عاد ريف اللاذقية الشمالي إلى واجهة المشهد السوري مجدداً، مع محاولة قوات النظام التقدّم في شمال غربي سورية، لـ"قضم" مناطق جديدة تسيطر عليها المعارضة السورية المسلحة في هذا الريف، خصوصاً في جبل الأكراد، إذ تسعى قوات النظام لاستكمال السيطرة عليه كونه البوابة التي تستطيع من خلالها الولوج إلى عدة مناطق هامة في ريف إدلب الغربي، في مقدمتها مدينة جسر الشغور الاستراتيجية.
وفشلت قوات النظام ومليشيات تساندها في إحداث اختراق في جبهة ريف اللاذقية الشمالي، إذ شنّت، الأحد، هجوماً تصدّت له فصائل تابعة للمعارضة المسلحة، و"هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، وكبّدت القوات المهاجمة خسائر. وقالت مصادر محلية في شمالي اللاذقية، إن قوات النظام حاولت التقدّم مرات عدة على محور قرية الكبانة في منطقة كنسبة في جبل الأكراد بريف اللاذقية، بالتزامن مع قصف جوي مكثّف بالبراميل المتفجرة وراجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، والصواريخ شديدة الانفجار، لإحراز أي تقدّم من ذلك المحور المطل على ريف إدلب الغربي، إلا أنها فشلت في ذلك. وأفادت مصادر إعلامية تابعة لـ"هيئة تحرير الشام" بأن نحو 30 عنصراً من قوات النظام قُتلوا، الأحد، خلال 12 محاولة لاقتحام منطقة كبانة في ريف اللاذقية الشمالي.
ويأتي هذا التطور البارز في ظل محاولات قوات النظام تضييق الخناق على الفصائل في شمال غربي البلاد، من خلال فتح عدة جبهات في وقت واحد لتشتيت قواها ومنعها من تركيز جهدها العسكري على جبهة ريف حماة الشمالي، التي تسعى قوات النظام لتوسيع نطاق سيطرتها فيها.
ولا تزال فصائل تابعة للمعارضة السورية تسيطر على جانب من جبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي الذي تنتشر فيه أيضاً قوات تابعة لـ"هيئة تحرير الشام"، ومجموعات جهادية أخرى تدور في فلكها، لطالما كانت الذريعة الكبرى للجانب الروسي للفتك بالمدنيين وفصائل الجيش السوري الحر.
ومن الواضح أن قوات النظام تحاول نقل المعركة إلى مناطق جديدة في شمال غربي سورية، بعدما حققت تقدماً محدوداً في ريف حماة الشمالي تمثّل بانتزاع مدينة قلعة المضيق وبلدة كفرنبودة وقرى في محيطها منذ أيام، ولا تزال تحاول التقدّم للسيطرة على بلدة الهبيط في خطوة باتجاه عمق محافظة إدلب، معقل المعارضة السورية، والذي توجد فيه "هيئة تحرير الشام".
اقــرأ أيضاً
وكان من المتوقع أن تحاول قوات النظام التقدّم باتجاه مدينة جسر الشغور الحدودية مع تركيا، ولكن الطريق إليها يمر عبر ريف اللاذقية، ومن ثم فإن مهمة هذه القوات تبدو شاقة مع استعداد فصائل الجيش السوري الحر للمواجهة المتوقعة منذ زمن.
ولطالما كان ريف اللاذقية الشمالي مسرح معارك كبرى خلال السنوات الماضية بين قوات النظام ومليشيات تساندها من جهة، وفصائل المعارضة السورية من جهة أخرى، والتي كانت تسيطر على قسم كبير من ريف اللاذقية الشمالي الذي يضم جبلي التركمان والأكراد الهامين. وبلغت المعارضة ذروة تقدّمها في بدايات عام 2014 بسيطرتها على مدينة كسب الاستراتيجية، فهددت بذلك مدينة اللاذقية، كبرى مدن الساحل السوري. كما سيطرت على قرية السمرا الشهيرة، وهي آخر قرية سورية على الحدود التركية، وتمثل نقطة التقاء الشاطئ التركي بالشاطئ السوري.
