"اكتشفنا أنّ شقيقتي الصغرى أريج تُعاني من السكري حين كان عمرها عاماً واحداً فقط. كثيراً ما كان يُغمى عليها. وبعدما أخذتها والدتي إلى المستشفى، أُبلغنا أنها مصابة بالسكّري من النوع الأول. تغيّرت حياتنا وأصبحنا نتجنب أكل الحلويات في البيت حفاظاً على صحتها، حتى اعتادت على الحدّ من تناول السكريات. في البداية، كان مرضها مُتعباً، وكثيراً ما كانت تُلازم المستشفى، إضافة إلى عدم إقبالها على تناول الطعام". هذا ما تقوله التونسية، سناء صلوحي، عن مرض شقيقتها.
تضيف سناء، لـ "العربي الجديد": "شقيقتي تبلغ الآن 15 عاماً"، لافتة إلى أن اكتشاف مرضها في عمر مبكّر سهّل عليها التعايش معه وفهمه. تضيف: "كنّا نُخبرها أنّ تناول الحلوى سيؤثّر سلباً على صحتها. وإذا أصرّ أحد على أن يعطيها الشوكولاتة، يجب عليها الانتباه. وخلال الفترة الأخيرة، لاحظنا أن صحتها ليست في أفضل حال، وبات يُغمى عليها في مناسبات عدة بسبب تغيرات هرمونية، كونها في سن المراهقة. وكنا قد أخبرنا إدارة المدرسة بوضعها الصحي، وكثيراً ما أُسعفت أثناء الدراسة".
اقــرأ أيضاً
أريج ليست الطفلة الوحيدة المصابة بالسكري في تونس، إذ يُعاني عدد لا بأس به من الأطفال من هذا المرض المزمن. وتتكثّف الحملات التوعوية حول مرض السكري، لأنّ معاناة الكثير من الأطفال مستمرة. وتشير الإحصائيات إلى إصابة 10 في المائة من الأطفال والمراهقين بالسكري في تونس، من بين إجمالي الإصابات المقدرة بنحو مليون إصابة في البلاد. ولا يعرف عدد من المتخصصين الأسباب الحقيقية لإصابة الأطفال بالسكري. بعضها قد يرتبط بعوامل وراثيّة أو نمط العيش، واستهلاك مواد ضارة ومأكولات ذات سعرات حرارية مرتفعة، وزيادة في الوزن.
يقول الكاتب العام لجمعية مرضى السكري في جربة، منير بوستة، لـ "العربي الجديد": "لاحظنا، خلال السنوات الأخيرة، أن نسبة الأطفال المصابين بالسكري تزداد باستمرار، بينهم رُضّع يولدون وهم يعانون من السكري، وآخرون يصابون في عمر الخمسة أشهر، أو خلال العام الأول من ولادتهم". ويبيّن أن عدد الحالات التي تصل إلى الجمعية كثيرة. بعض العائلات لديها طفلان أو ثلاثة أطفال مصابين بالسكري. ويحكي قصّة أرملة في جربة توفي زوجها لتبقى وحيدة مع أطفالها الثلاثة. ابنتها الكبرى، وأحد التوأم، كانا مصابين بالسكري، ما زاد من معاناة الأم التي كانت تسعى جاهدة إلى فهم طبيعة المرض. لكن مع وجود طفلين، أصبح الأمر أكثر تعقيداً.
ويفيد بوستة بأنّ بعض الأمور قد تساهم في إصابة الأطفال بالسكري، كالإفراط في تناولهم المضادات الحيوية، وتراجع نسبة الرضاعة الطبيعية، والتسرّع في إعطائهم مواد غذائية عادة ما تكون غنية بالسكريات. ويبيّن أن بعض العائلات لا تتقبل بسهولة مرض أطفالها، خصوصاً أنهم لن يعيشوا أو يتصرفوا على غرار بقية الأطفال. يضيف أن الأطفال المرضى يحتاجون إلى عناية خاصة، وإعلام المشرفين في المدارس حول حقيقة وضعهم الصحي. ويجب منحهم دواء متى احتاجوا إليه، ومتابعتهم ومراقبتهم بشكل مستمر. ويشير إلى أن نقص الإنسولين مؤخراً أثّر على صحة بعض الأطفال الذين لم يحصلوا على دوائهم خلال يومين. ونُقِل البعض إلى المستشفى، مشيراً إلى أن المشاكل التي تعاني منها الصناديق الاجتماعية التي تتكفل بالأمراض المزمنة ساهمت في زيادة معاناة الكثير من المرضى، خصوصاً الأطفال.
