الألباستر... مهنة فرعونية يهددها غياب السياح

26 يناير 2016
(Getty)
+ الخط -
تشهد الرسومات والنقوش القديمة أن الطريقة اليدوية والأدوات (المطرقة والإزميل) التي استخدمها الفراعنة في صناعة منحوتات الألباستر (المرمر)، هي ذاتها التي يعتمد عليها المهرة من صناع الألباستر في بعض قرى الأقصر في جنوب مصر حتى الآن.

(الألباستر) كلمة هيروغليفية تعني الوعاء أو المزهرية الخاصة بالإله (باستيت). إذ كانوا يصنعون من هذا النوع من الرخام أواني يقدمون فيها القرابين لهذا المعبود. وللألباستر أسماء تجارية مثل بوتشينو والزعفرانة ورخام الجلالة ورخام زمزم وفلتو الحسنة والبرلاتو وسلفيا وغولدن ولكل منها ما يميزه في درجة اللون أو نعومة حبيباته واستخداماته.

ساعدت طبيعة الألباستر على دخوله بقوة في عالم الديكور، فهو يتمتع بدرجة عالية من الليونة والجمال، حيث يركب من الجبس الطبيعي دقيق الحبيبات، وله درجة شفافية عالية، وألوانه متعددة فهو أبيض صاف وأحياناً يكون أبيض مخلوطاً باللون البني أو اللون الأحمر، وهناك ألوان أخرى مثل البيج والرمادي والأسود. وتركيبياً يختلف الألباستر المقصود بـ (المرمر) عن الرخام المصري الصلب (الألباستر الموجه) المنتشر بكثرة في العديد من الجبال المصرية.

فالأول يتركب من (كبريتات الصوديوم)، ويتم جلبه من جبال بين محافظتي قنا وأسيوط، والثاني من (كربونات الصوديم) وينتشر في سيناء وشمال الصحراء الشرقية ومناطق أخرى.
أشهر منتجات الألباستر هي التماثيل المقلدة بدقة للتماثيل الفرعونية الأصلية، والأواني وقوارير العطور والزيوت والفازات والعديد من أشكال التحف المنزلية الأخرى.

وكان الفراعنة يبدعون في استثمار هذا النوع من الأحجار، ومن أجمل آثاره تمثال الملك (بيبي الثاني) الجالس على قدمي أمه والمحفوظ بمتحف بروكلين بأميركا. وأرضية معبد الوادي للملك خفرع بالمرمر بصورة تضيف رونقاً وبهاء وجمالاً لانعكاس أشعة الشمس منها. تبلغ عدد المصانع التي تنتج ألباستر حوالي 250 مصنعاً وحوالي 400 ورشة، تنتشر في قرى الأقصر، ومعظم العاملين في هذه المهنة توارثوها عن أجدادهم.

إقرأ أيضاً: يحصل في سورية
المساهمون