بدأت مجموعة من الشخصيات السورية المقيمة في مدينة إسطنبول التركية، العمل على تأسيس كيان سوري يُعنى بشؤون اللاجئين السوريين في المدينة ومشاكلهم، من خلال التواصل مع الحكومة التركية، تحت اسم جمعية "الجالية السورية في إسطنبول".
هي الخطوة الأولى من نوعها، سواء على مستوى دول الجوار السوري التي تضم اللاجئين أو على مستوى تركيا. فبعد مشاورات عديدة واجتماعات، تمكنت الجمعية بعد نحو عام من انطلاقها بوضعية قيد التأسيس، من التوصل إلى كتابة نظام داخلي، ثم عقد اجتماعين برعاية والي إسطنبول، في الأسابيع الماضية، كان آخرها، أمس الأول الأربعاء، وهو الذي شهد انتخاب رئيس الجالية ونائبه وأمين السر.
قبل يوليو/ تموز الماضي، موعد إطلاق الجمعية تحت التأسيس، بدأ المشروع مع اجتماع عدد من السوريين في مدينة إسطنبول في لقاءات تشاورية، جرى التوافق إثرها على كتابة النظام الداخلي للجمعية من قبل عدد من المحامين السوريين، وبدء العمل على التعريف بالجمعية والتواصل مع مختلف إدارات الحكومة التركية بما فيها ولاية إسطنبول. وبحسب النظام الداخلي للجمعية، تعرّف الجالية عن نفسها بكونها تجمعاً مدنياً، اجتماعياً، ثقافياً، تربوياً يسهم في تسهيل حياة السوريين القاطنين في إسطنبول من خلال الاستفادة من القوانين التركية وفهمها وفق السبل والإمكانيات المتاحة، وتلتزم الجمعية أسلوب العمل الجماعي المؤسسي منهجاً لها.
اقــرأ أيضاً
شهد، أمس الأول، الأربعاء، اجتماعاً للجمعية في إسطنبول، تم على إثره، بحضور 41 عضو أمانة عامة، انتخاب رئيس الجالية ونائبه وأمين السر ونائبه وهيئة رقابية مكونة من أربع أعضاء. وعن طريق اختيار ممثلي الجالية السورية، يؤكد جميع من التقت بهم "العربي الجديد" من أعضاء الأمانة العامة، أن لا علاقة له بأيّ ارتباطات سياسية، والمعيار الوحيد للانتخاب هو الجنسية السورية، فالأمر تم بمبادرة من عدد من السوريين المتواجدين في إسطنبول، وبعد عدة لقاءات تشاورية تمت دعوة المزيد من السوريين، الأمر الذي يؤكده عضو الأمانة العامة في الجمعية عندما كانت قيد التأسيس، عماد مشلح، بالقول: "عندما بدأنا بتشكيل الجمعية وكانت قيد التأسيس، لم يتجاوز أعضاء الأمانة العامة 21 شخصاً، بينما كان عدد المنتسبين نحو 300 شخص فقط. عملنا في ما بعد على توسيع عدد المنتسبين لنصل إلى 1300 شخص تقريباً الآن، ونعمل على مزيد من التوسعة ودعوة مختلف الشخصيات والفعاليات والمستثمرين السوريين للمشاركة. النظام الداخلي يحدد طريقة إجراء الانتخابات، ومع مرور الوقت ومع التوسعة المستمرة وزيادة عدد المنتسبين ستتحسن طريقة التمثيل".
تشير الإحصائيات الرسمية التركية إلى أنّ عدد اللاجئين السوريين في تركيا تجاوز ثلاثة ملايين ونصف مليون لاجئ، بينما يصل تعداد السوريين في مدينة إسطنبول وحدها إلى 450 ألفاً. لكنّ التوقعات تشير إلى أنّ العدد الحقيقي يتراوح بين 750 ألفاً ومليون سوري، خصوصاً أنّ عدداً كبيراً من السوريين يقيم في إسطنبول بينما يجري تسجيله بموجب هويات الحماية المؤقتة (كيمليك) في ولايات أخرى.
يشير نائب رئيس جمعية "الجالية السورية في مدينة إسطنبول" نزار خراط، إلى الصعوبات التي واجهت الجمعية في دعوة السوريين، الأمر الذي يعيده مراقبون، إلى أنّ اللاجئين مشغولون بتلبية احتياجاتهم الأساسية، وكذلك إلى فشل الأجسام المختلفة التي جرى تكوينها خلال السنوات الماضية، وهو أمر يحبط اللاجئين ويفقدهم الأمل في أيّ مبادرة، خصوصاً أنّ السوريين يفتقدون لثقافة العمل الجماعي، بسبب عقود من منع النظام لحرية العمل السياسي أو حتى العمل المدني لناحية تكوين الجمعيات أو منظمات المجتمع المدني.
