع من تقرير صحفي يسلّط الضوء على تخلّف نظام التأمين الصحي في بريطانيا عن بقيّة دول الاتحاد الأوروبي في المجالات الرئيسية.
أمّا صحيفة "ذي إندبندنت"، فكتبت عن رفض ماي لوصف الصليب الأحمر البريطاني، لخدمات الصحة الوطنية بأنّها أزمة إنسانية، وقالت ماي إنّها تعترف بوجود ضغوط، لكن هناك أزمات إنسانية في جميع أنحاء العالم، واستخدام هذا الوصف مبالغ فيه وغير مسؤول. المهم حالياً كيفية التعامل مع المسألة.
وفي رد لها على جيريمي كوربين، رئيس حزب العمّال، والذي قال إنّ خدمات الصحة الوطنية تحت ضغوط كبيرة وإنّ السبب الرئيسي لذلك هو التخفيضات في خدمات الرعاية الاجتماعية، قالت ماي إنّ كوربين قد يجد صعوبة في التصديق أنّ بعض الناس كانوا يقولون الأشياء ذاتها قبل بضعة أسابيع.