أكثر من خمسين درجة مئوية، وشمس لاهبة فوق خيام النازحين التي تفتقر إلى وسائل التبريد، ما يفاقم معاناة آلاف الأسر العراقية التي تعيش وسط حرارة شديدة، ما يؤثر على صحة العديد منهم ويسبب حالات إغماء خاصة بين الأطفال وكبار السن وضعاف البنية.
المياه الباردة ووسائل التبريد التي تخفف من حرارة الطقس الشديدة أكثر ما يحتاجه النازحون في المخيمات خلال فصل الصيف، يقول الناشط عمر أحمد لـ"العربي الجديد": "وسط درجة حرارة تجاوزت نصف درجة الغليان، ومع انقطاع التيار الكهربائي وعدم حصول النازحين على قوالب الثلج أو المياه الباردة أو معتدلة الحرارة، وفي ظل وجود خزانات المياه تحت أشعة الشمس مباشرة، إضافة إلى تواجد أغلب المخيمات في المناطق الصحراوية، حيث اشتداد الحرارة، خاصة خلال ساعات النهار، كلها عوامل تسببت في تدهور صحة العديد من النازحين وزادت في ارتفاع عدد حالات الإغماء، ما يتطلب تكثيف الجهود لوقاية النازحين من خطر الإصابة بأشعة الشمس، والمعروفة محليا بـ"ضربة الشمس".
وأشار المتحدث إلى أن حاجة النازحين في المخيمات تتمثل بقوالب الثلج التي يصطفون في طوابير طويلة للحصول عليها، كما أنها غير كافية لتبريد مياه الشرب، وأكد أن العشرات منهم يتعرضون يوميا للإغماء، ويتم نقل بعضهم إلى المستشفيات أو المراكز الصحية القريبة من المخيمات.
من جهته، شدّد المعاون الطبي، حيدر غضبان، على ضرورة إسعاف الأشخاص الذين يتعرضون لضربة الشمس من النازحين داخل المخيمات، ملخصا الأعراض التي يمكن من خلالها التعرف على الشخص المصاب بضربة الشمس والإعياء بسبب الحر، في الشعور بالدوار والتعب والضعف الجسماني، فضلا عن الصداع وتشوش النظر، وقد يحدث الغثيان والإعياء، وفي حالات شديدة السقوط وفقدان الوعي عند محاولة النهوض.
ولفت، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى إمكانية إسعاف المصاب من قبل المتواجدين حوله بإعطائه السوائل والأملاح بشكل تدريجي كل 5 دقائق، وإبعاده عن الشمس، كذلك استخدام كمادات الماء العادي أو قليل البرودة على الجبين، وفي حال فقد المصاب وعيه أو حدث هبوط في الضغط مع سرعة التنفس وضربات القلب لابد من استشارة الطبيب أو نقل الشخص إلى أقرب مستشفى أو مركز صحي، وأكد أنّ المستوصف الذي يعمل فيه تصله الكثير من حالات الإغماء والتعب نتيجة حرارة الطقس وعدم وجود وسائل تبريد تخفف من تكرار الحالات.
فيما بيّن رئيس منتدى الشباب من أجل السلام، محمد علي محسن، حاجة المخيمات المنتشرة داخل محافظة الأنبار وبالقرب من بغداد، إلى المواد الغذائية وكذلك مياه الشرب ووسائل التبريد والوقود اللازم للطبخ، خصوصا مع تزايد أعداد النازحين الفارين من الحرب والمعارك، إذ يضم مخيم كيلو 18 على 850 عائلة أغلبهم نزحوا من مناطق زنكورة قرب الرمادي في الأحداث الأخيرة.
أما مخيم الكيلو 60 فتقطنه 250 عائلة، أي ما يقارب 1500 فرد و600 طفل، كما أن هناك نازحين جددا من مناطق زنكورة والبوريشة جميعهم بحاجة إلى المساعدات من الثلج ووسائل التبريد والماء وسلال غذائية جاهزة والدعم الطبي.
وأكد لـ"العربي الجديد" ضرورة عدم الاعتماد على الوعود الحكومية وأهمية تكاتف الجهود من المحسنين والمنظمات المختصة بشؤون النازحين وغيرها، لمساعدة العوائل داخل المخيمات على تجاوز فصل الصيف وعدم تفاقم معاناتهم أكثر مما ينبغي.
يشار إلى أن عدد النازحين في العراق تجاوز الثلاثة ملايين نازح، معظمهم من محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى، وغالبيتهم لا يتلقون الدعم الحكومي.