ولكن النظام شنّ منتصف العام ذاته هجوماً عسكرياً واسع النطاق، استعاد عقبه المدينة التي يشكّل سوريون من أصول أرمنية أغلبية سكانها، وهو ما وضع حداً لمحاولات فصائل الجيش السوري الحر السيطرة على الساحل السوري. وتراجعت المعارضة المسلحة تحت ضغط ناري روسي أواخر عام 2015 وخلال عام 2016، عن معظم المناطق التي كانت تسيطر عليها في ريف اللاذقية بما فيها جبل "غزالة"، النقطة الأعلى في جبل الأكراد بعد قمة "النبي يونس"، والذي يتمتع بأهمية استراتيجية كبيرة لإشرافه على مساحة واسعة من جبلي الأكراد والتركمان وصولاً إلى الحدود التركية وجبل الأقرع. وأمّن الروس بذلك قاعدة حميميم العسكرية التي أقاموها في الساحل السوري، إذ كانت القاعدة في مرمى نيران فصائل الجيش الحر.
ولفت القيادي في الجيش السوري الحر مصطفى سيجري، في حديث مع "العربي الجديد"، إلى أن النظام "يبذل جهوداً في محاولة للسيطرة على أهم معاقل الثوار في جبال الساحل، وتحديداً قرية الكبانة ذات الرمزية العالية لدى الثوار الأوائل". وأوضح أن "هذه القرية تُعتبر أولى القرى المحررة منذ عام 2012، والحاضنة الأولى للناشطين وقادة الحراك الثوري الأوائل الهاربين من الملاحقات الأمنية والشبيحة داخل مدينة اللاذقية، والحاضنة أيضا لأوائل الضباط المنشقين عن نظام بشار الأسد، ومنذ تحريرها وإلى اليوم لم يُرفع عليها سوى علم الثورة السورية".
وأوضح سيجري أن "الكبانة خاضعة لسيطرة أبنائها وأبناء جبل الأكراد بشكل عام بعيداً عن الانتماءات الفصائلية"، مضيفاً: "لم تستطع قوات النظام التقدّم في هجوم الأحد، وقد تكبّدت خسائر بشرية كبيرة". ولفت إلى أن القرية المذكورة من الناحية العسكرية "تُعتبر أعلى قمة جبلية خاضعة لسيطرة الثوار حالياً"، مشيراً إلى أن "بقاء القرية تحت سيطرة المعارضة يعني إمكانية استعادة كل القرى والبلدات التي خسرناها في الفترة السابقة، وعودة هذه المناطق تعتبر مسألة وقت، إذا ما توفر الدعم العسكري واللوجستي اللازم".
وشرح سيجري، الذي يتحدر من ريف اللاذقية، أن "سيطرة النظام على هذه القرية (الكبانة) تعتبر إغلاقاً لملف الساحل بشكل شبه كامل". وأضاف: "بالنسبة له (النظام) تُعتبر الكبانة مفتاح المنطقة، لأنها أعلى قمة مطلة على جسر الشغور وسهل الغاب وبداما والناجية والشغر والجانودية وغيرها من المناطق، وصولاً إلى جبل الزاوية في محافظة إدلب، وسيطرة قوات النظام عليها تعني رصد المنطقة نارياً، ومن ثم يصبح تقدّم هذه القوات إلى باقي المناطق أسهل كونها ستقود المعارك من الأعلى إلى الأسفل، ومن هنا تنبع أهمية الكبانة الكبيرة لدى الثوار والنظام".
