معظمنا قد يشعر بلحظة غيرة عند صعود الطائرة، ورؤية عدد قليل من المسافرين المحظوظين يتوجهون إلى مقاعد الدرجة الأولى ورجال الأعمال، بينما نحن محكومون بالدرجة الاقتصادية المزدحمة.
لكن ماذا لو كان الزوج هو من يتخذ مقعده في درجة أفضل، مع خدمات أكثر تميزاً، ويترك زوجته في الدرجة الأقل؟
يمكن أن يتخيل بعضهم أن هذا يمكن أن يقود أي زواج إلى نقطة النهاية، لكن هناك تزايداً مدهشاً في أعداد هؤلاء الذين يصرّون على مقعد رجال الأعمال، سواء لأنهم حصلوا على ترقية من العمل، أو لأنهم اختاروها بأنفسهم، من دون التفكير بأن زوجاتهم يجلسن خلفهم في الطائرة، بحسب ما نقلته "ديلي ميل".
تينا كامار (30 سنة) من بريطانيا، إحدى الأمثلة عن الزوجات المهملات في الدرجة الاقتصادية، فيما يحجز زوجها آرون (38 سنة) مقاعد رجال الأعمال، وتقبلت الزوجة هذا القرار لأنها تقول إن زوجها مدمن على العمل، فهو يحتاج لتلك الترقية ليتاح له العمل خلال الرحلة، وكذلك النوم، ليكون مستعداً لاجتماعاته الاقتصادية الدولية العديدة، وتسافر معه في رحلاته الطويلة للحصول على عطلة في نهايتها.
وتعمل تينا في تصميم المطابخ والحمامات المصنوعة من حجارة طبيعية، وفي مجال التجزئة بأعمال زوجها، وتعترف بأن عادات سفر زوجها تجذب اهتمام الأصدقاء، والسؤال الأول الذي يطرحه الناس دائماً عليها، هل عرض زوجك تبديل مقعديكما في أي مرة؟ وجوابها هو أنه لم يقترح ذلك أبداً.
وقالت "إنه أصبح أمراً يزعجني حقاً، فهل يعتقد أن راحته أهم مني؟ وكم يشير هذا إلى احترامه لي؟ وبرغم ذلك لقد اعتدت على الوضع".
وتضيف "ليس بخيلاً، لكن عندما يكون هناك خيار بين تذكرة بقيمة 3500 يورو على درجة رجال الأعمال، مقابل أخرى بسعر 600 يورو على الدرجة الاقتصادية لتتمكن من السفر معه، يصعب تبرير ذلك".
ويسوغ آرون الأمر بأنه يسافر على درجة فاخرة لأن ذلك يدعم عمله، "لماذا لا أسافر على هذا النحو؟ ولماذا لا تعترض هي أكثر؟". حتى أنهما في إحدى الرحلات لم يلتقيا أبداً، وفي المرة الوحيدة التي سافرا فيها معاً على الدرجة الاقتصادية، كانت هي تريد التحدث معه، بينما كان هو منشغلاً بعمله ويطلب منها الصمت، لقد كان ذلك محرجاً جداً بالنسبة لها.
وقالت "حتى عندما نغادر الطائرة، فنحن نبدو كغريبين عن بعضنا، فهناك سيارة خاصة تنتظر آرون لتقله إلى اجتماعاته، ويجب أن أجد تكسي لنفسي، حتى إنه لا يرسل لي رسالة ليتأكد أني وصلت الفندق أو ما زلت على الطريق".
ميشيل زوجة أخرى عمرها 49 عاماً، تسافر على درجة أقل من زوجها، وقالت إنها في أول مرة سافرت معه على الدرجة الاقتصادية، كانت تجربة كارثية بالنسبة لها، فهو لم يتوقف عن التذمر والشكوى، إلى أن وجدت لهما المضيفة مكاناً آخر، أكثر راحة، لكنها رفضت الانتقال معه، ومنذ ذلك الوقت قررت عدم الجلوس إلى جانبه في الطائرة، وهي الآن تسافر مع طفليها على الدرجة الاقتصادية في حين أن زوجها يسافر على درجة رجال الأعمال.
وقالت إن ذلك يزعجها أحياناً لكنها تهتم بالوصول إلى وجهتهم في النهاية، لافتة إلى أنها لا تستطيع التصرف بماله من ناحية أخرى، رغم استغراب الناس من ذلك.