سخط عراقي بعد نشر فيديو لأسرى "الحشد الشعبي" بسورية

09 أكتوبر 2016
استياء عارم من إرسال أبناء العراق لدعم الأسد (فيسبوك)
+ الخط -

أثار تسجيل فيديو بثته مواقع إخبارية سورية وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي يُظهر عدداً من عناصر "مليشيات الحشد" العراقية وقعوا أسرى بيد أحد فصائل المعارضة السورية خلال معارك حلب الدائرة، غضباً شعبياً واسعاً في البلاد، متهمين رجال الدين الموالين لإيران وعدد من المرجعيات التي أفتت بالقتال هناك بإرسال الشبان إلى مهلكهم.


وبحسب الفيديو المتداول، يظهر نحو 10 عناصر من "مليشيا النجباء"، كما عرفوا عن أنفسهم، وهم أسرى داخل غرفة، بينما يبدأ أحد الأشخاص الذي بدا عليه أنه قيادي في "جيش الفتح" بتوجيه أسئلة لهم تخللتها عمليات صفع وضرب، للتعريف بأسمائهم وأصولهم. وكانت الإجابات كلها أنهم من العراق، بينما يجيب أحدهم عن سبب مجيئه إلى سورية باللهجة العراقية الدارجة "يعطونا فلوس" (مقابل المال).

وفضلا عن الأسرى الذين تم القبض عليهم خلال كمين لـ"جيش الفتح"، فإن التقارير تؤكد أن العشرات من أفراد تلك المليشيا وغيرها قُتلوا خلال المعارك، الجمعة الماضية، شرق حلب.

وقال القيادي في التجمع المدني الحر في بغداد، محمد الطائي، لـ"العربي الجديد"، إن من "أرسلهم إلى سورية يتحمل دماءهم"، قبل أن يضيف "رجال الدين وحاشية سليماني (في إشارة إلى قائد فيلق القدس ضمن الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني)، هم من أرسلوهم مقابل ألف دولار شهرياً أو أقل من ذلك بكثير".

وتساءل عضو الحزب الشيوعي العراقي، رامي الكرخي، عن دور الحكومة في جيوش المليشيات التي تخرج من العراق إلى سورية. مبينا، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "الإيرانيين يتصرفون كما يشاؤون، ومن يذهب إلى سورية ليقتل السوريين يجب أن ينتظر ردة فعل مماثلة"، على حد قوله.

وطالب عضو التيار الصدري، حسين البصري، بمحاسبة "الذين يرسلون الشباب العراقيين إلى سورية"، موضحا أن "في العراق معارك، ومدنه ساقطة بيد داعش، وتأتي إيران لتأخذ الشباب إلى سورية، وكل ذلك من خلال زعماء مليشيات ورجال دين باتوا أحذية في قدم سليماني"، على حد تعبيره.

ونفى أن يكون التيار الصدري قد أرسل أي مقاتل "من سرايا السلام أو جيش المهدي إلى سورية"، معتبرا أن "العراق أولى، كما أن أفراد الفصيلين ليسوا مرتزقة مثل الآخرين".
كما ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات الغاضبة التي هاجمت رجال الدين وزعماء المليشيات.