عناصر الليل الكاملة
1
أنا من يتّمَ عائلةَ العَرْش،
وإذ يجلدني هواكِ الضّالُ عنّي،
أحفظُ أناشيدهُ وشَكْواه ..
وأنا من نقشتكِ باسمي
في منحدرِ الصخر،
ثمّ أتيتكِ بخُفّين مُزخرفينِ
على أكاليلِ الغُبار،
وحيثُ تؤلمني السِياطُ السميكةُ
أكونُ عبداً جاحداً بالمكانةِ والمُلْك.
2
أجازفُ بالتضرّعِ الأليم،
وأتركُ روحي لنعوةِ الفداحةِ والمِلح ..
المعبدُ لا يضيئني،
إذ أحبّ المباهاةَ بالمُتعةِ والزُهد.
حتى العبيد عادوا إلى مفاسدهم النَضِرة،
والكهنة كلّهم خسروا الماوراء.
أجِّلوا الرَدْمَ الكبيرَ إذن،
أنا هنا لتزدهرَ وردةُ التجربة.
3
سأجعلُ من قلبيَ قَفَصاً.. إذ تُطلقينَ عصافيركِ كلّها،
وأجعلُ من روحيَ مِعطفاً يُغْزَلُ على كتفيكِ،
ليس لي سوى حَجرِ الهَوى الهشّ،
إنّي هدمتكِ به!
والآن،
في موعدِ العَشاءِ الخُلّبي
تُصنَعين - على عيني-
من عَناصرِ الليلِ الكاملة.
حُبّ
خُذي خاتمي
والبَسيهِ إذا ما جلستِ
إلى مَقعدٍ مُهملٍ مثلَ قلبي،
أنا نقطةُ الماءِ بين الأصابعِ والصَمتْ
ومن دَبَقِ النَحْلِ صَحْنِيَ
لكنَّ عاطفتي مُرَّةٌ
اتركيني إذن،
ثمّ سمّي الفراشةَ
صُنّارةً للنَبات.
الغناء الأخير لصاحبي
غباركُ الآن يكفي الطين والطرقا
لتزدهي أرقاً أو تزدهي قلقا
أنا وأنتَ خصيما ما نخاصمهُ
كمن يردُّ إلى السرّاقِ ما سرقا
أسميتني صنماً حُلْواً تُهدّمهُ
وكنتَ تصنعُ منّي التَمْرَ والورقا.
وها وقفتُ بقربي والعصا سندي
مثل الضريرِ، ولكن من يراكَ يرى
أخذتني لرياحي، قلتُ آخذها
معي، وتأخذني في مرّة أخرى
إلى حبيبي.. إلى بيتي وأمزجتي
إلى زمانِ الدُمى والليلِ والذكرى
قل لي، أنا غابة كبرى وألهث بي
مشياً إلى البئر. لا ماءٌ ولا عطشُ
ولا تقل
عين أيامي معطّلةٌ
ولي عليها وفيها الغُشُّ والغَبَشُ
* شاعر من فلسطين
اقرأ أيضاً: نهايات غادرها الأبطالُ والقَتلة