على خشبة مسرح دار الأوبرا السورية، انطلقت مساء السبت الماضي، فعاليات احتفالية "هنا لنا 2 - نتذكر"، التي تنظمها مبادرة "أحباب يا بلدي"، والتي جاءت استكمالاً للفعاليات التي أطلقتها ذات المبادرة من قلب العاصمة السورية دمشق قبل سنتين بنفس العنوان، وحاولت أن توصل رسالة لكل السوريين المهاجرين حتى "يعودوا إلى حضن الوطن"؛ ولكن أسلوب الدعوة يختلف هذه المرة، فأضاف الممثل السوري، دريد لحام، كلمة "نتذكر" إلى عنوان الفعالية، لأن الدعوة للعودة جاءت هذه المرة من خلال التذكير برموز الثقافة والفن السوري الراحلين، أمثال أبو خليل القباني، مؤسس المسرح السوري، والفنان عمر حجو، مؤسس مسرح "الشوك".
ولا تختلف هذه الفعالية عن باقي الفعاليات الثقافية التي تقام داخل الأراضي السورية في الآونة الأخيرة من حيث الشكل والمضمون، فالفعالية متخمة بالكلمات والرسائل الوطنية المباشرة، وتخللها الكثير من الأغاني الوطنية، ومنها أغنية "لو لو لو" التي أداها دريد لحام؛ ولكن ما يميز هذه الفعالية بالفعل، بالإضافة إلى تواجد كم كبير من النجوم السوريين على خشبة المسرح، هو عودة شخصية "غوار الطوشة" إلى المسرح السوري بعد انقطاع طويل.
وتعتبر شخصية "غوار الطوشة"، التي ابتكرها دريد لحام في مطلع الستينيات، الشخصية الكوميدية الأشهر في تاريخ المسرح والدراما والسينما السورية، وترمز هذه الشخصية للمواطن السوري البسيط في تلك المرحلة، الذي تمسك بالزي التقليدي وبالعادات الشرقية، ويكافح بشكل يومي للحصول على لقمة عيشه، ويتمتع بالخبث والدهاء والحظ السيئ. وهذه الشخصية التي لا تزال حاضرة بأذهان السوريين، لم تعتل خشبة المسرح منذ سنة 2010، عندما شارك اللحام في مسرحية "السقوط"، التي قدمت في مدينة الدوحة القطرية؛ في حين أن هذه الشخصية لم يؤدها دريد لحام على مسارح دمشق منذ ثمانينيات القرن الماضي، أي قبل أن يتعرض شريكه، نهاد قلعي، للحادث الذي أنهى مسيرته الفنية؛ وكانت أغلب العروض التي يقدمها دريد لحام بشخصية غوار الطوشة، تقام على خشبة مسرح "العمال" الثقافي الشعبي.
وبالتالي، فإن عودة شخصية "غوار الطوشة" إلى المسرح السوري، من بوابة دار "الأسد" بدلاً من مسرح "العمال"، وإدراج هذه العودة ضمن فعالية وطنية سياسية، يوهج قبح هذه العودة؛ فلحام يتلاعب اليوم بتاريخ الكوميديا السورية العريق، ويقحم شخصية "غوار الطوشة" ضمن منظومة سياسية مؤدلجة، لينصر فكر النظام على المعارضة؛ ولم يكتف بذلك، بل إنه استهل مشاركته بالفعالية بكلمة تعمق شعور المواطن السوري، الذي كان رمزاً له، بالذل والمهانة، فقال: "إذا وطني غلطان أنا معه، إذا سخنان أنا رقوده، إذا ختيار أنا عكازته، إذا حفيان أنا صرمايته لأنه سيدي وتاج راسي"؛ فنسف لحام بهذه الكلمات تاريخ شخصية المواطن "غوار الطوشة"، وأهان المواطن السوري الذي كان رمزاً له لوقتٍ طويل. وهذه ليست المرّة الأولى التي يعطي فيها لحام تصريحات مؤيّدة للنظام السوري، إذا اشتهر بمواقفه المؤيّدة للنظام، وعدائه المطلق للثورة السوريّة، بل مثل في بطولة مسلسل بعنوان "الخربة"، وهي سخرية من كلمة "الحريّة" التي نادى بها المتظاهرون السوريون.
اقــرأ أيضاً
ولا تختلف هذه الفعالية عن باقي الفعاليات الثقافية التي تقام داخل الأراضي السورية في الآونة الأخيرة من حيث الشكل والمضمون، فالفعالية متخمة بالكلمات والرسائل الوطنية المباشرة، وتخللها الكثير من الأغاني الوطنية، ومنها أغنية "لو لو لو" التي أداها دريد لحام؛ ولكن ما يميز هذه الفعالية بالفعل، بالإضافة إلى تواجد كم كبير من النجوم السوريين على خشبة المسرح، هو عودة شخصية "غوار الطوشة" إلى المسرح السوري بعد انقطاع طويل.
وتعتبر شخصية "غوار الطوشة"، التي ابتكرها دريد لحام في مطلع الستينيات، الشخصية الكوميدية الأشهر في تاريخ المسرح والدراما والسينما السورية، وترمز هذه الشخصية للمواطن السوري البسيط في تلك المرحلة، الذي تمسك بالزي التقليدي وبالعادات الشرقية، ويكافح بشكل يومي للحصول على لقمة عيشه، ويتمتع بالخبث والدهاء والحظ السيئ. وهذه الشخصية التي لا تزال حاضرة بأذهان السوريين، لم تعتل خشبة المسرح منذ سنة 2010، عندما شارك اللحام في مسرحية "السقوط"، التي قدمت في مدينة الدوحة القطرية؛ في حين أن هذه الشخصية لم يؤدها دريد لحام على مسارح دمشق منذ ثمانينيات القرن الماضي، أي قبل أن يتعرض شريكه، نهاد قلعي، للحادث الذي أنهى مسيرته الفنية؛ وكانت أغلب العروض التي يقدمها دريد لحام بشخصية غوار الطوشة، تقام على خشبة مسرح "العمال" الثقافي الشعبي.
وبالتالي، فإن عودة شخصية "غوار الطوشة" إلى المسرح السوري، من بوابة دار "الأسد" بدلاً من مسرح "العمال"، وإدراج هذه العودة ضمن فعالية وطنية سياسية، يوهج قبح هذه العودة؛ فلحام يتلاعب اليوم بتاريخ الكوميديا السورية العريق، ويقحم شخصية "غوار الطوشة" ضمن منظومة سياسية مؤدلجة، لينصر فكر النظام على المعارضة؛ ولم يكتف بذلك، بل إنه استهل مشاركته بالفعالية بكلمة تعمق شعور المواطن السوري، الذي كان رمزاً له، بالذل والمهانة، فقال: "إذا وطني غلطان أنا معه، إذا سخنان أنا رقوده، إذا ختيار أنا عكازته، إذا حفيان أنا صرمايته لأنه سيدي وتاج راسي"؛ فنسف لحام بهذه الكلمات تاريخ شخصية المواطن "غوار الطوشة"، وأهان المواطن السوري الذي كان رمزاً له لوقتٍ طويل. وهذه ليست المرّة الأولى التي يعطي فيها لحام تصريحات مؤيّدة للنظام السوري، إذا اشتهر بمواقفه المؤيّدة للنظام، وعدائه المطلق للثورة السوريّة، بل مثل في بطولة مسلسل بعنوان "الخربة"، وهي سخرية من كلمة "الحريّة" التي نادى بها المتظاهرون السوريون.