لا يكاد يمر يوم واحد إلا ويكتشف سكان حي اليرموك وسط بغداد أن أحد أهالي الحي قد تعرض لعملية سطو مسلح من قبل عصابة تطلق على نفسها "أبو طبر"، نسبة إلى السفاح العراقي الشهير الذي أعدم في سبعينيات القرن الماضي.
وتقول فاطمة السامرائي التي تمتلك منزلا كبيراً يطل على الشارع المعروف باسم "الأربع شوارع" الراقي، وسط اليرموك أنها لم تكن تتوقع يوما أن يحدث ما حدث لها كما تراه في الأفلام.
وتؤكد أنها تعرضت لسطو مسلح في ليلة رأس السنة على الرغم من وجود زوجها وأولادها الثلاثة في المنزل، موضحة لـ "العربي الجديد" أن عصابة مكونة من ثلاثة أفراد اقتحمت منزلها وسرقت مبلغ 30 ألف دولار أميركي، ومصوغات ذهبية تقدر بأكثر من 10 ملايين دينار عراقي (ما يعادل 8 آلاف دولار أميركي).
وروت قصة سرقة منزلها قائلة "عدنا أنا وزوجي وأولادي الثلاثة من الاحتفال برأس السنة عند منتصف الليل، وبحدود الساعة الثالثة فجرا سمعنا صوت زجاج باب المنزل يتهشم، وعند الاستيقاظ دخل ثلاثة أشخاص ملثمين ومسلحين غرف نومنا"، مبينة أن افراد العصاية سارعوا إلى تقييد زوجي وأولادي وعصب أعينهم.
وأضافت "شهروا أسلحتهم بوجهي وأمروني بإخراج الذهب والأموال التي لدينا"، مؤكدة أنها استجابت لأوامرهم وفتحت خزنة المنزل، وتركتهم يفرغونها من محتوياتها.
وأكدت أنها حين سألتهم عن سبب ما يفعلونه أجابوا "نحن جماعة أبو طبر، إذا رغبتم بالذهاب إليه وسؤاله عن سبب قتله لضحاياه، فلا يوجد مانع لدينا، نرسلكم إليه". وتابعت "أكثر ما يرعب في الأمر أن العصابة استخدمت الطبر (الآلة التي يستخدمها القصاب) لتهشيم زجاج باب المنزل وتكسير الأبواب الداخلية".
يشار إلى أن "أبو طبر" الذي يوصف بأنه المجرم الأخطر في تاريخ بغداد أعدم عام 1973 بعد أن قتل عشرات الضحايا، واسمه الحقيقي حاتم كاظم هضم وينحدر من بلدة المسيب بمحافظة بابل (100 كلم جنوب بغداد)، وأطلق عليه هذا اللقب لاستخدامه "الطبر" في قتل ضحاياه.
— علي (@8nccXvNDMG2kRms) ٣ نوفمبر، ٢٠١٧ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
ويوضح علي يونس الذي يسكن حي اليرموك أنه وقع ضحية عملية سطو مسلح بدوره، كلفته 23 مليون ينار عراقي (ما يعادل 18 ألف دولار أميركي) وهي ثمن بيع سيارته قبل نحو أسبوع من تعرض منزله للاقتحام والسرقة من قبل العصابة ذاتها المكونة من ثلاثة أفراد، مؤكدا لـ "العربي الجديد" أن العصابة هشمت باب منزله الخشبي قبل أن تقتحم الدار لتكمل عملية السرقة.
وأضاف "قامت العصابة بتكسير كاميرات المراقبة قبل الخروج من المنزل"، مبينا أنه واحد من عشرات غيره ذهبت أموالهم ضحية عصابة "أبو طبر" التي بدأت تبث الرعب في نفوس سكان حي اليرموك.
ويقول الملازم حيدر حسين الذي يعمل في إحدى دوريات الشرطة في حي اليرموك، إن دوريته تتلقى اتصالات شبه يومية للتبليغ عن سرقات تتم بعمليات سطو مسلح، مؤكدا لـ"العربي الجديد" أن الشرطة لا يمكن أن تفعل شيئاً لأن الاتصالات تأتي بعد أن تقع الجرائم.
وأضاف "بعد الاطلاع على تسجيلات كاميرات المراقبة المنصوبة في الشوارع الرئيسية تبين أن العصابة تأتي من خارج اليرموك لتنفذ جرائمها في الحي المعروف بأن سكانه من المترفين والمسؤولين السابقين والحاليين"، مبيناً أن دوريته ودوريات أخرى تلقت أوامر بالتجوال ليلاً داخل شوارع وأزقة اليرموك.
يشار إلى أن وزارة الداخلية العراقية تعلن بين الحين والآخر عن اعتقال عصابات للسطو المسلح في بغداد، إلا أن ذلك لم يساهم في انخفاض مثل هذه الجرائم، كما لم يقدم أغلب الذين يلقى القبض عليهم إلى المحاكم.