يقول خراط: "منذ كانت الجمعية قيد التأسيس عملنا بمجهودنا الخاص وبمختلف الطرق بما في ذلك الإعلانات المدفوعة على وسائل التواصل الاجتماعي لدعوة السوريين المقيمين في إسطنبول للمشاركة، وإن كنا قد حققنا بعض النجاحات، لكنّ السوريين عموماً لم يكونوا متحمسين. على سبيل المثال أجرينا ثلاثة اجتماعات كبيرة عندما كانت الجمعية قيد التأسيس، ودعونا الناس ومن نعرفهم بشكل شخصي، وفي الاجتماع الأول دعونا 120 شخصاً فلم يحضر سوى ثمانية، وفي الاجتماع الثاني تمكنّا من حجز صالة تتسع لـ400 شخص فلم يحضر غير 30 شخصاً".
عن أهداف الجمعية في المرحلة المقبلة، يؤكد رئيسها المنتخب الطبيب مصطفى حاج حامد المقيم في تركيا منذ ثمانينيات القرن الماضي، أنّ هناك عدة أهداف رئيسية سيجري العمل على تحقيقها، بعضها سيتم خلال الأشهر الثلاثة الأولى، وبعضها الآخر على المدى المتوسط.
يضيف: "لدينا عدة أهداف خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، الأول ترتيب البيت الداخلي السوري، إذ نعمل الآن على دعوة جميع الكفاءات السورية في إسطنبول للمشاركة في استكمال تكوين المكاتب الإدارية الخاصة بالجالية، وسنجري العديد من اللقاءات مع الفعاليات والشخصيات والجمعيات السورية لدعوتهم للمشاركة، وهذا تحدٍّ كبير للغاية، كما سنعمل على إصدار ترخيص للجمعية كمنظمة مجتمع مدني. وسنعمل على تحسين صورة الجالية أمام المجتمع التركي، وسنكثف اتصالاتنا مع المسؤولين الأتراك سواء في أنقرة أو في إسطنبول وكذلك مع القائمقاميات المختلفة، بينما نعمل على البحث عن تمويل لعمل الجمعية خصوصاً أنّنا نعمل حتى الآن بجهود شخصية وبصندوق مالي فارغ، ولتنشيط العمل لا بد من دعم. كذلك، نرغب في التواصل مع الجاليات العربية الأخرى، فنسعى لإقامة إفطار في رمضان المقبل ندعو فيه المنتسبين إلى الجالية وممثلي الجاليات العربية الأخرى والمسؤولين الأتراك. وعلى المدى المتوسط نعمل أيضاً على إنشاء مقر واسع يليق بالجالية في المدينة".
اقــرأ أيضاً
يدعو حاج حامد جميع السوريين للمشاركة في جمعية الجالية السورية في إسطنبول، مشدداً على أنّ الجمعية ليست حزباً سياسياً ولا مؤسسة خيرية، نافياً أيّ ارتباطات سياسية لها "عادة ما تكون الجاليات مرتبطة بالسفارات لكن لطبيعة وضعنا الخاص كسوريين فهذا أمر مستحيل، نحن ليس لدينا أيّ ارتباطات سياسية، علماً أنّه قد يكون بعض المنتسبين لديهم ارتباطات سياسية. هدفنا تقديم الخدمات للاجئين الفارين من الظلم في سورية".
هي الخطوة الأولى من نوعها، سواء على مستوى دول الجوار السوري التي تضم اللاجئين أو على مستوى تركيا. فبعد مشاورات عديدة واجتماعات، تمكنت الجمعية بعد نحو عام من انطلاقها بوضعية قيد التأسيس، من التوصل إلى كتابة نظام داخلي، ثم عقد اجتماعين برعاية والي إسطنبول، في الأسابيع الماضية، كان آخرها، أمس الأول الأربعاء، وهو الذي شهد انتخاب رئيس الجالية ونائبه وأمين السر.
قبل يوليو/ تموز الماضي، موعد إطلاق الجمعية تحت التأسيس، بدأ المشروع مع اجتماع عدد من السوريين في مدينة إسطنبول في لقاءات تشاورية، جرى التوافق إثرها على كتابة النظام الداخلي للجمعية من قبل عدد من المحامين السوريين، وبدء العمل على التعريف بالجمعية والتواصل مع مختلف إدارات الحكومة التركية بما فيها ولاية إسطنبول. وبحسب النظام الداخلي للجمعية، تعرّف الجالية عن نفسها بكونها تجمعاً مدنياً، اجتماعياً، ثقافياً، تربوياً يسهم في تسهيل حياة السوريين القاطنين في إسطنبول من خلال الاستفادة من القوانين التركية وفهمها وفق السبل والإمكانيات المتاحة، وتلتزم الجمعية أسلوب العمل الجماعي المؤسسي منهجاً لها.
