عاد موقع المرصد السوري لحقوق الإنسان، بعد اختراقه من قبل مناصرين لتنظيم "الدولة الإسلامية"، يوم الأربعاء مما أدى إلى إيقاف الموقع وتدمير محتوياته.
في حديث لـ"العربي الجديد"، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن قرصنة موقع المرصد من جانب من يعتقد أنهم قراصنة مقربون من تنظيم "الدولة الإسلامية" جاءت اعتراضا منهم على تغطية المرصد للتطورات في سورية، وتوقع إعادة تشغيل الموقع اليوم الجمعة، بعد إصلاح ما لحق به من أضرار.
في حديث لـ"العربي الجديد"، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن قرصنة موقع المرصد من جانب من يعتقد أنهم قراصنة مقربون من تنظيم "الدولة الإسلامية" جاءت اعتراضا منهم على تغطية المرصد للتطورات في سورية، وتوقع إعادة تشغيل الموقع اليوم الجمعة، بعد إصلاح ما لحق به من أضرار.
وأوضح عبد الرحمن أنّ "أكثر ما أثار انزعاج التنظيم تغطيات المرصد للجرائم الأخيرة التي ارتكبها خاصة بحق النساء، ونشره فيديو لأحد الأسرى، إضافة إلى مجزرة التنظيم الأخيرة في عين العرب".
وكشف أن المرصد، وهو شخصيًا، تلقيا تهديدات عديدة من التنظيم، وأحدها من جانب أبو محمد العدناني، المتحدث الرسمي باسم "الدولة الإسلامية"، عبر أحد الصحافيين.
وحول الجدل الذي تثيره أخبار الموقع وطريقته بالتغطية، والاعتراضات عليها من جانب جميع الأطراف، أوضح عبد الرحمن أنّ المرصد "تأسس في مطلع أيار 2006 واليوم هناك أكثر من 230 ناشطًا يتعاونون معه داخل سورية، وبعضهم يتلقى مكافآت ورواتب من المرصد، ولديهم محامون للدفاع عنهم في المحاكم دون الإعلان عنهم". وأضاف أن المرصد "ينحاز للشعب السوري فقط، وليس إلى المتاجرين بدماء الشعب السوري من قاتلين ومحرضين".
ورأى عبدالرحمن أن المرصد حاز على مصداقية عالية لدى مختلف الأطراف، حتى التي تناصبه العداء، لأنه "ينحاز فقط للشعب السوري، ويهتم بنقل الحقيقة من دون مراعاة أي طرف".
وكان القراصنة قد نشروا على الصفحة الرئيسية للمرصد تعليقا يحمل توقيع "جيش الخلافة الإلكتروني"، مرفقًا بصورة معدلة بواسطة برنامج فوتوشوب، تظهر وجه عبد الرحمن على جسم آخر جاثم على ركبتيه باللباس البرتقالي، وإلى جانبه مقاتل من تنظيم الدولة ملثم بالأسود ويمسك بيده سكينا، في إشارة إلى الإعدامات التي ينفذها التنظيم بحق رهائنه.
وبعد عودة موقعه، نشر المرصد رسالةً أعلى الصفحة، قال فيها إنّه "يتعهد بالاستمرار في فضح انتهاكات حقوق الإنسان في سورية على الرغم من تهديدات القتل التي تلقاها من تنظيم "الدولة الإسلامية" وتدمير موقعه الإلكتروني".
وكان المرصد قد تعرّض إلى قرصنة مماثلة في شباط/فبراير الماضي من جانب ما يعرف بـ "الجيش السوري الإلكتروني" المؤيد لنظام بشار الأسد، لكن من دون تدمير البيانات، "حيث وضع شعار النظام السوري، ودون عبارات على الموقع عقب قرصنته تهدد مديره رامي عبد الرحمن وتتهمه بالتعامل مع المخابرات البريطانية ودعم المعارضة السورية المسلحة"، بحسب بيان للمرصد.
وأكد البيان تصميم المرصد على متابعة "رصد وتوثيق ونشر كافة الانتهاكات المرتكبة بحق أبناء الشعب السوري، دون الانحياز لأي طرف، سوى الشعب السوري وأن التهديدات لن تثنيه عن مواصلة النضال من أجل الوصول إلى دولة الديمقراطية والحرية والعدالة".
وكثيرا ما يُتهم المرصد أيضًا من جانب ناشطين وأطراف في المعارضة السورية بأنه على صلة بالنظام السوري، وأنه يبث أخبارا كاذبة أو مبالغا فيها بهدف تشويه سمعة الثوار والإسلاميين منهم على وجه الخصوص.
وكانت مواقع عدة قد تعرضت في الأشهر الأخيرة لقرصنة حملت توقيع مناصري تنظيم الدولة الإسلامية، كان آخرها شبكة "تي في 5 موند" الفرنسية التي أعلنت في نيسان/أبريل تعرضها لقرصنة أدت إلى توقف جميع قنواتها التلفزيونية عن البث وفقدانها السيطرة على مواقعها الإلكترونية.