بدا أن ضجيج السياسة لم يسفر سوى عن ترك ما تبقى من حلب وأهلها فريسة لقوات النظام وحلفائه الروس والإيرانيين والمليشيات التابعة لها. الصور القليلة المنبعثة من المدينة تكشف عن هول الدمار والخراب الذي حل بها جراء القصف الجوي الوحشي، في حين تقر الأمم المتحدة بوقوع مجازر بحق المدنيين الفارين إلى مناطق النظام.
عشرات ألوف المدنيين الذين كانوا في شرقي حلب باتوا إمّا قتلى أو نازحين، ووسط صمت دولي أمام هذه الكارثة الإنسانية التي لا تقل عن جرائم الحرب، والتي تجاوزت حلب إلى غالبية مناطق سورية، يستمر الجدل السياسي حول إعادة استئناف مباحثات جنيف، بممارسة ضغوط على المعارضة وليس النظام، من أجل القبول بمفاوضات غير مشروطة.
في عام 1259 ميلادية غزا هولاكو حلب، وبعد حصار قصير دخل المغول المدينة وعاثوا فيها حرقاً وتدميراً وقتلاً لخمسة أيام متواصلة، لكن هولاكو رحل وبقيت حلب الشهباء بتاريخها وإرثها صامدة، وواحدة من أهم الحواضر السورية والعربية، ويقينا سوف تعود إلى سابق عهدها رغم ما فعله بها الغزاة الجدد.