"نجحوا في بث المناخ التشاؤمي وبدأ الشعب يحرق نفسه من التشاؤم"، هكذا سخرت مواقع التواصل الاجتماعي من النظام المصري الحاكم، بعدما أحرق المواطن المصري، أشرف شاهين، نفسه أمام أحد أندية القوات المسلحة، في منطقة سيدي جابر في الإسكندرية.
وبعد يومين من مطالبة الرئيس عبدالفتاح السيسي للمصريين بـ"ما تناموش وما تاكلوش"، لم ير أشرف محمد شاهين (30 عاماً) أملاً في تحسن الأوضاع المعيشية، فقرر إنهاء حياته حرقاً أمام المواطنين، أمام ناد للقوات المسلحة.
انتفضت منصات التواصل على "بوعزيزي المصري الجديد"، لتنطلق دعوات الثورة وروح ثورة يناير من جديد، تيمناً ببوعزيزي التونسي الذي كان شرارة ربيع عربي لم يكتمل بعد، عندما أحرق نفسه في يناير/كانون الثاني منذ أكثر من خمس سنوات.
ونال المواطن المنتحر حرقاً نصيبه من الاتهامات الجاهزة التي لم تتوقف عن النيل من "خريج التوك توك"، لكن انخفضت نبرة "أصله إخوان"، لتعلو نبرة "أصله سوابق" التي انتشرت في أكثر من حساب وذراع إعلامي تابع للنظام الحاكم. ووصلت سذاجة البعض، لاتهامه بالتمويل من الخارج، فكان الرد المنطقي: "وهي فلوس الدنيا تقدر تقنع حد يحرق نفسه يا أغبيا".
وانتشر وسم "#حرق_نفسه يا سيسي"، ليتصدر قائمة الأكثر تداولاً، موجهين الرسالة للسيسي شخصياً "مستني إيه أكتر من كده؟".
وتساءل محمود عن تشابه المعطيات التي أدت للثورة الأولى: "كل حاجة بتتكرر فيه حاجة مش مظبوطة 25 يناير 2 من الشباب حرقوا نفسهم قدام مجلس الوزراء وبعد كده قامت الثورة، الثورة بتقووم #حرق_نفسه_ياسيسي".
وعددت أسماء الضحايا من المصريين: "#حرق_نفسه_ياسيسي ودا طبعا غير اللي بيموت في البحر، أو في المعتقل، أو منتحراً، أو في الشارع على إيد أمين شرطة". ووافقها الإعلامي أحمد سمير الرأي، فكتب: "#حرق_نفسه_ياسيسي خلاص، وده بعد اللي راح وغريق، وواحد تاني متلطم، وعايش برة ماله صديق، غيراللي مات في زنزانة، والمسجون في وسط الضيق، والمقتول عشان ترضى".
وحول مقتل الجنود في سيناء، تساءل جبر المصري: "امبارح قتل 12 جندي في سيناء، الجيش طلع النهاردة وقال خدنا ثأرنا وضربنا الإرهابيين، طب لما انت عارف مكانهم من الأول مضربتهمش ليه؟ #حرق_نفسه_ياسيسي". وسخر محمود: "لو كان خالد سعيد الله يرحمه غمز أمين الشرطة ب 20 جنيه كان زمان الدولار ب 5 جنيه والدهب ب 200 جنيه #حرق_نفسه_ياسيسي".
كما دشن الناشطون وسماً أطلقوا، من خلاله، على أشرف شاهين لقب "#بوعزيزي_مصر"، لاستحضار تجربة شرارة الربيع العربي، ودفع دماء جديدة في عروق الثورة.
وعلق حساب يحمل اسم "ريحانة الثورة": "#مصر_كانت دولة وأصبحت #شبه_دولة يا ريتنا وصلنا لسوريا والعراق عدينها، الناس فالشارع بتصرخ من الجوع واليوم #بوعزيزي_مصر يحرق نفسه جوعاً". وقال آخر: "#بوعزيزي_مصر الناس زهقت وتعبت من كتر الفساد والظلم والغلا اللي بقينا فيه، ربنا ينتقم منك يا سيسي".
وتساءل الصحافي أحمد عبد الجواد: "#بوعزيزي_مصر يا تري كم من الوقت سننتظر ونصبر على هذا الهوان المستمر، كم مواطن سيحرق نفسه يأساً من إصلاح الوطن، يا سادة السيسي شيطان يعدكم الفقر". ودعا طارق المصريين للثورة: "#بوعزيزي_مصر مواطن يحرق نفسه بالإسكندرية اليوم، لقد وصل القهر والإحباط بالمواطن لدرجة أن تهون عليه حياته، ماذا ننتظر لنثور؟ ثوروا يرحمكم الله".
ونشر بعض الناشطين، على نطاق واسع، مقطع فيديو لامرأة مصرية، مشابه لفيديو سائق التوك توك، أطلق عليها وصف "سيدة الغلابة"، وعبرت فيه عن ثورتها ضد كل ما تعيشه من معاناة بسبب ارتفاع الأسعار في عهد السيسي، على الرغم من أنها كانت مؤيدة له.
Twitter Post
|
Twitter Post
|