وأعرب القيادي في الجيش الحر عن اعتقاده بأن النظام "يسعى من خلال فتح جبهة الساحل لتشتيت قوات المعارضة بعدما وضعت فصائل الجبهة الوطنية للتحرير (أكبر تجمع لفصائل المعارضة في شمال غربي سورية)، ثقلها العسكري لوقف هجمات النظام على ريف حماة الشمالي، واستقدمت قوات عسكرية من منطقة عمليات غصن الزيتون في شمال غربي حلب باتجاه الجبهات الساخنة في ريف حماة الشمالي". وأعرب عن قناعته بأن "النظام يستغل الخلاف الروسي التركي"، مضيفاً: "ما يحدث في شمال غربي سورية هو نتيجة خلافات لا تفاهمات، وأي حديث عن عمليات استلام وتسليم بين إدلب وتل رفعت (شمال حلب) كلام غير صحيح ومخالف للواقع. هناك خلاف كبير بين الروس والأتراك، والنظام يستثمر فيه، محاولاً قضم بعض المناطق".
اقــرأ أيضاً
وفشلت قوات النظام ومليشيات تساندها في إحداث اختراق في جبهة ريف اللاذقية الشمالي، إذ شنّت، الأحد، هجوماً تصدّت له فصائل تابعة للمعارضة المسلحة، و"هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، وكبّدت القوات المهاجمة خسائر. وقالت مصادر محلية في شمالي اللاذقية، إن قوات النظام حاولت التقدّم مرات عدة على محور قرية الكبانة في منطقة كنسبة في جبل الأكراد بريف اللاذقية، بالتزامن مع قصف جوي مكثّف بالبراميل المتفجرة وراجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، والصواريخ شديدة الانفجار، لإحراز أي تقدّم من ذلك المحور المطل على ريف إدلب الغربي، إلا أنها فشلت في ذلك. وأفادت مصادر إعلامية تابعة لـ"هيئة تحرير الشام" بأن نحو 30 عنصراً من قوات النظام قُتلوا، الأحد، خلال 12 محاولة لاقتحام منطقة كبانة في ريف اللاذقية الشمالي.
ولا تزال فصائل تابعة للمعارضة السورية تسيطر على جانب من جبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي الذي تنتشر فيه أيضاً قوات تابعة لـ"هيئة تحرير الشام"، ومجموعات جهادية أخرى تدور في فلكها، لطالما كانت الذريعة الكبرى للجانب الروسي للفتك بالمدنيين وفصائل الجيش السوري الحر.
ومن الواضح أن قوات النظام تحاول نقل المعركة إلى مناطق جديدة في شمال غربي سورية، بعدما حققت تقدماً محدوداً في ريف حماة الشمالي تمثّل بانتزاع مدينة قلعة المضيق وبلدة كفرنبودة وقرى في محيطها منذ أيام، ولا تزال تحاول التقدّم للسيطرة على بلدة الهبيط في خطوة باتجاه عمق محافظة إدلب، معقل المعارضة السورية، والذي توجد فيه "هيئة تحرير الشام".
وكان من المتوقع أن تحاول قوات النظام التقدّم باتجاه مدينة جسر الشغور الحدودية مع تركيا، ولكن الطريق إليها يمر عبر ريف اللاذقية، ومن ثم فإن مهمة هذه القوات تبدو شاقة مع استعداد فصائل الجيش السوري الحر للمواجهة المتوقعة منذ زمن.
ولطالما كان ريف اللاذقية الشمالي مسرح معارك كبرى خلال السنوات الماضية بين قوات النظام ومليشيات تساندها من جهة، وفصائل المعارضة السورية من جهة أخرى، والتي كانت تسيطر على قسم كبير من ريف اللاذقية الشمالي الذي يضم جبلي التركمان والأكراد الهامين. وبلغت المعارضة ذروة تقدّمها في بدايات عام 2014 بسيطرتها على مدينة كسب الاستراتيجية، فهددت بذلك مدينة اللاذقية، كبرى مدن الساحل السوري. كما سيطرت على قرية السمرا الشهيرة، وهي آخر قرية سورية على الحدود التركية، وتمثل نقطة التقاء الشاطئ التركي بالشاطئ السوري.
