انتهت، اليوم الجمعة، أعمال الاجتماع القبلي المكبر المعروف محليا بـ"لويا جرغه" التي استمرت خمسة أيام في العاصمة الأفغانية كابول، وطلب في بيان ختامي له، أطراف الصراع الأفغاني وقف إطلاق النار بدءا من مطلع شهر رمضان المقبل، وإتاحة الفرصة لخروج القوات الأجنبية.
ودعا البيان الختامي للاجتماع "طالبان" إلى الجلوس على طاولة الحوار مع الحكومة الأفغانية، مشددا على أن الحل النهائي للأزمة الأفغانية هو الحوار الأفغاني الأفغاني.
كما طالب البيان حركة "طالبان" بالالتزام بما توصل إليه الاجتماع القبلي وممثلو الشعب الذين وصل عددهم إلى 3200 شخص من علماء الدين وزعماء القبائل ونشطاء المجتمع المدني وسياسيين من مختلف أصقاع البلاد.
كما طلب من الحكومة أن تضع جدولا زمنيا لخروج القوات الأجنبية من أفغانستان بعد إبرام الصلح مع طالبان.
ودعا البيان الختامي أيضاً إلى "الحفاظ على دستور البلاد كونه الوثيقة الوطنية، ولكن بعد إبرام المصالحة إذا دعت الحاجة إلى إجراء تغييرات في بعض المواد، فهذا يمكن ولكن بعد التشاور مع علماء الدين وأهل الخبرة والحقوقيين وبرضا الطرفين".
وشدد البيان الختامي على ضرورة فتح مكتب لطالبان داخل البلاد وأن تكون جميع الجهود المبذولة بهذا الصدد بين الأطياف الأفغانية وفي أفغانستان، حاثا كذلك على ضرورة الحفاظ على ما أنجزته المرأة الأفغانية من التقدم خلال الأعوام الماضية.
كما دعا الاجتماع الحكومة الأفغانية إلى الإفراج عن معتقلي "طالبان" أو العمل من أجل تبادل الأسرى مع الحركة، كما طالبها بالعمل بالمثل.
وفي كلمة له أمام الاجتماع، أعلن الرئيس الأفغاني، أشرف غني، الإفراج عن 175 سجينا من طالبان كانوا في سجون أفغانستان منذ أعوام عديدة كبادرة حسن نية، قائلا إن ذلك يمثل احتراما لقرارات الاجتماع واحتراما لشهر رمضان الفضيل، مضيفا "الآن نرى ماذا تفعل طالبان؟".
ووجه غني طلبا إلى طالبان "أن ترسل ممثليها إلى كابول كي نسلم إليهم المفرج عنهم من سجناء الحركة وفي مراسم وأعراف أفغانية خاصة".
وحيال ما قرره الاجتماع، قال غني "من الآن فصاعدا هذه القرارات ستكون آلية الطريق، وسأمضي قدما في تنفيذها بالتشاور مع رموز الشعب".
كما طلب غني من باكستان أن "تتعاون في جهود المصالحة كي تكون جزءا من رفاهية المنطقة اقتصاديا وتجاريا، لأن الحرب في أفغانستان تؤثر عليها".
بدوره، قال رئيس الاجتماع القبلي الموسع، عبد الرب رسول سياف، إن الشعب الأفغاني أثبت من خلال جمع ممثليه في الاجتماع أنه قادر على حل المشاكل، "لذا ندعو طالبان إلى الجلوس مع أبناء الشعب".
ولم تعلق "طالبان" لحد الآن على البيان الختامي للاجتماع وما أعلنت عنه الحكومة بهذا الصدد، إلا أنها وصفت في وقت سابق الاجتماع بـ"المهزلة" وأنه سعي من الحكومة لشراء الوقت ولكسب الشرعية.
يشار إلى أن الاجتماع القبلي بدأ أعماله في كابول الإثنين الماضي، وانتهى اليوم، وجمع فيه نحو 3200 شخص من مختلف أطياف الشعب، بينما قاطعه عدد من السياسيين، منهم: الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي، والرئيس التنفيذي للحكومة الأفغانية عبد الله عبد الله و12 مرشحا للرئاسة الأفغانية.