شيّع آلاف الفلسطينيين، ظهر اليوم الاثنين، جثمان الشهيدة الطفلة جنى مجدي زكارنة (15 عاماً) في مسقط رأسها بمدينة جنين شمال الضفة الغربية، بمشاركة شعبية وفصائلية، وذلك بعد ساعات من ارتقائها برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، فيما علت الهتافات في مسيرة التشييع تنديداً بجرائم الاحتلال.
وعمّ الإضراب الشامل، منذ صباح اليوم، مدينة ومخيم جنين، حداداً على روح زكارنة التي استُشهدت في وقت متأخر من الليلة الماضية، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، وهي على سطح منزلها، حينما اقتحمت المدينة واعتقلت 3 شبان، وفق ما أكده لـ"العربي الجديد" الناطق باسم إقليم "حركة فتح" في جنين، نصري حمامرة.
ووفق حمامرة، فقد انطلق موكب تشييع جثمان الشهيدة زكارنة من أمام مستشفى الشهيد خليل سليمان الحكومي في مدينة جنين، ولُف جثمانها بعلم فلسطين، وحملت الشهيدة على الأكتاف في مسيرة شعبية حاشدة، وصولاً إلى منزل عائلتها التي ألقت نظرة الوداع عليها.
وبعد ذلك، نُقل جثمان الشهيدة إلى مسجد جنين الكبير، وأديت عليها صلاة الجنازة بعد صلاة ظهر اليوم، وانطلقت مسيرة جابت شوارع مدينة جنين، وشارك فيها نحو 5 آلاف فلسطيني، ورفعت أعلام فلسطين ورايات الفصائل الوطنية، على وقع التكبيرات والهتافات الوطنية والمنددة بجرائم الاحتلال، وشارك ملثمون مسلحون في تشييع جثمان الطفلة، فيما وصل المشيعون إلى مقبرة الحي الشرقي بمدينة جنين حيث ووري جثمانها الثرى، وألقيت العديد من الكلمات التي تمجّد الشهيدة وتندد بجرائم الاحتلال.
تغطية صحفية: "جثمان الفتاة جنى زكارنة (16 عامًا) والتي ارتقت برصاص قناصة الاحتلال برأسها خلال تواجدها على سطح منزلها في الحي الشرقي لمدينة جنين". pic.twitter.com/NntkDzfiOo
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) December 12, 2022
"كتيبة جنين" تستهدف قوات الاحتلال
إلى ذلك، أكدت "كتيبة جنين" التابعة لـ"سرايا القدس"، الذراع العسكرية لـ"حركة الجهاد الإسلامي"، في بيان لها، أنها كشفت "قوة خاصة" إسرائيلية في محيط مخيم جنين واستهدفتها برشقات كثيفة من الرصاص والعبوات المتفجرة.
وأشارت "كتيبة جنين" إلى أن مقاتليها استهدفوا قوات الاحتلال في محيط أحد المنازل المحاصرة في "الحي الشرقي" من مدينة جنين برشقات كثيفة ومتتالية من الرصاص، كما استهدفوا نقطة تمركز لقناصة الاحتلال بزخات من الرصاص.
وأعلنت الكتيبة كذلك استهداف حاجز الجلمة المقام على أراضي الفلسطينيين، شمال شرق جنين، برشقات كثيفة من الرصاص.
ووصل عدد شهداء فلسطين منذ بداية عام 2022 حتى اليوم الاثنين، إلى 223 شهيداً، بينهم 166 في الضفة الغربية بما فيها القدس، و52 في قطاع غزة، وخمسة آخرون من الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948.
ووصل عدد الشهداء الأطفال منذ بداية العام الجاري حتى الآن 56 (39 في الضفة والقدس و16 في غزة و1 في الداخل) ، ومن بين الشهداء الأطفال 15 من جنين، آخرهم الطفلة جنى زكارنة، وعدد الشهيدات في فلسطين منذ بداية العام الجاري، 17 (8 في الضفة و9 في العدوان على غزة).
