يسابق الشاب الفلسطيني، عبد الله أبو حجر، الزمن للحصول على براءة اختراع توثق ابتكاره الذي نفذه في قطاع غزة، والذي يحلّ أزمة التيار الكهربائي، عبر استخدام التيار الثابت بدلاً من المتردد، عن طريق مجموعة من البطاريات متوسطة وصغيرة الحجم في المنزل.
ويسعى الشاب أبو حجر الذي قام بتحويل جميع الأجهزة الكهربائية الموجودة في منزله للعمل على التيار الكهربائي المتردد باستخدام البطاريات الصغيرة ومخزن الطاقة، إلى نقل التجربة لتشمل جميع منازل القطاع المحاصر إسرائيلياً منذ عشر سنوات، وتعميم التجربة في دول العالم الثاني والثالث.
وتدور فكرة الابتكار الذي عمل الشاب الغزي عليه لمدة تصل إلى عام على تشغيل كل أجهزة المنزل باستخدام التيار المستمر (الثابت) دون الحاجة لمزود الطاقة الآمن – أو ما يسمى بالمحول (يو بي آس) أو إضافة خطوط خاصة جديدة للشبكة في المنزل.
ويقول أبو حجر لـ"العربي الجديد"، إنّ تفاقم أزمة التيار الكهربائي في القطاع خلال السنوات الماضية وعدم وجود بدائل حقيقة تؤدي إلى تخفيف الأزمة أو حلها بشكل جذري كان الدافع الرئيسي للبحث عن بديل يحظي بوفرته على المستوى التشغيلي وأكثر أمناً.
وتتميز التقنية بأنها أقل تكلفة، ولا تؤدي إلى حدوث صواعق كهربائية، كون التيار مستمر، بالإضافة إلى أنها صديقة للبيئة، وأقل ضرراً على الصحة، لأنها تستمد الطاقة من خزانات مخصصة للطاقة، كبطاريات الليثيوم (المنين) أو الأيون ذات القدرة والحياة الافتراضية الطويلة.
ويشير أبو حجر إلى أنه يمكن للتقنية العمل من خلال البطاريات العادية، بالإضافة إلى أن خزانات الطاقة يمكن تعبئتها من الخلايا الشمسية، ويمكن أيضاً أنّ تستعمل طاقة الرياح أو الكهرباء العادية من خلال الشحن خلال ساعات وصول التيار الكهربائي.
ويلفت الشاب الغزي إلى أن الابتكار حال اعتماده على الخلايا الشمسية كمصدر للطاقة فإن نحو 5 – 7 خلايا ستكون قادرة على توفير الإنارة بشكل دائم ومستمر دون انقطاع.
ويضيف أبو حجر أنه في حال عدم توفر الخلايا الشمسية يمكن شحن الخزانات على التيار المتردد، ويمكن أن تكون الشبكة مهجنة، يجري التحويل عبرها من نظام التيار المتردد "220" إلى الثابت "24- 12" إلى حين اعتماد الأخير كنظام أساسي في الشبكات المنزلية.
ويضج منزل الشاب أبو حجر بالعديد من التوصيلات الخاصة بتقنيته الخاصة التي أطلق عليها "عبد الله الألماسي"، إذ مكن عائلته من تشغيل مختلف الأجهزة الكهربائية في أوقات انقطاع التيار الكهربائي التي تصل إلى أكثر من ثماني ساعات يومياً.
ويلفت أبو حجر إلى أنّ إحدى أهم الصعوبات التي تواجهه هي عدم توافر بطاريات الليثيوم أو أيون بفعل منع الاحتلال إدخالها للقطاع، فضلاً عن ارتفاع التكلفة الإجمالية لتركيب خلايا شمسية لتكون مصدراً أساسياً للطاقة يمكن المستفيد من التقنية من الاستغناء عن الكهرباء الواصلة عبر الخطوط الرسمية.
ويحتاج قطاع غزة، والذي يقطنه نحو مليوني فلسطيني، إلى 500 ميغاوات، لكن لا يتوفر منها سوى قرابة 222 ميغاوات في أحسن الأحوال، وتأتي من ثلاثة مصادر، هي: محطة غزة 80 ميغاوات، وخطوط كهرباء قادمة من الاحتلال بمقدار 120 ميغاوات، وأخرى مصرية بمقدار 22 ميغاوات.