وأضاف أردوغان خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، أن "على مسؤولي القنصلية السعودية إثبات أن خاشقجي غادر المبنى"، مشددا على أنه "علينا التوصل إلى نتيجة من خلال هذا التحقيق في أسرع وقت ممكن".
وأوضح أن الادعاء يبحث في سجلات وصول ومغادرة مواطنين سعوديين من مطار إسطنبول.
وأشار الرئيس التركي إلى أن "هناك مسؤولية سياسية وإنسانية لمتابعة قضية الصحافي السعودي خاشقجي عن كثب"، مشيراً في هذا الصدد، إلى أن "مسؤولي الأمن والمخابرات يبحثون قضية الصحافي السعودي".
وقال مسؤولون أتراك، مطلع الأسبوع، إنّهم يعتقدون أنّ خاشقجي قُتل داخل القنصلية في إسطنبول، فيما أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنّه يتابع القضية بنفسه.
وطلبت تركيا، في وقت سابق اليوم، السماح لها بتفتيش القنصلية السعودية في مدينة إسطنبول، بحثاً عن الصحافي المختفي منذ الأسبوع الماضي، كما استدعت أنقرة السفير السعودي لديها للمرة الثانية بشأن القضية.
وأفادت صحيفة "حرييت" بأنّ نائب وزير الخارجية التركي سدات أونال، استدعى، أمس الأحد، السفير السعودي وليد الخريجي، للمرة الثانية بعد اختفاء خاشقجي، مطالباً السلطات السعودية بالتعاون التام مع الحكومة التركية في عمليات التحقيق الجارية.
من جانبها، ذكرت وكالة "الأناضول" التركية الرسمية أنّ الخارجية التركية استدعت، الأحد، السفير السعودي في أنقرة، وأعربت عن تطلعها لـ"التعاون التام في التحقيق" من الجانب السعودي في قضية اختفاء خاشقجي، دون إضافة تفاصيل أخرى.
وأمس، الأحد، وتعليقاً على تطورات اختفاء خاشقجي، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في تصريحات صحافية، عقب كلمة في لقاء لحزب "العدالة والتنمية" في أنقرة: "ما زلت أحسن النية في توقعاتي، بإذن الله لن نواجه حالة لا نرغب فيها"، مضيفاً: "أتابع بصفتي رئيساً للجمهورية مسألة اختفاء خاشقجي، وسنعلن نتائج التحقيقات إلى العالم مهما كانت".
كما أوضح أنّه "يجري التحقق من عمليات الدخول إلى القنصلية السعودية والخروج منها، ونسعى للتوصل إلى نتيجة بسرعة".
وتابع أردوغان "ما زلت أحسن النية، وهو ما آمله، وأتمنى ألا نواجه أمراً لا نريده، وخطيبته تنتظر أيضاً"، إلا أنّه قال "أؤمن بأنّ الأحرار في هذا العالم، خاصة في بلدنا، سيلاحقون الأمر ويتابعونه ولن يتركوه".
وأكد "بصفتي رئيس البلاد، سأتابع الأمر، والنتيجة التي ستخرج من هنا مهما كانت سنعلنها للعالم، والصور يتم التحقق منها عبر الادعاء العام الذي يتابع الأمر ويحقق فيه".
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، اليوم الإثنين، أنّ خاشقجي دخل إلى القنصلية السعودية في 28 سبتمبر/أيلول، في أول محاولة لتخليص بعض الأوراق الروتينية، وطلب منه العودة في الأسبوع التالي، ناقلة عن مصادرها أنّ 15 مسؤولاً سعودياً دخلوا إلى إسطنبول "على وجه الخصوص من أجل جريمة قتله"، بينما دخل خاشقجي القنصلية مرة أخرى، يوم الثلاثاء الماضي، ولم يخرج.
ولم تسهم التصريحات السعودية الرسمية التي تناقلتها وكالة الأنباء السعودية الحكومية، حول نفي فرضية قتل خاشقجي على يد 15 سعودياً أتوا بطائرتين خاصتين إلى إسطنبول بموازاة اختفاء الرجل، يوم الثلاثاء الماضي، إلا بزيادة الغموض ورفع منسوب الخوف على حياة الكاتب المعروف في صحيفة "واشنطن بوست".
وزعم القنصل السعودي العام محمد العتيبي، في تصريحات لوكالة "رويترز"، أنّ الكاميرات في مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول، حيث فُقد خاشقجي، "لا تعمل".
(العربي الجديد، رويترز)