لو قدّر لأطفال سورية قبل أن يشن نظام الأسد حربه عليهم، أن يقفوا أمام عدسات الكاميرا، فيفسحوا المجال لطفولتهم للتعبير عن أمنياتهم في العام المقبل، لكان الحلم برؤية طائرة تعبر السماء والتلويح لها، أو الحصول على طائرة، كلعبة يلهون بها، إحدى أولى أمنياتهم.
لكن أول ما خطر في بال أطفال سورية، كإجابة على سؤال "العربي الجديد"، "ما هي أمنياتكم لعام 2017؟"، بعدما زارهم بكاميرته: أن تختفي الطائرات من سمائنا... كيف لا تأتي هذه الإجابة، وقد حوّل الأسد الطائرات إلى رمز لمأساتهم!!
يغادر أطفالَ سورية بعد ساعات، عامٌ هو السادس على التوالي، تجرعوا فيه القهر والخوف والحزن، تاركاً إياهم على أبواب عام آخر مقبل، لا يبدو حتى هذه اللحظة بأحسن منه حالاً، يتركهم غارقين في بحر من أمنيات لا تتلاءم وبراءة طفولتهم.
يتمنّى أطفال سورية في العام المقبل أن يكفّ الطيران عن قصفهم، أن يعودوا إلى مدارسهم ليكملوا تعليمهم الذي حرموا منه، وإلى مدنهم وبيوتهم التي هجروا منها، فالغربة مذلة.. ويصرون على سقوط الأسد، حتى يعيشوا طفولتهم التي أزهقها.