عبّر المحامي البريطاني فيليب غوير عن قلقه إزاء السرطان الذي يتهدد آلاف النساء البريطانيات، على خلفية استخدامهنّ المكثّف لمسحوق التالك الذي نجده في بودرة العناية الشخصية التي تأتي من إنتاج علامات تجارية شهيرة. ولفت في صحيفة "ديلي مايل" إلى أنّ كثيرات من اللواتي يُشخّص لديهنّ سرطان قاتل يجهلنَ أنّه من الممكن ربطه بمكوّنات تلك المنتجات ذات الاستخدام الشائع.
وكانت نساء من الولايات المتحدة الأميركية قد رفعنَ دعاوى قضائية ضدّ مصنّعين لبودرة التالك، بعد إصابتهنّ بسرطان المبيض أو سرطان المتوسطة المرتبط بمعدن الأسبست أو الأميانت. واليوم، من الممكن أن تعمد نساء متضررات في المملكة المتحدة إلى القيام بالمثل.
وفي محاولة للتعرّف عن كثب على الرابط ما بين السرطان واستخدام مسحوق التالك، تواصلت "العربي الجديد" مع مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة. فأحالتنا المسؤولة عن وسائل الإعلام الصحية في المركز، سارة كوين ريفرز، إلى شرح الخبيرة في المركز فيونا أوسغون وهو أنّ "العلماء يدرسون العلاقة بين استخدام النساء بودرة التالك في مناطقهنّ الحميمة وبين سرطان المبيض، لكنّ النتائج حتى اليوم لا تعطي أيّ صورة واضحة. إذا كانت ثمّة صلة، فإنّ أيّ زيادة في المخاطر سوف تكون صغيرة نوعاً ما. ونظراً إلى أنّ سرطان المبيض هو مرض نادر نسبياً، فإنّ احتمالات تشكيل هذا المرض من قبل نساء يستخدمنَ بودرة التالك، تأتي ضئيلة. وثمّة حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتحديد صلة بودرة التالك بسرطان المبيض، إن وجدت".
إلى ذلك، تواصل غوير الذي يعمل من ضمن فريق مكتب سيمبسون ميلر للمحاماة في لندن، مع محامي أميركي سبق وأحرز سلسلة انتصارات قضائية لمصلحة نساء يعانينَ من سرطانات يُقال إنّها ناجمة عن بودرة التالك. وتنقل "ديلي مايل" عن غوير قوله إنّ الأمر أشبه بقنبلة موقوتة ويحق للناس الشعور بالقلق.
في السياق، شرحت "ديلي مايل" أنّ التالك الذي تُوجَّه إليه أصابع الاتهام معدن نقيّ نجده غالباً بالقرب من ترسبات للأسبست. وقد أظهرت الدراسات أنّ ثمّة خطر تلوّث متبادل في أثناء التعدين. يُذكر أنّ التعرّض لألياف الأسبست مرتبط بسرطان المتوسطة وهو سرطان عدائي يتطور في بطانة الرئتَين والبطن والقلب. لكنّ هذه المادة ذات السميّة المحتملة، جرى التخلّص منها تدريجياً في ثمانينيات القرن الماضي، بعد تحسين تقنيات التعدين. تجدر الإشارة إلى أنّ بودرة التالك التي جرى ربطها بسرطان المبيض وسرطان المتوسطة، كانت النساء البريطانيات قد استخدمنَها في ستينيات القرن الماضي وسبعينياته في إطار العناية الشخصية.