وقال المتحدث ذبيح الله مجاهد، وفق ما أوردته وكالة "رويترز" إن الحركة ترفض التفاوض مع الفريق لأنه لم يتم اختياره بطريقة تشمل "جميع الفصائل الأفغانية".
وقبل ذلك تباينت تصريحات المسؤولين الأفغان بشأن وصول وفد "طالبان"، بين من اعتبر أن الوفد لم يصل لعدم وجود اتفاق على آلية شاملة من أجل إطلاق سراح أسرى الطرفين، أو لعدم قبول "طالبان" عرض الحكومة بخفض وتيرة العنف.
وفي البداية قالت مصادر في الحكومة إن الوفد لم يصل لعدم وجود ترتيبات لازمة من قبل فريق الصليب الأحمر الذي كان من المفترض أن يساعد وفد "طالبان" في الوصول إلى قاعدة أو سجن باغرام أكبر القواعد الأميركية في أفغانستان وبداخلها سجن فيه أكبر عدد من معتقلي الحركة. لكن الناطق باسم مكتب مستشار الأمن القومي الأفغاني، جاويد فيصل، تحدث عن وجود عقبات بهذا الصدد دون الحديث بشكل واضح حول وصول وفد "طالبان" إلى كابول، أو عدمه، أو توقيت الوصول.
وعقد فيصل مؤتمرا صحافيا في كابول، اليوم السبت، بهذا الشأن صرح فيه بوجود عقبات في وجه عملية تبادل الأسرى، أبرزها التصعيد الحالي وعدم موافقة "طالبان" على وقف إطلاق النار، وقال بهذا الصدد "طلبنا من طالبان خفض وتيرة العنف ووقف إطلاق النار ولكنها لم تقبل تلك المطالب بل زادت التصعيد".
كما طلب من "طالبان" أن تساعد بعملية المصالحة وأن تتجنب أي حملة إعلامية أو دعاية لا أساس لها حتى لا تفوتنا هذه الفرصة، قائلا "نطلب مجددا من الحركة تخفيض وتيرة العنف ووقف إطلاق النار ووقف عمليات قتل المواطنين الأفغان، حينها نحن مستعدون أن نمضي قدما بالوفاء بما وعدنا به، وستبدأ عملية الإفراج عن الأسرى وفق مرسوم أعلنه الرئيس الأفغاني سابقا".
ولفت فيصل كذلك إلى أن الحكومة متعهدة بإنجاح المصالحة وبذلت جهودا حثيثة بهذا الصدد، وأنها مستعدة تماما لخوض الحوار مع "طالبان"، مضيفا "لذا تم تشكيل هيئتين: هيئة تعمل من أجل إطلاق سراح المعتقلين، وهيئة التفاوض مع الحركة".
أما عن قبول "طالبان" إرسال وفدها إلى كابول، فاعتبره فيصل تطورا كبيرا لأنها كانت ترفض ذلك في السنوات الماضية، مؤكدا أن الحكومة تعهدت بتوفير الحماية للوفد ومساعدتهم من الناحية اللوجستية من أجل الاستفادة من هذه الفرصة المهمة للمصالحة.
وحول دور الصليب الأحمر بهذا الخصوص قال فيصل إن "طالبان" طلبت مساعدته في سبيل الإفراج عن معتقليها، قبل أن يضيف "نحن لبينا ذلك المطلب، وليس هناك أي تباطؤ من طرفنا بهذا الصدد".
وأوضح فيصل أنه مع بدء المحادثات مع وفد "طالبان" في كابول بشأن تبادل الأسرى ستقوم الحكومة بإطلاق سراح 100 سجين كبادرة حسن النية، وذلك نظرا لأعمار السجناء وحالتهم الصحية وغيرها.
وسبق أن أكد الناطق باسم المكتب السياسي للحركة، سهيل شاهين، أن وفدا من "طالبان" سيصل الجمعة إلى كابول للتفاوض مع الحكومة بشأن أسراها.
يشار إلى أن الحكومة و"طالبان" وافقا خلال اجتماع عقد عبر "فيديو كونفرانس" بوساطة قطرية أميركية يوم الأربعاء، على إرسال وفد "طالبان" إلى كابول لإجراء مزيد من النقاشات حول قضية الأسرى هناك.