يتفاقم خطر الجوع عالميا جراء الحروب والتغير المناخي والصدمات الاقتصادية المتتالية، فضلا عن تنامي أوجه عدم المساواة وتراجع إنتاج الغذاء، إذ ارتفع عدد من يعانون سوء التغذية للعام السادس على التوالي، بمتوسط 768 مليون شخص، وفق ما رصده تقرير حالة الأمن الغذائي والتغذية الصادر في 6 يوليو/تموز الماضي عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة.
ويؤدي تفاقم الظاهرة إلى تداعيات كارثية، يدفع ثمنها الفقراء والمعوزون ممن تدهورت أحوالهم بشكل سريع وخطر، كما يوثق ملف "العربي الجديد" في حلقاته الخمس، والتي تبدأ من لبنان، كاشفا عن محاولات اتجار في أعضاء لبنانيين يعانون فقراً مدقعاً ارتفعت نسبته، وما يترتب عنه من محاولات استغلال طفت على السطح بسبب "واحدة من أشدّ الأزمات العالمية منذ منتصف القرن التاسع عشر"، كما يصفها البنك الدولي.
ويكشف الجزء الثاني من الملف كيف تستغل حركة الشباب الإرهابية تفاقم الجوع والجفاف في الصومال من أجل تجنيد الأطفال، خاصة بعد تزايد حالات النزوح ومخاوف من مجاعة كارثية كما تصفها الأمم المتحدة، في ظل عرقلة وصول المساعدات إلى المحتاجين.
وفي تشاد، تفاقم النزوح بشكل ملحوظ، بسبب الكوارث الطبيعية الناتجة عن التغير المناخي، وتزايد الصراعات المسلحة، وبالتالي تشهد البلاد تنافسا على موارد قليلة، وتكدسا لفقراء يعيشون أسوأ أوضاعهم في مناطق صراعات بسبب التنافس على الموارد القليلة المتوفرة.
ويفتح الجزء الرابع من الملف تزايد وفيات الأطفال في السودان بسبب أمراض ناجمة عن سوء التغذية الحاد، الذي يتفشى محليا بسبب الأزمة الاقتصادية والسياسية وتراجع إنتاج المحاصيل الرئيسية في ظل توقف برنامج الأغذية العالمي عن تقديم المساعدات.
وفي اليمن، فرضت الحرب الدائرة منذ ثمانية أعوام على الكثير من النساء إعالة أسرهن بعد مقتل أزواجهن في المواجهات المسلحة، ولا تفكر الأسر الأكثر تأثرا بالفقر المدقع والجوع بأكثر من محاولة البقاء على قيد الحياة، نتيجة انعدام الدخل وغياب القدرة الشرائية للغذاء، في ظل غياب أي دور لحكومتي صنعاء وعدن في مواجهة الأزمة المستفحلة شمالا وجنوبا.