قيل حين ظهر التلفزيون إن أعداد مستمعي الإذاعة سيقلون بل وسيختفون. كذلك يوم ظهر الإنترنت، خشيت كل الوسائل القديمة من منافسة حادة تُفقدها جمهورها العريض. والآن يظن بعض الناس أن الكتاب يشهد تراجعاً بسبب التقنيات الراهنة وتطويعها لتكون وسائل نشر جديدة. ومع ذلك، ما زال الكتاب يزدهر ويتألّق في معارض الكتاب الدولية التي تشهد احتفاءً وانتشاراً وإقبالاً يتجاوز النخب إلى الأوساط الشعبية العامة. هذه المعارض الشهيرة توفر فرصاً كثيرة للقراء ومحبي السفر، إذ إن انتظام المواعيد بين نحو ثلاثين معرضاً عالمياً في العام، يجعل من قطع مسافات بعيدة ليشهد افتتاح معرض كل ثلاثة أسابيع رحلة ممتعة. مَعارض تمتد من طوكيو وهونغ كونغ وبكين، إلى برلين، ولندن وفرانكفورت، ومن الخرطوم وصنعاء والقاهرة، إلى تونس والجزائر والدار البيضاء.
هذه المعارض لم تعد ساحة بيع وشراء للكتب فقط، بل تجاوز الاهتمام الرسمي والثقافي مسائل التوزيع إلى اعتبار المعرض سوقاً أدبية ومنتديات فكرية ومهرجانات موسيقية ومسرحية ومؤتمرات ثقافية دولية، تُناقَش فيها كبرى القضايا الفكرية والأدبية، مثل مشكلات الترجمة والمثاقفة والحوار الحضاري، فضلاً عن قضايا سياسية راهنة.
وتستضيف معارض الكتاب كبار المفكرين والمثقفين والنقّاد، كما تقام احتفالات لتوقيع الكتب الجديدة من المؤلفين، حيث يلتقي المبدع مع المتلقي وتقصر المسافة بين الإبداع وجمهوره. كما يكثر في كل عام عدد الدول المشاركة في معارض الكتب العربية، وتتسع دائرة الناشرين العرب ويزدادون حضوراً عبر هذه الملتقيات. وتدعم الدول حراك المنافسة لتتجاوز عقبات التوزيع والجمارك والشؤون الإدارية، التي تربك حركة الكتاب خارج مواسم المعارض، وهذا ما يجعل محبي القراءة يترقبون المعارض ويجدون ما يبحثون عنه من كتب لم تكن متوفرة سابقاً. كذلك تحرص إدارات المعارض على الإفادة من الترويج الإعلامي الذي يرافق الحدث الثقافي من ندوات وملتقيات، وتخصص المعارض أجنحة متنوعة، فهناك أجنحة كتب الأطفال التي ترافقها مساحات للألعاب، وثمة أجنحة للكتب الأجنبية والمترجمة وأخرى تهتم بقضايا المرأة، وثالثة للكتب التراثية. وقد بدأت تنتشر ظاهرة الاستراحات والمقاهي الثقافية والمطاعم والنوادي في ساحات المعرض، ما جعل معارض الكتاب نزهة ومتعة عائلية.
ولعلّ أهم نشاط تقني لنشر الكتاب يتم رواجه اليوم، هو سماعه مقروءاً عبر (سي دي)، حيث بات بوسع عشاق القراءة أن يسمعوا قراءة الكتب عبر صوت لطيف ينساب إلى عقولهم وقلوبهم، وبخاصة حين يكون أحدهم في سيارته، حيث يقضي وقتاً طويلاً في الزحام، فيخفف القارئ عليه مللاً وضجراً وضيقاً حين يصحب الكتاب معه في رحلته. وبعض هذه القراءات تلخّص الكتب وتكتفي بتقديم المضمون الجوهري والأساسي، لتتيح للقارئ أن يختار قراءة الكتاب مفصّلاً أو أن يكتفي بما سمعه. وربما كانت القصص القصيرة أو دواوين الشعر أكثر رواجاً في الكتاب المسموع، كما أن الكتب الدينية المسموعة باتت منتشرة كذلك.
