مليار شخص حول العالم يقضون حاجاتهم في العراء. هذا ما كشفه بيان صادر عن منظمة الأمم المتحدة، والذي ربط بين تفشي الأمراض والأوبئة في عدد من مناطق العالم وغياب الشروط الصحية وسبل الوصول إلى دورات المياه، فيما يعاني 2.4 مليار شخص حول العالم من غياب خدمات صرف صحي ملائمة. ويأتي بيان المنظمة بمناسبة اليوم العالمي للمراحيض، الذي يصادف يوم 19 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام.
وبعث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في سياق اليوم العالمي للمراحيض وصدور بيان المنظمة، برسالة قال فيها: "إن النسوة أكثر تضرراً من هذا الواقع، بسبب وجود واحد من كل ثلاثة أشخاص لا يستطيعون الوصول إلى دورات مياه آمنة، وأغلبهن من النساء، ما يعرضهن للإصابة بالأمراض والعنف المحتمل أثناء بحثهن عن مكان في العراء لقضاء حاجاتهن".
وأضاف بان كي مون في رسالته أن "سوء الصرف الصحي والنظافة... ينهيان قبل الأوان حياة أعداد كبيرة من الأطفال دون الخامسة من العمر... إذ يموت بالإسهال 800 ألف طفل في جميع أنحاء العالم، أي طفل واحد كل دقيقتين". وأوردت رسالة الأمين العام أن "ربع الأطفال الذين لم يبلغوا سن الخامسة يعانون من توقف النمو، ويصاب عدد لا حصر له من الأطفال والكبار بأمراض خطيرة، ويعانون من عواقبها على صحتهم ونموهم لفترات طويلة، بل مدى الحياة. ويتحمّل الآباء وأولياء الأمور تكاليف تلك العواقب، ويقع عبؤها مباشرة على عاتق النساء بوجه خاص".
اقرأ أيضا: العشوائيات العربية... أخطار بيئية وصحية تهدد التونسيين
وأشار بيان منظمة الأمم المتحدة إلى أن افتقار هذا العدد الكبير من سكان العالم لدورات مياه صحية، ولجوئهم إلى العراء من أجل قضاء حاجاتهم الخاصة، يعرّض صحتهم للخطر، والإصابة بالأمراض والأوبئة، خاصة الأطفال منهم، مشدداً على ضرورة توفير منشآت نظيفة وآمنة للنساء والفتيات.
وربط بيان الأمم المتحدة بين غياب الشروط الصحية لاستعمال دورات المياه، رغم توفر مياه عذبة تكفي جميع سكان العالم، و"السياسات الاقتصادية السيئة وضعف البنية التحتية".
وجدير بالذكر أن عدد الأشخاص الذين يفتقرون لدورات المياه ارتفع بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، وذلك بسبب موجات النزوح واللجوء التي تعرفها مجموعة من المناطق، وغياب تدابير ناجعة لتوفير منشآت صرف صحي نظيفة وملائمة في عدد من مخيمات اللاجئين.
وتسعى الأمم المتحدة، بحسب رسالة أمينها العام، إلى الحد من هذا الوضع عبر "خطة عام 2030"، والتي تدعو إلى مضاعفة الجهود لتوفير خدمات الصرف الصحي الكافية في جميع أنحاء العالم".