ويلفت إلى أن بعض الأطفال في سن المراهقة يرفضون تقبّل مرضهم ويتخلّون عن العلاج، ما يتعيّن الاستعانة بأطباء نفسيّين لإقناعهم بالتعايش مع المرض. ويتطرّق إلى تسجيل بعض محاولات الانتحار بين الأطفال والمراهقين نتيجة عدم تقبّلهم مرض السكّري.
من جهتها، تؤكّد رئيسة قسم التكوين والإعلام في المعهد الوطني للتغذية، ليلى علوان، لـ "العربي الجديد": "السكّري عند الأطفال مرض له خصوصية، ويرتبط في معظم الأحيان بعوامل جينية. بالتالي، لا يجب تحميل أحد الوالدين المسؤولية، خصوصاً في ما يتعلق بالسكري من النوع الأول. أما النوع الثاني، فعادة ما يرتبط بالسمنة أو الوراثة. وتبين أن من بين أعراضه الإغماء أو الهزال الشديد المفاجئ أو التبول المفرط ليلاً".
وتُشير علوان إلى أنّ السكر والحلويات والشوكولاتة غير صالحة للطفل المريض بالسكري. وبشكل عام، يجب الابتعاد عن تناول الوجبات غير الصحية، ويُمكن السماح للطفل بتناول القليل من الحلويات في المناسبات، مبيّنة أنّهم نظموا يوماً توعوياً في 11 نوفمبر/تشرين الأول الماضي، للحديث عن الأكلات التي تحتوي على الكثير من السكريات، وتوعية أولياء الأمور. وتوضح أنه من بين الحالات التي صدمتها، قصة امرأة جلبت ابنها البالغ من العمر 5 سنوات، ويعاني من السكري، لكنها كانت تعطيه الحقن في المكان نفسه ما أدى إلى تجمع الإنسولين في مكان واحد، حتى صار يعاني من انتفاخ كبير. وتُشدد على وجوب تدريب الأم والطفل على حقن نفسه وتغيير المكان باستمرار.
اقــرأ أيضاً
وتشير إلى أن الطفل المريض يمكنه ممارسة النشاط الرياضي، ولا يجب المبالغة في الخوف عليه أو حرمانه من بعض النشاطات. ويجب أن يكون في حوزته دائماً قطعة من السكر يتناولها في حال انخفاض السكر لديه. تضيف أن بعض العائلات ترى في مرض طفلها مأساة، علماً أنه لا يشكل أي عائق أمام التقدّم والنجاح.
تضيف سناء، لـ "العربي الجديد": "شقيقتي تبلغ الآن 15 عاماً"، لافتة إلى أن اكتشاف مرضها في عمر مبكّر سهّل عليها التعايش معه وفهمه. تضيف: "كنّا نُخبرها أنّ تناول الحلوى سيؤثّر سلباً على صحتها. وإذا أصرّ أحد على أن يعطيها الشوكولاتة، يجب عليها الانتباه. وخلال الفترة الأخيرة، لاحظنا أن صحتها ليست في أفضل حال، وبات يُغمى عليها في مناسبات عدة بسبب تغيرات هرمونية، كونها في سن المراهقة. وكنا قد أخبرنا إدارة المدرسة بوضعها الصحي، وكثيراً ما أُسعفت أثناء الدراسة".
أريج ليست الطفلة الوحيدة المصابة بالسكري في تونس، إذ يُعاني عدد لا بأس به من الأطفال من هذا المرض المزمن. وتتكثّف الحملات التوعوية حول مرض السكري، لأنّ معاناة الكثير من الأطفال مستمرة. وتشير الإحصائيات إلى إصابة 10 في المائة من الأطفال والمراهقين بالسكري في تونس، من بين إجمالي الإصابات المقدرة بنحو مليون إصابة في البلاد. ولا يعرف عدد من المتخصصين الأسباب الحقيقية لإصابة الأطفال بالسكري. بعضها قد يرتبط بعوامل وراثيّة أو نمط العيش، واستهلاك مواد ضارة ومأكولات ذات سعرات حرارية مرتفعة، وزيادة في الوزن.
