خلال السنوات الأخيرة، استطاع الممثل المصري يوسف الشريف، أن يكون واحداً من أهم نجوم مسلسلات رمضان، حيث يعتمد دائماً على الفكرة الجديدة والمدهشة، على المستوى المصري على الأقل، ويصنع أعمالاً دراميَّة بوترٍ مشدود، وسرّ لا يُكتشَف إلا مع الحلقة رقم 30. خلال 5 سنوات (منذ "المواطن إكس" عام 2011 وحتى "لعبة إبليس" عام 2015) أصبح للشريف جمهورٌ يُعرَف باسمه، مما جعل مسلسله الجديد "القيصر"، واحداً من أكثر الأعمال مشاهدة خلال الأيام الأولى في رمضان، قبل أن يقل الحماس نحوه، بسبب ما يعانيه المسلسل من ضعف. والأهم، هو ظهوره وكأنه عمل مكتوب داخل وزارة الداخلية المصرية.
تبدأ أحداث المسلسل مع قيام قوات الشرطة والداخلية بالهجوم على أحد المعاقل الإرهابية في سيناء، وتقوم بمحاصرتهم في أحد الأنفاق، ومع هدم النفق يموت كل عناصر الخلية الإرهابية، باستثناء شخص واحد فقط يُدعى "القيصر"، يصبح الناجي الوحيد، ويتم القبض عليه، والتحقيق معه، ولكنه يرفض الإدلاء بأي معلومات حتى مع التهديد بالتعذيب، قبل أن تبدأ الأحداث بالكشف عن كونِ "القيصر" يساعد، في الحقيقة، الشرطة المصرية.
منذ الوهلة الأولى، يبدو واضحاً أن المسلسل يجمع كل أعداء النظام الحاكم في مصر حالياً. حيث يتناول هاجس الإرهاب الذي أعلنت دولة ما بعد 30 يونيو الحرب عليه. وتدور جزءٌ من أحداثه في سيناء، والأعداء هم أشخاصٌ ملتحون، وإسلاميون متطرفون، في مقابل شرطة متسامحة وقوية، ويضحي أفرادها بأنفسهم. المسلسل لا يكتفي بهذا العدو الواضح، ولكن في طريقه للمواءمة مع كل نظريات الدولة حول "العدو". فالسيناريست محمد ناير، يخترع خطاً أساسياً حول منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان التي تعمل في مصر، ويمتلأ هذا الخط بكل تصورات وأحاديث البرامج التحريضية (من قبيل أحمد موسى ولميس الحديدي) عن القوى الخارجية الهدامة التي تعمل على هدم الدولة واستغلال حقوق الإنسان، وبأن الأمر بكامله يخضع لنظرية المؤامرة الكبرى، ليصبح كل مشهد في المسلسل وكأنه مكتوب في سكرتارية وزير الداخلية، أو في أحد مكاتب الإعلام والشؤون المعنوية في الوزارة، حيث العالم كله إمّا طيّبون (يرتدون زي الشرطة الرسمي)، أو أشرار (وهم الإسلاميون الملتحون).
مشاكل المسلسل لا تتوقف هنا، ولا تتعلق فقط بتلك الصورة الرسميَّة الساذجة التي يستعرضها، ولكنها تتصل أيضاً بانعدام أي منطق في الأحداث. مسلسلات يوسف الشريف السابقة، كانت تعتمد أكثر من أي شيء على قوة الكتابة. ولكن ناير، كاتب السيناريو، يحاول من على السطح، طوال الوقت، أن يصنعَ غموضاً حول شخصية "الدساس" مثلاً، أو خطورة حول أفراد الخلية الإرهابية، أو حتى حوارات ذكية بين أفراد الداخلية و"القيصر".
ولكن، مع عدم وجود أحداث مهمة، أو خط رئيسي للمسلسل ينصبّ نحوه اهتمام المتفرج، فإن كل تلك المحاولات ينتج عنها.. لا شيء. كذلك يحاول ناير أن يصنع من "القيصر" بطلاً أسطورياً، منذ ظهوره الأول في المسلسل، وقتله عشرات الإرهابيين في ثوانٍ معدودة، قبل أن تحاول كل التفاصيل في الحلقات اللاحقة، أن تؤكِّد أنه "بطل خارق"، لدرجة أن أحد قيادات الداخلية يخبره بأنه يعرف أنه لو أراد الهرب من السجن، سيهربُ فوراً.
