تفتك أمراض وبائية بمخيمات النزوح العراقية، وسط شح الأدوية، وقلة الرعاية الطبية، والفقر الشديد الذي يعيشه النازحون، ما يجعلهم غير قادرين على معالجة أنفسهم وأطفالهم.
وذكرت مصادر طبية أن أمراضاً معدية انتشرت بين النازحين، وخاصة في مخيمات الأنبار. وإن أغلب الإصابات تطاول الأطفال نتيجة غياب رعاية طبية وشح الأدوية، والظروف المعيشية السيئة التي ساعدت على انتشار التلوث والأمراض.
وكشف مسؤولون محليون من الأنبار، اليوم السبت، عن انتشار أمراض وصفوها "بالخطرة" في مخيمات النزوح المنتشرة في المحافظة، جراء ارتفاع درجات الحرارة وانعدام الرعاية الطبية.
وأوضح مجلس بلدة الكرمة شرق الفلوجة أن "درجات الحرارة المرتفعة، وانعدام الرعاية الطبية في المخيمات سبب انتشاراً لكثير من الأمراض، ولا بد من إعادة النازحين بأسرع وقت إلى مناطقهم المحررة".
وقال عضو المجلس عارف الجميلي في تصريح صحافي اليوم إن "مخيمات النزوح التي تضم الآلاف، ومنهم من بلدة الكرمة شرق الفلوجة، انتشرت فيها أمراض خطيرة كالجرب والطفح الجلدي، خصوصاً في مخيمات الحبانية وعامرية الفلوجة وجزيرة الكرمة".
وتابع الجميلي: "الحاجة ملحة لإعادة النازحين إلى مناطقهم المحررة بسرعة، وخاصة في بلدة الكرمة (20 كلم شرق الفلوجة)، لأنهم يفتقرون لمقومات العيش البشري في المخيمات فضلاً عن انعدام الخدمات الطبية ووسائل التبريد".
واتهم الجميلي جهات سياسية بعرقلة إعادة النازحين إلى المناطق المحررة، بهدف استغلالهم لأغراض انتخابية حسب وصفه. وهي ذات التهمة التي وجهها عدد من مسؤولي الأنبار وشيوخ العشائر والوجهاء لجهات سياسية في المحافظة دون تسميتها.
وتكتظ مخيمات الأنبار في عامرية الفلوجة والكرمة، والمدينة السياحية في الحبانية، ومخيمات بغداد وأبو غريب، ومناطق أخرى بالنازحين المصابين بالأمراض، أبرزها الجرب والأورام الغريبة نتيجة التلوث.
وقال ناشطون إن أغلب النازحين يضطرون لشرب مياه غير معقمة بسبب شح مياه الشرب في المخيمات.
وقال الناشط المدني علاء الدليمي لـ"العربي الجديد" تجولنا في عدد من المخيمات، ولاحظنا انتشاراً واضحاً لأمراض وبائية وجلدية بين الأطفال والكبار، وهم لا يقدرون على معالجة أنفسهم بسبب فقرهم الشديد في ظل عدم وجود رعاية طبية حكومية".
ولفت إلى أنه "يجب على الحكومة العراقية الإسراع في حسم ملف إعادة النازحين إلى المناطق المحررة، للتخفيف من معاناتهم الإنسانية، ومعالجة الأمراض المنتشرة بينهم بأسرع وقت، وتوفير فرق طبية جوالة، ومراكز طبية متخصصة في مخيمات النزوح".
وما ساعد على انتشار تلك الأمراض وجود المخيمات في أراضٍ أغلبها صحراوية، أو بعيدة عن المدن والمناطق السكنية، وعدم وجود مرافق صحية فيها، ولا مياه معقمة للشرب، وانتشار القمامة والمخلفات البشرية والحيوانية حول المخيمات.
ويرصد ناشطون بين آونة وأخرى إصابات بين النازحين، ويصورونها ويعرضونها على صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، للفت انتباه الرأي العام على أمل الحصول على مساعدة المنظمات الدولية لهم، وتوفير العلاج والرعاية الطبية اللازمة للنازحين.
وتتواصل تحذيرات المراقبين من استمرار تأخير إعادة النازحين إلى مناطقهم المحررة، لما تسببه من كوارث إنسانية وأمراض لا تزال تفتك بالنازحين.
واتهم رئيس مجلس الأنبار صباح الكرحوت في تصريح صحافي اليوم جهات سياسية بتأخير عودة النازحين لمنافع انتخابية على حد وصفه.
واعتبر الكرحوت أن هناك "جهة سياسية تحاول تأخير إعادة النازحين إلى مناطقهم المحررة لاتخاذهم ورقة رابحة في الانتخابات المقبلة، ولن نسمح بذلك وسنعمل على إعادتهم وفق جدول زمني محدد".