ولكن النظام شنّ منتصف العام ذاته هجوماً عسكرياً واسع النطاق، استعاد عقبه المدينة التي يشكّل سوريون من أصول أرمنية أغلبية سكانها، وهو ما وضع حداً لمحاولات فصائل الجيش السوري الحر السيطرة على الساحل السوري. وتراجعت المعارضة المسلحة تحت ضغط ناري روسي أواخر عام 2015 وخلال عام 2016، عن معظم المناطق التي كانت تسيطر عليها في ريف اللاذقية بما فيها جبل "غزالة"، النقطة الأعلى في جبل الأكراد بعد قمة "النبي يونس"، والذي يتمتع بأهمية استراتيجية كبيرة لإشرافه على مساحة واسعة من جبلي الأكراد والتركمان وصولاً إلى الحدود التركية وجبل الأقرع. وأمّن الروس بذلك قاعدة حميميم العسكرية التي أقاموها في الساحل السوري، إذ كانت القاعدة في مرمى نيران فصائل الجيش الحر.
وأوضح سيجري أن "الكبانة خاضعة لسيطرة أبنائها وأبناء جبل الأكراد بشكل عام بعيداً عن الانتماءات الفصائلية"، مضيفاً: "لم تستطع قوات النظام التقدّم في هجوم الأحد، وقد تكبّدت خسائر بشرية كبيرة". ولفت إلى أن القرية المذكورة من الناحية العسكرية "تُعتبر أعلى قمة جبلية خاضعة لسيطرة الثوار حالياً"، مشيراً إلى أن "بقاء القرية تحت سيطرة المعارضة يعني إمكانية استعادة كل القرى والبلدات التي خسرناها في الفترة السابقة، وعودة هذه المناطق تعتبر مسألة وقت، إذا ما توفر الدعم العسكري واللوجستي اللازم".
وشرح سيجري، الذي يتحدر من ريف اللاذقية، أن "سيطرة النظام على هذه القرية (الكبانة) تعتبر إغلاقاً لملف الساحل بشكل شبه كامل". وأضاف: "بالنسبة له (النظام) تُعتبر الكبانة مفتاح المنطقة، لأنها أعلى قمة مطلة على جسر الشغور وسهل الغاب وبداما والناجية والشغر والجانودية وغيرها من المناطق، وصولاً إلى جبل الزاوية في محافظة إدلب، وسيطرة قوات النظام عليها تعني رصد المنطقة نارياً، ومن ثم يصبح تقدّم هذه القوات إلى باقي المناطق أسهل كونها ستقود المعارك من الأعلى إلى الأسفل، ومن هنا تنبع أهمية الكبانة الكبيرة لدى الثوار والنظام".
وأعرب القيادي في الجيش الحر عن اعتقاده بأن النظام "يسعى من خلال فتح جبهة الساحل لتشتيت قوات المعارضة بعدما وضعت فصائل الجبهة الوطنية للتحرير (أكبر تجمع لفصائل المعارضة في شمال غربي سورية)، ثقلها العسكري لوقف هجمات النظام على ريف حماة الشمالي، واستقدمت قوات عسكرية من منطقة عمليات غصن الزيتون في شمال غربي حلب باتجاه الجبهات الساخنة في ريف حماة الشمالي". وأعرب عن قناعته بأن "النظام يستغل الخلاف الروسي التركي"، مضيفاً: "ما يحدث في شمال غربي سورية هو نتيجة خلافات لا تفاهمات، وأي حديث عن عمليات استلام وتسليم بين إدلب وتل رفعت (شمال حلب) كلام غير صحيح ومخالف للواقع. هناك خلاف كبير بين الروس والأتراك، والنظام يستثمر فيه، محاولاً قضم بعض المناطق".