اقــرأ أيضاً
وبالفعل، يهرب "القيصر" فجأة بدون أي توضيح لكيفيَّة هروبه، ويستمر في مطاردة الخليَّة وأفرادها وزعيمها، من دون أن يصيبه أي أذى! تلك المحاولة لخلق بطل لا يقهر، عوضاً عن أن هذه الصورة قديمة ومستهلكة، إلا أنَّها أيضاً متضادة مع إنسانية الشخصية، وتعاطف المشاهد معها، وهو أمرٌ كان يميز أغلب مسلسلات يوسف الشريف السابقة. المُؤكَّد، أن يوسف الشريف، هو الخاسر الوحيد من مسلسل "القيصر"، فلن يتذكر أحد كاتب السيناريو أو المخرج، باعتبارهما قدما مسلسلاً ضعيفاً، أو عملاً أمنيّاً يدعم رؤية وزارة الداخلية.
تبدأ أحداث المسلسل مع قيام قوات الشرطة والداخلية بالهجوم على أحد المعاقل الإرهابية في سيناء، وتقوم بمحاصرتهم في أحد الأنفاق، ومع هدم النفق يموت كل عناصر الخلية الإرهابية، باستثناء شخص واحد فقط يُدعى "القيصر"، يصبح الناجي الوحيد، ويتم القبض عليه، والتحقيق معه، ولكنه يرفض الإدلاء بأي معلومات حتى مع التهديد بالتعذيب، قبل أن تبدأ الأحداث بالكشف عن كونِ "القيصر" يساعد، في الحقيقة، الشرطة المصرية.
منذ الوهلة الأولى، يبدو واضحاً أن المسلسل يجمع كل أعداء النظام الحاكم في مصر حالياً. حيث يتناول هاجس الإرهاب الذي أعلنت دولة ما بعد 30 يونيو الحرب عليه. وتدور جزءٌ من أحداثه في سيناء، والأعداء هم أشخاصٌ ملتحون، وإسلاميون متطرفون، في مقابل شرطة متسامحة وقوية، ويضحي أفرادها بأنفسهم. المسلسل لا يكتفي بهذا العدو الواضح، ولكن في طريقه للمواءمة مع كل نظريات الدولة حول "العدو". فالسيناريست محمد ناير، يخترع خطاً أساسياً حول منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان التي تعمل في مصر، ويمتلأ هذا الخط بكل تصورات وأحاديث البرامج التحريضية (من قبيل أحمد موسى ولميس الحديدي) عن القوى الخارجية الهدامة التي تعمل على هدم الدولة واستغلال حقوق الإنسان، وبأن الأمر بكامله يخضع لنظرية المؤامرة الكبرى، ليصبح كل مشهد في المسلسل وكأنه مكتوب في سكرتارية وزير الداخلية، أو في أحد مكاتب الإعلام والشؤون المعنوية في الوزارة، حيث العالم كله إمّا طيّبون (يرتدون زي الشرطة الرسمي)، أو أشرار (وهم الإسلاميون الملتحون).
مشاكل المسلسل لا تتوقف هنا، ولا تتعلق فقط بتلك الصورة الرسميَّة الساذجة التي يستعرضها، ولكنها تتصل أيضاً بانعدام أي منطق في الأحداث. مسلسلات يوسف الشريف السابقة، كانت تعتمد أكثر من أي شيء على قوة الكتابة. ولكن ناير، كاتب السيناريو، يحاول من على السطح، طوال الوقت، أن يصنعَ غموضاً حول شخصية "الدساس" مثلاً، أو خطورة حول أفراد الخلية الإرهابية، أو حتى حوارات ذكية بين أفراد الداخلية و"القيصر".
ولكن، مع عدم وجود أحداث مهمة، أو خط رئيسي للمسلسل ينصبّ نحوه اهتمام المتفرج، فإن كل تلك المحاولات ينتج عنها.. لا شيء. كذلك يحاول ناير أن يصنع من "القيصر" بطلاً أسطورياً، منذ ظهوره الأول في المسلسل، وقتله عشرات الإرهابيين في ثوانٍ معدودة، قبل أن تحاول كل التفاصيل في الحلقات اللاحقة، أن تؤكِّد أنه "بطل خارق"، لدرجة أن أحد قيادات الداخلية يخبره بأنه يعرف أنه لو أراد الهرب من السجن، سيهربُ فوراً.
وبالفعل، يهرب "القيصر" فجأة بدون أي توضيح لكيفيَّة هروبه، ويستمر في مطاردة الخليَّة وأفرادها وزعيمها، من دون أن يصيبه أي أذى! تلك المحاولة لخلق بطل لا يقهر، عوضاً عن أن هذه الصورة قديمة ومستهلكة، إلا أنَّها أيضاً متضادة مع إنسانية الشخصية، وتعاطف المشاهد معها، وهو أمرٌ كان يميز أغلب مسلسلات يوسف الشريف السابقة. المُؤكَّد، أن يوسف الشريف، هو الخاسر الوحيد من مسلسل "القيصر"، فلن يتذكر أحد كاتب السيناريو أو المخرج، باعتبارهما قدما مسلسلاً ضعيفاً، أو عملاً أمنيّاً يدعم رؤية وزارة الداخلية.