أما في ما يخص منافسة الكتاب الإلكتروني للمطبوع، فبعكس ما يقال، يبدو أن الكتاب وجد فرصته الأكبر في الإنترنت الذي صار وسيلة للترويج تتبنّاه أيضاً أجنحة معارض الكتاب في كل مكان حول العالم.
(كاتبة فلسطينية)
هذه المعارض لم تعد ساحة بيع وشراء للكتب فقط، بل تجاوز الاهتمام الرسمي والثقافي مسائل التوزيع إلى اعتبار المعرض سوقاً أدبية ومنتديات فكرية ومهرجانات موسيقية ومسرحية ومؤتمرات ثقافية دولية، تُناقَش فيها كبرى القضايا الفكرية والأدبية، مثل مشكلات الترجمة والمثاقفة والحوار الحضاري، فضلاً عن قضايا سياسية راهنة.
وتستضيف معارض الكتاب كبار المفكرين والمثقفين والنقّاد، كما تقام احتفالات لتوقيع الكتب الجديدة من المؤلفين، حيث يلتقي المبدع مع المتلقي وتقصر المسافة بين الإبداع وجمهوره. كما يكثر في كل عام عدد الدول المشاركة في معارض الكتب العربية، وتتسع دائرة الناشرين العرب ويزدادون حضوراً عبر هذه الملتقيات. وتدعم الدول حراك المنافسة لتتجاوز عقبات التوزيع والجمارك والشؤون الإدارية، التي تربك حركة الكتاب خارج مواسم المعارض، وهذا ما يجعل محبي القراءة يترقبون المعارض ويجدون ما يبحثون عنه من كتب لم تكن متوفرة سابقاً. كذلك تحرص إدارات المعارض على الإفادة من الترويج الإعلامي الذي يرافق الحدث الثقافي من ندوات وملتقيات، وتخصص المعارض أجنحة متنوعة، فهناك أجنحة كتب الأطفال التي ترافقها مساحات للألعاب، وثمة أجنحة للكتب الأجنبية والمترجمة وأخرى تهتم بقضايا المرأة، وثالثة للكتب التراثية. وقد بدأت تنتشر ظاهرة الاستراحات والمقاهي الثقافية والمطاعم والنوادي في ساحات المعرض، ما جعل معارض الكتاب نزهة ومتعة عائلية.
ولعلّ أهم نشاط تقني لنشر الكتاب يتم رواجه اليوم، هو سماعه مقروءاً عبر (سي دي)، حيث بات بوسع عشاق القراءة أن يسمعوا قراءة الكتب عبر صوت لطيف ينساب إلى عقولهم وقلوبهم، وبخاصة حين يكون أحدهم في سيارته، حيث يقضي وقتاً طويلاً في الزحام، فيخفف القارئ عليه مللاً وضجراً وضيقاً حين يصحب الكتاب معه في رحلته. وبعض هذه القراءات تلخّص الكتب وتكتفي بتقديم المضمون الجوهري والأساسي، لتتيح للقارئ أن يختار قراءة الكتاب مفصّلاً أو أن يكتفي بما سمعه. وربما كانت القصص القصيرة أو دواوين الشعر أكثر رواجاً في الكتاب المسموع، كما أن الكتب الدينية المسموعة باتت منتشرة كذلك.
أما في ما يخص منافسة الكتاب الإلكتروني للمطبوع، فبعكس ما يقال، يبدو أن الكتاب وجد فرصته الأكبر في الإنترنت الذي صار وسيلة للترويج تتبنّاه أيضاً أجنحة معارض الكتاب في كل مكان حول العالم.
(كاتبة فلسطينية)