ويؤكد أهالي الموصل على ضرورة التخلص من عناصر التنظيم في تلك الأنفاق، منتقدين قلّة الحلول التي تقدمها القوات العراقية بين الحين والآخر في البحث عنها ومحاولة ايجادها لتدميرها والقضاء على من فيها، الأمر الذي يهدد بعدم إمكانية عودة الاستقرار الكامل للساحل الأيمن للموصل، على أقل تقدير، في الأشهر المقبلة.
وقال ضابط في قيادة عمليات نينوى، لـ"العربي الجديد"، إنّ "مدينة الموصل القديمة، وعموم الساحل الأيمن، ما زالا يضمان عددًا كبير من الأنفاق الممتدة في المدينة طولًا وعرضًا"، مبينًا أنّ "تلك الأنفاق تضم العشرات من عناصر داعش، والذين يتحركون فيها بمأمن من القوات العراقية، ويستطيعون بين فترة وأخرى الخروج وتنفيذ عمليات عنف".
وأشار إلى أنّ "القوات العراقية لديها علم بوجود تلك الأنفاق، لكنها لم تستطع القضاء عليها، خصوصًا أنّها (الأنفاق) تمتد حتى تحت الأحياء السكنية والمنازل غير المدمرة"، مشيرًا إلى أنّ "الطيران العراقي يقصف بين فترة وأخرى مداخل بعض الأنفاق، وفقًا للمعلومات التي تؤشر إلى تحركات عناصر التنظيم".
واستدرك بأنّ "عمليات اقتحام الأنفاق تشكل خطرًا على القوات العراقية، لذا فإنّ القوات تحجم عن اقتحامها، في هذا الوقت"، مبينًا أنّ "هناك خططًا عسكرية للقضاء عليها، لكنّ القوات تنتظر الفرصة السانحة، والظرف المناسب"، لافتا كذلك إلى أن استخدام الدخان والغاز في فتحات تلك الأنفاق "غير مجدٍ، بسبب وجود نظام تهوية فيها ابتكره داعش".
وكانت القوات العراقية قد أكملت تحرير الموصل، منذ ثمانية أشهر، بينما لا يزال الساحل الأيمن، والذي يمثل نصف المحافظة، عبارة عن أنقاض وركام، ولم تعد الحياة له.
من جهته، انتقد الشيخ سلمان الحمداني، وهو أحد وجهاء المحافظة، "عجز القوات الأمنية عن الانتهاء من ملف أنفاق داعش"، وقال الحمداني، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ ذلك "يمثل خطرًا كبيرًا على المحافظة".
وأكد أنّ "عناصر التنظيم المتواجدين في تلك الأنفاق، يستطيعون بين فترة وأخرى تنفيذ أعمال عنف في المناطق المأهولة، الأمر الذي يشكل خطرًا كبيرًا يجب القضاء عليه"، مشيرًا إلى أنّ "بقاء التنظيم في الساحل الأيمن، حتى وإن كان داخل الأنفاق، يعني عدم إكمال ملف التحرير".
وفقد أهالي الساحل الأيمن الأمل بالعودة إلى مناطقهم السكنية، والتي مازالت مدمرة، مؤكدين أنّ "وجود تلك الأنفاق ووجود التنظيم فيها يعني أن الحياة لن تعود لمناطقنا".
وقال أبو هشام، وهو أحد النازحين من الساحل الأيمن، لـ"العربي الجديد"، إنّ "أنفاق داعش لا تهدد أمننا فقط، بل تهدد عودتنا إلى مناطقنا، وتعني أنّها لا يمكن أن تعمر وترفع الأنقاض منها، مع وجود عناصر التنظيم في تلك الأنفاق".