واجه أخيراً مركز معالجة الإدمان في منطقة تطوان في شمال المغرب، تهديداً بالإغلاق، نتيجة أعداد المدمنين المتزايدة التي يستقبلها، بحسب ما أشار مرصد الشمال لحقوق الإنسان (مؤسسة غير حكومية). أكثر من 1500 مدمن ينتظرون دورهم لتلقي العلاج الجسدي والنفسي، في منطقة تُصنَّف هشّة وتفتقر إلى مراكز أخرى من هذا النوع، ووسط عجز المركز نفسه عن تلبية حاجتهم نتيجة الطواقم الطبية المتواضعة وقلة الخدمات المتوفرة. يُذكر أن عدد المستفيدين من خدمات العلاج البديل التي يقدمها المركز يُقدّر بـ216 حالة فقط، وفق ما أوضح بيان للمرصد، في حين أن عدد المدمنين في المنطقة يصل إلى عشرة آلاف مدمن.
لكن ذلك التهديد ينفيه مندوب وزارة الصحة المغربية بشير الجباري، قائلاً لـ"العربي الجديد" إن "عمل الطواقم الطبية في المركز مستمر". ويوضح أن "لدينا ثلاثة أطباء، اثنان منهم متخصصان في الأمراض النفسية والعقلية، والثالث في علاج الإدمان، إلى جانب طواقم مساعدة وأربعة ممرضين نفسيين وأربعة حراس أمنيين". يضيف: "نحن مستمرون في عملنا، ونعالج 1500 حالة إدمان مختلفة بين مخدرات وتدخين وكحول. 800 منها مسجلة على أنها حالات إدمان على الهيرويين. ونحن لا نباشر بعلاجهم الكيماوي (ميتادون) قبل معالجتهم نفسياً واجتماعياً، وهو ما تقوم به الجمعيات أيضاً". يتابع: "لدينا أولويات، النساء والمرضى هم أولى بالعلاج من غيرهم"، لافتاً إلى أن "حالات الإدمان في جهة تطوان لا تفوق 2500 على أكثر تقدير".
وكان مرصد الشمال قد حمّل في بيان له "وزارة الصحة كامل المسؤولية في ضمان الحق في العلاج لفئة المدمنين، باعتبارهم أفراداً كاملي الهيئة". وطالب كذلك بتوفير "الأمن والحماية للعاملين في مركز معالجة الإدمان في تطوان ورفع عدد الطواقم الطبية استجابة لحاجات المدمنين".
من جهته، يقول مدير المركز محمد بن عيسى، لـ"العربي الجديد"، إن "المركز مهدّد بالإغلاق نتيجة الضغط الكبير عليه من قبل المدمنين، وسط عدد الكوادر الصحية غير الكافي، إذ لا يتعدى عددهم ثلاثة أطباء وستة ممرضين يقدمون خدمات يومية لـ220 شخصاً فقط من الذين سجلوا تحسناً بعد تلقيهم العلاج الصحي والنفسي. وقد أعيد دمجهم تدريجياً في الحياة الاجتماعية. إلى ذلك، لدينا 1500 مدمن مسجلون على لائحة الانتظار الخاصة بالمركز". ويؤكد أن المركز "عاجز عن تلبية احتياجات المرضى المدمنين".
ويشير إلى أن المركز يشهد يومياً "مشاحنات بين المدمنين الذين يطالبون بحقهم في العلاج وبين مستخدمي المركز الذين يعجزون عن تلبية مطالبهم". يضيف أن "كل ذلك يحدث في ظلّ تملّص وزارة الصحة من مسؤولياتها، الأمر الذي دفع بعض الكادرات إلى تقديم استقالتها".
تقدّر الجمعيات العاملة في الميدان على مستوى تطوان ومرتيل والمضيق والفنيدق، من دون احتساب طنجة، عدد المدمنين بعشرة آلاف، بحسب ما يوضح بن عيسى. ويلفت إلى أن "وفيات تسجّل بين المدمنين نتيجة إصابتهم بأمراض قاتلة، مثل نقص المناعة المكتسب (سيدا) وفيروس الكبد الوبائي"، الأمر الذي تؤكده مندوبيّة وزارة الصحة في جهة تطوان.
اقرأ أيضاً: مغاربة يتعايشون مع "وصمة" الإيدز