من المتعذّر ضمن المتاح من المساحة الدخول في تفاصيل الأوضاع العربية على صعيد التحضّر والسكان كل على حدة. مع ذلك نحن مضطرون إلى مقاربة العديد من المعطيات، على سبيل المثال لا الحصر.
نبدأ من مصر باعتبارها الأكثر وضوحاً على الخلل الديموغرافي الذي تعانيه المنطقة العربية. إذ يقدر عدد السكان فيها الآن بحوالي 90 مليون نسمة. لكن مثل هذا العدد الكبير يتركز ضمن الشريط الضيق الذي يزنِّر نهر النيل أو حوضه بدءاً من الجنوب - أسوان والأقصر – وحتى منطقة الدلتا ومدينة الاسكندرية على البحر المتوسط. وعليه يمكن القول إن المساحة الإجمالية للبلاد والبالغة مليون كلم مربع تتقلص حتى حدود دنيا، إذ هي على الصعيد الفعلي أقل من عشرة بالمائة. وبذلك تكون مصر الأولى عربياً في عدد السكان والثالثة أفريقياً بعد كل من نيجيريا وأثيوبيا، وفي الوقت ذاته تحمل الرقم 126 عالمياً و127 لجهة كثافة السكان إذا جرت عملية القياس على المساحة الكلية وهذا ليس صحيحاً على أي حال، إذ هناك ندرة للسكان في كل من الصحراء الشرقية والغربية على حد سواء، بينما حوض النهر والدلتا هما منطقة التركز والكثافة السكانية الكبيرة.
أما سورية فإن عدد سكانها وصل إلى قرابة 25 مليون نسمة، علماً أنه كان عام 2007 حوالي 20 مليون نسمة، وبكثافة سكانية تبلغ 105 أشخاص في الكلم المربع الواحد. مع ضرورة الانتباه الى أن منطقة الكثافة السكانية ليست متوازنة جغرافياً هنا، إذ تركزت في خط المدن الذي يبدأ من دمشق ويمر صعوداً على حمص وحماه ويصل إلى اللاذقية وحلب في أقصى الشمال والغرب، أو ما يطلقون عليه اسم "سورية المفيدة" هذه الأيام. باختصار التركز السكاني هو في غرب البلاد بينما المناطق الشرقية في الغالب هي صحراوية أو شبه صحراوية.
اذا انتقلنا إلى العراق فإن عدد السكان يربو على 35 مليون نسمة، بينما كان في العام 2007 حوالي 31 مليون نسمة. يتركز العدد الأكبر في العاصمة يليها محافظات نينوى والسليمانية وأربيل والبصرة. وهي مناطق تتعرض لامتحانات عسيرة في ضوء الواقع السياسي والأمني الذي يعيشه العراق منذ حوالي العقد ونصف العقد من الزمن.
الصورة في فلسطين مختلفة عن باقي الدول العربية بالنظر الى ما تعرض له الشعب الفلسطيني نتيجة السياسات الاقتلاعية الصهيونية. وعليه هناك ما لا يقل عن 11 مليون فلسطيني الباقون منهم في أرض فلسطين التاريخية لا يتجاوزون الخمسة ملايين ونصف المليون نسمة، منهم مليون ونصف المليون داخل دولة إسرائيل والباقون في الضفة الغربية والقطاع. أما الباقون فمنهم 5.5 مليون نسمة لاجئ في الدول المضيفة (الأردن، سورية، لبنان وبعض مخيمات الضفة والقطاع). إذن خلل المجتمع الفلسطيني فحدث ويحدث بفعل قيام دولة إسرائيل وما تمارسه من سياسة استيطان وطرد تضغط على نحو واضح الآن على سكان الضفة الغربية بعد انسحاب القوات الاسرائيلية من قطاع غزة.
*أستاذ جامعي
اقــرأ أيضاً
نبدأ من مصر باعتبارها الأكثر وضوحاً على الخلل الديموغرافي الذي تعانيه المنطقة العربية. إذ يقدر عدد السكان فيها الآن بحوالي 90 مليون نسمة. لكن مثل هذا العدد الكبير يتركز ضمن الشريط الضيق الذي يزنِّر نهر النيل أو حوضه بدءاً من الجنوب - أسوان والأقصر – وحتى منطقة الدلتا ومدينة الاسكندرية على البحر المتوسط. وعليه يمكن القول إن المساحة الإجمالية للبلاد والبالغة مليون كلم مربع تتقلص حتى حدود دنيا، إذ هي على الصعيد الفعلي أقل من عشرة بالمائة. وبذلك تكون مصر الأولى عربياً في عدد السكان والثالثة أفريقياً بعد كل من نيجيريا وأثيوبيا، وفي الوقت ذاته تحمل الرقم 126 عالمياً و127 لجهة كثافة السكان إذا جرت عملية القياس على المساحة الكلية وهذا ليس صحيحاً على أي حال، إذ هناك ندرة للسكان في كل من الصحراء الشرقية والغربية على حد سواء، بينما حوض النهر والدلتا هما منطقة التركز والكثافة السكانية الكبيرة.
أما سورية فإن عدد سكانها وصل إلى قرابة 25 مليون نسمة، علماً أنه كان عام 2007 حوالي 20 مليون نسمة، وبكثافة سكانية تبلغ 105 أشخاص في الكلم المربع الواحد. مع ضرورة الانتباه الى أن منطقة الكثافة السكانية ليست متوازنة جغرافياً هنا، إذ تركزت في خط المدن الذي يبدأ من دمشق ويمر صعوداً على حمص وحماه ويصل إلى اللاذقية وحلب في أقصى الشمال والغرب، أو ما يطلقون عليه اسم "سورية المفيدة" هذه الأيام. باختصار التركز السكاني هو في غرب البلاد بينما المناطق الشرقية في الغالب هي صحراوية أو شبه صحراوية.
اذا انتقلنا إلى العراق فإن عدد السكان يربو على 35 مليون نسمة، بينما كان في العام 2007 حوالي 31 مليون نسمة. يتركز العدد الأكبر في العاصمة يليها محافظات نينوى والسليمانية وأربيل والبصرة. وهي مناطق تتعرض لامتحانات عسيرة في ضوء الواقع السياسي والأمني الذي يعيشه العراق منذ حوالي العقد ونصف العقد من الزمن.
الصورة في فلسطين مختلفة عن باقي الدول العربية بالنظر الى ما تعرض له الشعب الفلسطيني نتيجة السياسات الاقتلاعية الصهيونية. وعليه هناك ما لا يقل عن 11 مليون فلسطيني الباقون منهم في أرض فلسطين التاريخية لا يتجاوزون الخمسة ملايين ونصف المليون نسمة، منهم مليون ونصف المليون داخل دولة إسرائيل والباقون في الضفة الغربية والقطاع. أما الباقون فمنهم 5.5 مليون نسمة لاجئ في الدول المضيفة (الأردن، سورية، لبنان وبعض مخيمات الضفة والقطاع). إذن خلل المجتمع الفلسطيني فحدث ويحدث بفعل قيام دولة إسرائيل وما تمارسه من سياسة استيطان وطرد تضغط على نحو واضح الآن على سكان الضفة الغربية بعد انسحاب القوات الاسرائيلية من قطاع غزة.
*أستاذ جامعي