تشير الإحصائيات الرسمية التركية إلى أنّ عدد اللاجئين السوريين في تركيا تجاوز ثلاثة ملايين ونصف مليون لاجئ، بينما يصل تعداد السوريين في مدينة إسطنبول وحدها إلى 450 ألفاً. لكنّ التوقعات تشير إلى أنّ العدد الحقيقي يتراوح بين 750 ألفاً ومليون سوري، خصوصاً أنّ عدداً كبيراً من السوريين يقيم في إسطنبول بينما يجري تسجيله بموجب هويات الحماية المؤقتة (كيمليك) في ولايات أخرى.
يشير نائب رئيس جمعية "الجالية السورية في مدينة إسطنبول" نزار خراط، إلى الصعوبات التي واجهت الجمعية في دعوة السوريين، الأمر الذي يعيده مراقبون، إلى أنّ اللاجئين مشغولون بتلبية احتياجاتهم الأساسية، وكذلك إلى فشل الأجسام المختلفة التي جرى تكوينها خلال السنوات الماضية، وهو أمر يحبط اللاجئين ويفقدهم الأمل في أيّ مبادرة، خصوصاً أنّ السوريين يفتقدون لثقافة العمل الجماعي، بسبب عقود من منع النظام لحرية العمل السياسي أو حتى العمل المدني لناحية تكوين الجمعيات أو منظمات المجتمع المدني.
يقول خراط: "منذ كانت الجمعية قيد التأسيس عملنا بمجهودنا الخاص وبمختلف الطرق بما في ذلك الإعلانات المدفوعة على وسائل التواصل الاجتماعي لدعوة السوريين المقيمين في إسطنبول للمشاركة، وإن كنا قد حققنا بعض النجاحات، لكنّ السوريين عموماً لم يكونوا متحمسين. على سبيل المثال أجرينا ثلاثة اجتماعات كبيرة عندما كانت الجمعية قيد التأسيس، ودعونا الناس ومن نعرفهم بشكل شخصي، وفي الاجتماع الأول دعونا 120 شخصاً فلم يحضر سوى ثمانية، وفي الاجتماع الثاني تمكنّا من حجز صالة تتسع لـ400 شخص فلم يحضر غير 30 شخصاً".
عن أهداف الجمعية في المرحلة المقبلة، يؤكد رئيسها المنتخب الطبيب مصطفى حاج حامد المقيم في تركيا منذ ثمانينيات القرن الماضي، أنّ هناك عدة أهداف رئيسية سيجري العمل على تحقيقها، بعضها سيتم خلال الأشهر الثلاثة الأولى، وبعضها الآخر على المدى المتوسط.
يضيف: "لدينا عدة أهداف خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، الأول ترتيب البيت الداخلي السوري، إذ نعمل الآن على دعوة جميع الكفاءات السورية في إسطنبول للمشاركة في استكمال تكوين المكاتب الإدارية الخاصة بالجالية، وسنجري العديد من اللقاءات مع الفعاليات والشخصيات والجمعيات السورية لدعوتهم للمشاركة، وهذا تحدٍّ كبير للغاية، كما سنعمل على إصدار ترخيص للجمعية كمنظمة مجتمع مدني. وسنعمل على تحسين صورة الجالية أمام المجتمع التركي، وسنكثف اتصالاتنا مع المسؤولين الأتراك سواء في أنقرة أو في إسطنبول وكذلك مع القائمقاميات المختلفة، بينما نعمل على البحث عن تمويل لعمل الجمعية خصوصاً أنّنا نعمل حتى الآن بجهود شخصية وبصندوق مالي فارغ، ولتنشيط العمل لا بد من دعم. كذلك، نرغب في التواصل مع الجاليات العربية الأخرى، فنسعى لإقامة إفطار في رمضان المقبل ندعو فيه المنتسبين إلى الجالية وممثلي الجاليات العربية الأخرى والمسؤولين الأتراك. وعلى المدى المتوسط نعمل أيضاً على إنشاء مقر واسع يليق بالجالية في المدينة".
يدعو حاج حامد جميع السوريين للمشاركة في جمعية الجالية السورية في إسطنبول، مشدداً على أنّ الجمعية ليست حزباً سياسياً ولا مؤسسة خيرية، نافياً أيّ ارتباطات سياسية لها "عادة ما تكون الجاليات مرتبطة بالسفارات لكن لطبيعة وضعنا الخاص كسوريين فهذا أمر مستحيل، نحن ليس لدينا أيّ ارتباطات سياسية، علماً أنّه قد يكون بعض المنتسبين لديهم ارتباطات سياسية. هدفنا تقديم الخدمات للاجئين الفارين من الظلم في سورية".