اعتقالات وانتهاكات للاحتلال
في شأن آخر، اعتقلت قوات الاحتلال الشابين يونس حساسنة، ومجاهد حساسنة، من بلدة العبيدية شرق بيت لحم جنوب الضفة، كما اعتقلت الشاب ناصر ماجد الكيلاني من بلدة يعبد جنوب جنين، ودهمت مخيم قلنديا شمال القدس، واعتقلت يوسف الصرعاوي، ويوسف جمعة، وليث عمار، وجودت عمار، وأحمد عمار، وإسلام عواد.
على صعيد منفصل، هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، خيمة لبيع الأشتال والمستلزمات الزراعية في بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم جنوب الضفة. كما أخطرت بهدم بيوت بلاستيكية في قرى الجلمة وجلبون وعربونة وفقوعة بمحافظة جنين، بزعم قربها من جدار الفصل العنصري.
في شأن آخر، اقتحمت قوة من مخابرات وشرطة الاحتلال، صباح اليوم، منزل محافظ القدس، وعضو المجلس الثوري لحركة "فتح" عدنان غيث، في حي بطن الهوى ببلدة سلوان جنوب البلدة القديمة من القدس، وأجرت تفتيشاً دقيقاً داخل المنزل، للتثبت من وجود المحافظ في حبسه المنزلي الذي يخضع له منذ الرابع من أغسطس/آب الماضي، بموجب قرار أصدرته محكمة الاحتلال.
من ناحية أخرى، أرغمت بلدية الاحتلال في القدس، اليوم، المواطن ثائر، عبيد من بلدة العيسوية وسط القدس المحتلة، على هدم منزله البالغ مساحته 100 متر مربع، بحجة البناء بدون ترخيص، حيث اضطر عبيد إلى هدم المنزل، تلافياً لدفع غرامة مالية باهظة تصل إلى أكثر من 20 ألف دولار، وفق ما أكده لـ"العربي الجديد".
على صعيد آخر، اقتحم عشرات المستوطنين، اليوم، باحات المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال، وأدوا طقوساً تلمودية وصلوات خاصة في المنطقة الشرقية من المسجد. فيما سلّم الاحتلال أحد حراس المسجد الأقصى خليل الترهوني قراراً بالإبعاد عن مكان عمله في المسجد لمدة ثلاثة شهور.
في سياق متصل، وضعت جماعات استيطانية متطرفة لافتات تشجع على صلاة اليهود في باحات المسجد الأقصى وقبة الصخرة، بعد إزالة لافتة وضعتها الحاخامية الرئيسية الإسرائيلية، منذ عشر سنوات، وتحظر على اليهود الدخول إلى الحرم، في أغسطس الماضي.
واستنكر مدير عام أوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب، في حديث لـ"العربي الجديد"، هذه الخطوة من قبل المستوطنين المتطرفين، داعياً شرطة الاحتلال إلى إزالة هذه اللافتات على الأقل.
وقال الخطيب: "هذا تصعيد في العدوان على الأقصى يجب أن يتوقف"، محمّلاً الاحتلال التداعيات الناتجة عنه، ومؤكداً أن هذه اللافتات التي وضعتها جماعة الهيكل المتطرفة ما كانت لتوضع لولا أنه تم التنسيق لهذا مع شرطة الاحتلال التي ترصد كل صغيرة وكبيرة داخل ساحات الأقصى وتسيطر سيطرة كاملة على أبوابه جميعاً.
يأتي هذا التطور بالتزامن مع دعوات جديدة أطلقتها منظمات متطرفة يهودية، دعت الحكومة الإسرائيلية إلى تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى، وتمكين المتطرفين اليهود بمضاعفة أعداد المستوطنين المقتحمين، بما في ذلك السماح لهم بالصلاة العلنية داخل المسجد، رغم أنهم يؤدونها في هذه المرحلة وعلى مرأى من شرطة الاحتلال.
على صعيد الاعتقالات، نفذت قوات الاحتلال، فجر اليوم، حملة من الاعتقالات في أحياء مختلفة في القدس المحتلة، طاولت نحو 10 شبان وفتاة واحدة من جبل المكبر، تتهمها سلطات الاحتلال بالتحريض على مواقع التواصل الاجتماعي.
يأتي ذلك، في وقت اقتحمت فيه قوة من مخابرات وشرطة الاحتلال منازل ثلاثة من كوادر "الجبهة الشعبية" في القدس، وحطمت محتوياتها بالكامل، كما حدث مع منزل الأسير المحرر مجد بربر.