يقول الكاتب العام لجمعية مرضى السكري في جربة، منير بوستة، لـ "العربي الجديد": "لاحظنا، خلال السنوات الأخيرة، أن نسبة الأطفال المصابين بالسكري تزداد باستمرار، بينهم رُضّع يولدون وهم يعانون من السكري، وآخرون يصابون في عمر الخمسة أشهر، أو خلال العام الأول من ولادتهم". ويبيّن أن عدد الحالات التي تصل إلى الجمعية كثيرة. بعض العائلات لديها طفلان أو ثلاثة أطفال مصابين بالسكري. ويحكي قصّة أرملة في جربة توفي زوجها لتبقى وحيدة مع أطفالها الثلاثة. ابنتها الكبرى، وأحد التوأم، كانا مصابين بالسكري، ما زاد من معاناة الأم التي كانت تسعى جاهدة إلى فهم طبيعة المرض. لكن مع وجود طفلين، أصبح الأمر أكثر تعقيداً.
ويفيد بوستة بأنّ بعض الأمور قد تساهم في إصابة الأطفال بالسكري، كالإفراط في تناولهم المضادات الحيوية، وتراجع نسبة الرضاعة الطبيعية، والتسرّع في إعطائهم مواد غذائية عادة ما تكون غنية بالسكريات. ويبيّن أن بعض العائلات لا تتقبل بسهولة مرض أطفالها، خصوصاً أنهم لن يعيشوا أو يتصرفوا على غرار بقية الأطفال. يضيف أن الأطفال المرضى يحتاجون إلى عناية خاصة، وإعلام المشرفين في المدارس حول حقيقة وضعهم الصحي. ويجب منحهم دواء متى احتاجوا إليه، ومتابعتهم ومراقبتهم بشكل مستمر. ويشير إلى أن نقص الإنسولين مؤخراً أثّر على صحة بعض الأطفال الذين لم يحصلوا على دوائهم خلال يومين. ونُقِل البعض إلى المستشفى، مشيراً إلى أن المشاكل التي تعاني منها الصناديق الاجتماعية التي تتكفل بالأمراض المزمنة ساهمت في زيادة معاناة الكثير من المرضى، خصوصاً الأطفال.
ويلفت إلى أن بعض الأطفال في سن المراهقة يرفضون تقبّل مرضهم ويتخلّون عن العلاج، ما يتعيّن الاستعانة بأطباء نفسيّين لإقناعهم بالتعايش مع المرض. ويتطرّق إلى تسجيل بعض محاولات الانتحار بين الأطفال والمراهقين نتيجة عدم تقبّلهم مرض السكّري.
من جهتها، تؤكّد رئيسة قسم التكوين والإعلام في المعهد الوطني للتغذية، ليلى علوان، لـ "العربي الجديد": "السكّري عند الأطفال مرض له خصوصية، ويرتبط في معظم الأحيان بعوامل جينية. بالتالي، لا يجب تحميل أحد الوالدين المسؤولية، خصوصاً في ما يتعلق بالسكري من النوع الأول. أما النوع الثاني، فعادة ما يرتبط بالسمنة أو الوراثة. وتبين أن من بين أعراضه الإغماء أو الهزال الشديد المفاجئ أو التبول المفرط ليلاً".
وتُشير علوان إلى أنّ السكر والحلويات والشوكولاتة غير صالحة للطفل المريض بالسكري. وبشكل عام، يجب الابتعاد عن تناول الوجبات غير الصحية، ويُمكن السماح للطفل بتناول القليل من الحلويات في المناسبات، مبيّنة أنّهم نظموا يوماً توعوياً في 11 نوفمبر/تشرين الأول الماضي، للحديث عن الأكلات التي تحتوي على الكثير من السكريات، وتوعية أولياء الأمور. وتوضح أنه من بين الحالات التي صدمتها، قصة امرأة جلبت ابنها البالغ من العمر 5 سنوات، ويعاني من السكري، لكنها كانت تعطيه الحقن في المكان نفسه ما أدى إلى تجمع الإنسولين في مكان واحد، حتى صار يعاني من انتفاخ كبير. وتُشدد على وجوب تدريب الأم والطفل على حقن نفسه وتغيير المكان باستمرار.
وتشير إلى أن الطفل المريض يمكنه ممارسة النشاط الرياضي، ولا يجب المبالغة في الخوف عليه أو حرمانه من بعض النشاطات. ويجب أن يكون في حوزته دائماً قطعة من السكر يتناولها في حال انخفاض السكر لديه. تضيف أن بعض العائلات ترى في مرض طفلها مأساة، علماً أنه لا يشكل أي عائق أمام التقدّم والنجاح.