الإشارة

14 اغسطس 2016
محمد عبلة / مصر
+ الخط -

انتبهْ
فالرّدى منتَبِهْ
وهذي الإشَارةُ ليستْ كتلكَ الإشَاراتْ
قوانينُها تختلفْ
وألوانُها ترتجفْ
فلا يقفُ الموتُ في حُمرتِها
ولا يَهْدَأُ الجُرْحُ فِي صُفْرَتِها
ولا يبصرُ السّائقُ غير اخْضِرَارِ الصّحائفْ
وغيرَ اختلاط الدماءِ..
وغيرَ انبعاثِ الدُّخَانِ
وغَيرَ احْتِرَاقِ المَصَاحِفْ

***

انتبهْ!
فذاك "المُرُورِيُّ" ليسَ سِوَى تنينٍ أجيرْ
يوزع لعْنَاته فوقَ رأسِ المُشَاةْ
ونِيرانَه في سِكّةِ المَرْكَباتْ
فيقْطَعهَا
ويجْبِرها لاتجاهِ القُبُورْ

***

انتبهْ!
فجندُ المَمَاليكِ لا يفقهونَ سِوَى لُهجةِ الأمراءْ
وأهلُ القبائل لا ينبسون بغير الصمُوتْ..
وأهلُ الإشارة.. ليسوا كأهلِ المغَارة
وقدْ سَحَقَتْ قاذفاتُ المَمَاليكِ تلكَ الخِيامْ
خفّفوا الوطءَ المُعبّأ بافْتعالِ الكِبْريَاءْ
فأديمُ الأرْضِ في هَذِي الإشَارَةِ
مِنْ حُطَامِ الأبْرياءْ

***

انتبِهْ!
فالخنا في هذه البقعة " لا بأسَ بِه"
و"كافور" أحكم سلطانه في رقعة الشّطْرَنْج
وقد آن للغَادِرِ أنْ يربح في الوطن "اليانصيب"
ويخطب في أمة "اللا نصيب"
ويقسم أن الذي اغتال سيده ليس هوْ
ويزعم أن البطولة والجاذبية ملك له
وأن امْتِلاكَ "الإشَارَةِ" حَرّرَ سحنَتَهُ مِن سَوادِ الزّنُوجْ
وأن "أبا الطّيب" الهاربَ من شَفْرَاتِ العَدَالَة
يضلّلَ شِرْذِمَةً غَافِلَة
فكُلُّ هِجَاءَاتهِ خَائناتْ
وكلُّ مَدَائِحِهِ كَاذِبَات
وكلّ قَصَائِدِهِ تَسْتَبِيحُ كَرَامَةَ "قواتنا" البَاسِلَةْ

***

انْتَبِهْ!
فالرّدى مُنْتَبِهْ
ومِذْيَاعُ سيّارَتِكَ العتيقَةْ
ليسَ يَقُولُ الحَقِيقَةْ
فأنْتَ الآنَ فِي مُسْتَهَلّ الطَّريقِ إلى الآخِرَةْ
وموجاتُه تستجيبُ لـ "أحمدْ سعيدٍ" جَديدْ
وَهْوَ يَزْعُمُ أنّ: "هُنَا القَاهِرَةْ"!
وأنتَ أمَامَكَ بَعْدَ الإشَارَةِ "يوم القِيامَةْ"
وموجاتُهُ لا تَزَالُ تُغَنّي:
بالسّلامَةْ..
يا حَبيبِي.. بِالسّلامّةْ.


* باحث وشاعر مصري 
المساهمون