لم تخيّب نتائج انتخابات نقابة الصحافيين العراقيين، توقعات الجميع، سواء المؤيدين لطاقم النقابة السابق، أو المناوئين لها. وجاء فوز النقيب السابق، مؤيد اللامي، بأغلبية 1079 صوتاً، إلى جانب فوز أعضاء مجلس النقابة المكوّن من 6 أعضاء، مطابقاً لأغلب التوقعات.
فاللامي وهو الرجل الأبرز، نسج خلال عمله الطويل في النقابة شبكة علاقات واسعة، داخل الفضاءين النقابي والحكومي. وكذلك الأمر مع أعضاء مجلس النقابة الذي يشغلون مناصبهم بشكل دوري وباستثناءات طفيفة.
وبنظر المؤيدين لللامي، فإنه تمكّن خلال ترؤسه النقابة في الدورة السابقة، والتي استمرت 6 سنوات، ومن خلال علاقاته الجيدة بالحكومة، من الحصول على قطع أراضي للصحافيين، ونجح في إصدار قانون خاص لحماية الصحافيين، صوّت عليه مجلس النواب العراقي في أغسطس/آب عام 2011. واللامي مدعوم من أغلبية أعضاء النقابة البالغ عددهم 10 آلاف عضو، كما تقول مصادر النقابة، مع أن الذين أدلوا بأصواتهم لا يتجاوزون الـ25 في المئة من عدد الأعضاء.
الصحافي المرشح لعضوية مجلس النقابة علاء الحطاب، أبلغ "العربي الجديد"، أن "الانتخابات سارت بطريقة مرضية، وحضور ممثل عن القضاء ورئيس اتحاد الصحافيين الدولي، جيم بوملحة، وضيوف آخرين عزز من صدقيتها".
أما المناوؤون والمنتقدون له بشده، وهم قلة، لكنها قلة نوعية على أية حال، فينتقدون تواضع تاريخه الصحفي ويتهمونه بموالاة النظام السابق، والسير على منوال توجهات النظام الحالي. بل ويقللون من أهمية قانون حماية الصحافيين، على اعتبار أنه اهتم بالشكل وليس بالضمانات وحق الحصول على المعلومة التي يفتقر إليها الصحافي العراقي.
نقيب آخر
"لم أحضر الانتخاب، هذه نقابة الحكومة" بهذه العبارة تحدث نائب رئيس تحرير "المدى" الصحافي المخضرم عدنان حسين، في رد على سؤال "العربي الجديد" بشأن الانتخابات. وعدنان حسين هو أحد أبرز الوجوه الصحافية المعترضة على عمل النقابة الأم التي أسسها شاعر العرب الكبير، محمد مهدي الجواهري، عام 1959. واعتراضه الشديد على عمل النقابة، دفعه مع مجموعة لامعة من الصحافيين مثل أحمد المهنا، وعبد المنعم الأعسم، وسرمد الطائي، وآخرين إلى تأسيس "النقابة الوطنية للصحافيين" في أغسطس/آب 2013. ويقول حسين إنّ نقابتهم "تولي اهتمامها بشكل فعال لمشاكل المهنة وتطوير مستوى أداء الأسرة الصحفاية. وهو الأمر الذي تفتقر إليه نقابة الصحافيين".
500 ضحية
ورغم سقوط أكثر من 500 ضحية صحافية منذ عام 2003 ، إلا أن الوسط الصحافي، لم تظهر فيه النزاعات الطائفية مثلما حدث في الواقع العراقي بشكل عام. وأغلب من سقطوا من ضحايا، سقطوا لأسباب تتعلق بأداء الواجب، وبنسبة قليلة لخلافات خاصة عائلية أو غيرها. ولعلّ أحد أبرز أسباب عدم انخراط الصحافيين في صراعات طائفية، الخلفية العلمانية لنسبة عالية منهم.