في لبنان، وفي خضمّ الثورة القائمة، أعادت النساء تعريف مفهوم المشاركة السياسية. أعادت الثورة في لبنان تفكيك المفاهيم الخشبية والكلاسيكية الأحادية لمشاركة النساء في الحياة السياسية وركبتها بطريقتها لتعبّر عن التعددية والتنوع في الطرح السياسي. الرقص والغناء في الشارع بيان سياسي. والراقصة التي نزلت إلى الشارع عبّرت عن بيان سياسي. هي بيانات سياسية في وجه الماكينات الذكورية والدينية التي لطالما اعتبرت أن وجود النساء في الساحات العامة أمر مستهجن، فكيف إذا كان لكسر التابوهات المرتبطة بحرية التعبير وحرية الجسد؟ بالطبع سيستهجن البعض "كرنفالية" الثورة، وما هذا الاستهجان إلا تعبير عن الموروثات البالية بأن الهويات الجندرية والجنسية يجب أن تذوب في سياق الثورة، ليصبح النساء والرجال كياناً مطابقاً يغيب عنه أي بُعد خصوصي أو جنساني ليتوحدوا وبصورة جدية حول الطروحات البديلة. حين غنّى خالد الهبر "جرّبت اكتبلك غنية عاطفية، ما طلع بإيدي" في سياق الحرب الأهلية، كان للتعبير حينها عن جدية الثورة والنضال. ها هي ثورة أكتوبر في لبنان تعيد خلط الأوراق وتقدم تعريفات جديدة في سياق التعبير السياسي والنضالي.
النساء اللواتي خلعن عن رأسهن الحجاب في الشارع هو بيان سياسي. قد تكون إحدى أيقونات الثورة في لبنان تلك السيدة الستينية التي كانت ترقص في أحد شوارع النبطية وخلعت الحجاب عن رأسها. هو تعبير وبيان سياسي في وجه تفاقم الردة الذكورية والأبوية والدينية التي قيدت النساء في أدوار وأماكن محددة. لعل النساء الثائرات في الجنوب أكثر من يعبّرن عن هذا البيان السياسي. نزول الجدة مع أحفادها وحفيداتها إلى الشارع في الجنوب هو أكبر كسر للتابو الديني والثقافي والاجتماعي والشخصي الذي يجرب حزب الله فرضه على الناس. تلوّن الجنوب بتلوّن أفراده وبخصوصياتهم الشخصية، بعد أن كاد حزب الله ينجح في تصويره ككيان وحدوي متجانس في اللباس والشكل والتصرفات.
اقــرأ أيضاً
ثورة الأمهات من الجيل السابق هو بيان سياسي. كسرت هؤلاء الأمهات الجميلات مفهوم المشاركة السياسية المحصورة بنشاطية سياسية واجتماعية ضمن أطر فكرية أو نظرية أو نضالية معينة، وثرن في وجه التطبيع الذكوري والثقافي الذي مارسنه، مرغمات أو راغبات لا يهم. ثارت الأمهات وبتن يشاركن في الثورة الإلكترونية كما في الشارع، عبر بيانات وتصريحات وحشد الهمم وتشجيع الأبناء والبنات على الثورة والنزول للشارع.
لبنان تنتفض (بالمؤنث) هو بيان سياسي أيضاً. بما أن الثورة قائمة، فلنكسر قواعد اللغة العربية أيضاً ولو لمرة. يا نساء لبنان بتنوعكن وتنوع تعبيركن السياسي والنضالي، أنا، وبكل فخر، أنتمي إليكن.
* ناشطة نسوية
النساء اللواتي خلعن عن رأسهن الحجاب في الشارع هو بيان سياسي. قد تكون إحدى أيقونات الثورة في لبنان تلك السيدة الستينية التي كانت ترقص في أحد شوارع النبطية وخلعت الحجاب عن رأسها. هو تعبير وبيان سياسي في وجه تفاقم الردة الذكورية والأبوية والدينية التي قيدت النساء في أدوار وأماكن محددة. لعل النساء الثائرات في الجنوب أكثر من يعبّرن عن هذا البيان السياسي. نزول الجدة مع أحفادها وحفيداتها إلى الشارع في الجنوب هو أكبر كسر للتابو الديني والثقافي والاجتماعي والشخصي الذي يجرب حزب الله فرضه على الناس. تلوّن الجنوب بتلوّن أفراده وبخصوصياتهم الشخصية، بعد أن كاد حزب الله ينجح في تصويره ككيان وحدوي متجانس في اللباس والشكل والتصرفات.
ثورة الأمهات من الجيل السابق هو بيان سياسي. كسرت هؤلاء الأمهات الجميلات مفهوم المشاركة السياسية المحصورة بنشاطية سياسية واجتماعية ضمن أطر فكرية أو نظرية أو نضالية معينة، وثرن في وجه التطبيع الذكوري والثقافي الذي مارسنه، مرغمات أو راغبات لا يهم. ثارت الأمهات وبتن يشاركن في الثورة الإلكترونية كما في الشارع، عبر بيانات وتصريحات وحشد الهمم وتشجيع الأبناء والبنات على الثورة والنزول للشارع.
لبنان تنتفض (بالمؤنث) هو بيان سياسي أيضاً. بما أن الثورة قائمة، فلنكسر قواعد اللغة العربية أيضاً ولو لمرة. يا نساء لبنان بتنوعكن وتنوع تعبيركن السياسي والنضالي، أنا، وبكل فخر، أنتمي إليكن.
* ناشطة نسوية