محبوبة جداً حيوانات الباندا، ومهمة أيضاً المساعي الدولية لرعاية وزيادة نسلها خصوصاً أنها من الكائنات المهددة بالانقراض على سطح كوكبنا. حضرني الكلام عن الباندا مع قراءة خبر عن احتفال توأم باندا بعيد ميلادهما الثاني في حديقة الحيوان في العاصمة النمساوية فيينا.
ويبدو من متابعة قضايا هذا الحيوان الجميل الذي يستهلك حتى 16 كلغ يومياً من أعواد الخيزران بحسب عمره وحجمه، أن كلفة رعاية الزوج الواحد منه في حدائق الحيوان حول العالم تكلف نحو مليون دولار سنوياً، ويعود جزء من المبلغ للصين كونها الدولة التي تعير حيوانات الباندا للرعاة أزواجاً، ووفق عقود إعارة مدتها عشر سنوات.
ليس عندي شيء ضد حيوانات الباندا، بل على العكس أقرأ أخبارها بمتعة، وأراقب الفيديوهات المصورة عنها بإعجاب، كأنني أتابع حركة أطفال صغار يتعلمون المشي والتسلق وتناول طعامهم بدون مساعدة الكبار. وهي في حقيقة الأمر قليلة العدد بسبب الاعتداء البشري عليها وتهديد مواطن عيشها في البراري، وبلغ عددها في البرية 1864 حيوان باندا حتى عام 2014، عدا تلك التي تربى في حدائق الحيوان.
لم أبدأ الكتابة عن الباندا إلا لأنني في قرارة نفسي أتمنى لو يحظى الأطفال المشردون والجائعون في العالم بالرعاية ذاتها التي تحظى بها حيوانات الباندا.
لذلك تابعت عبر المواقع المتخصصة بشؤون "الجوع" و"العوز" و"التشرد" كلفة الوجبة الواحدة لطفل جائع، وتبيّن لي أنها تساوي نحو 20 سنتاً أميركياً، أي أن كلفة 3 وجبات في اليوم الواحد تساوي 60 سنتاً، ولو أضفنا إليها الماء وربما حبة فاكهة تصل القيمة إلى دولار واحد.
هذه الحسبة تعني أن مقابل معيشة ورعاية زوج من الباندا يمكن تغذية 2740 طفلاً مهدداً بالموت جوعاً.
اقــرأ أيضاً
ربما تبدو المقارنة بين رعاية الباندا والأطفال الجوعى سوريالية بعض الشيء، لأنه من الأجدى المقارنة بين أطفال جائعين وآخرين متخمين ليس من الطعام وحده بل من الاستهلاك عموماً. لكن المشكلة هنا تكمن في الحرية الفردية التي تتيح في بعض المجتمعات المترفة والغنية اختيار نمط العيش دون الإجبار على تغييره. لذلك لا يمكن أن تطلب من أسرة يعيش أبناؤها ترف رمي وجباتهم في القمامة بسبب التخمة من مقاسمة بعض مصاريفهم في رعاية أطفال معوزين وجائعين.
وفي النهاية إن المسألة ليست فردية دون شك، هي قضية دول ومجتمعات تشجع على الاستهلاك بلا حدود، وأخرى تعيش نزاعات وصراعات مستبيحة أبسط حقوق سكانها، ومخلفة مصائب تدفع ثمنها الأجيال الجديدة.
هو شعار للمساواة يجب أن نرفعه، وإذا كانت المناداة بالمساواة بين أطفال العالم ستدخلنا بمتاهات السياسة وتوزع الحصص والثروات في العالم، وقضايا الجدران الفاصلة والحدود الشائكة بين الشعوب، فمن الأسهل لنا الاستقواء على حيوان الباندا والمطالبة بالمساواة معه. فيا ليتنا باندا.
ويبدو من متابعة قضايا هذا الحيوان الجميل الذي يستهلك حتى 16 كلغ يومياً من أعواد الخيزران بحسب عمره وحجمه، أن كلفة رعاية الزوج الواحد منه في حدائق الحيوان حول العالم تكلف نحو مليون دولار سنوياً، ويعود جزء من المبلغ للصين كونها الدولة التي تعير حيوانات الباندا للرعاة أزواجاً، ووفق عقود إعارة مدتها عشر سنوات.
ليس عندي شيء ضد حيوانات الباندا، بل على العكس أقرأ أخبارها بمتعة، وأراقب الفيديوهات المصورة عنها بإعجاب، كأنني أتابع حركة أطفال صغار يتعلمون المشي والتسلق وتناول طعامهم بدون مساعدة الكبار. وهي في حقيقة الأمر قليلة العدد بسبب الاعتداء البشري عليها وتهديد مواطن عيشها في البراري، وبلغ عددها في البرية 1864 حيوان باندا حتى عام 2014، عدا تلك التي تربى في حدائق الحيوان.
لم أبدأ الكتابة عن الباندا إلا لأنني في قرارة نفسي أتمنى لو يحظى الأطفال المشردون والجائعون في العالم بالرعاية ذاتها التي تحظى بها حيوانات الباندا.
لذلك تابعت عبر المواقع المتخصصة بشؤون "الجوع" و"العوز" و"التشرد" كلفة الوجبة الواحدة لطفل جائع، وتبيّن لي أنها تساوي نحو 20 سنتاً أميركياً، أي أن كلفة 3 وجبات في اليوم الواحد تساوي 60 سنتاً، ولو أضفنا إليها الماء وربما حبة فاكهة تصل القيمة إلى دولار واحد.
هذه الحسبة تعني أن مقابل معيشة ورعاية زوج من الباندا يمكن تغذية 2740 طفلاً مهدداً بالموت جوعاً.
ربما تبدو المقارنة بين رعاية الباندا والأطفال الجوعى سوريالية بعض الشيء، لأنه من الأجدى المقارنة بين أطفال جائعين وآخرين متخمين ليس من الطعام وحده بل من الاستهلاك عموماً. لكن المشكلة هنا تكمن في الحرية الفردية التي تتيح في بعض المجتمعات المترفة والغنية اختيار نمط العيش دون الإجبار على تغييره. لذلك لا يمكن أن تطلب من أسرة يعيش أبناؤها ترف رمي وجباتهم في القمامة بسبب التخمة من مقاسمة بعض مصاريفهم في رعاية أطفال معوزين وجائعين.
وفي النهاية إن المسألة ليست فردية دون شك، هي قضية دول ومجتمعات تشجع على الاستهلاك بلا حدود، وأخرى تعيش نزاعات وصراعات مستبيحة أبسط حقوق سكانها، ومخلفة مصائب تدفع ثمنها الأجيال الجديدة.
هو شعار للمساواة يجب أن نرفعه، وإذا كانت المناداة بالمساواة بين أطفال العالم ستدخلنا بمتاهات السياسة وتوزع الحصص والثروات في العالم، وقضايا الجدران الفاصلة والحدود الشائكة بين الشعوب، فمن الأسهل لنا الاستقواء على حيوان الباندا والمطالبة بالمساواة معه. فيا ليتنا باندا.