أبدت أحزاب سياسية وكتل نيابية موالية في الجزائر، استعدادا مبكرا لدعم وإسناد الرئيس عبد المجيد تبون للاستمرار في الحكم بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات المقرر إجراؤها في غضون العام المقبل 2024، بعد خطاب ألقاه الرئيس تبون أمام البرلمان أمس الاثنين، قدّم فيه حصيلة السنوات الأربع الأولى من ولايته الرئاسية، وحزمة التزامات سياسية واقتصادية تخص الفترة المقبلة.
وأصدرت كتلة حركة البناء الوطني (إسلامي من الحزام الحكومي) بيانا أعلنت فيه الاستعداد التام لدعم استمرار الرئيس تبون في تنفيذ مشروعه الإصلاحي، وأكد البيان أن نواب الكتلة "يرحبون بعزم وإرادة رئيس الجمهورية على استكمال مسار الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتعميق الحوار لتعزيز الاصطفاف الوطني المطلوب، اليوم أكثر من أي وقت مضى، وتمتين الجبهة الداخلية وتوحيد الجهد الوطني لحماية مكسب الأمن والسيادة وللمضي بخطوات ثابتة نحو الحداثة والتنمية".
وفي السياق نفسه، جددت الكتل النيابية التي تمثل أحزاباً موالية والثلث الرئاسي (المعين من قبل الرئيس) في مجلس الأمة (الغرفة العليا للبرلمان) "الثقة في الرئيس عبد المجيد تبون، وتشدد على موصول الدعم والاندماج في كافة الخطوات التي يتبنّاها الرئيس"، بما يفهم منها إسناده في الاستحقاقات السياسية والانتخابية المقبلة.
وأشاد الأمين العام لجبهة التحرير الوطني أكبر الأحزاب السياسية في البلاد، عبد الكريم بن مبارك في مقال نشرته صحيفة الحزب بإنجازات الرئيس تبون في مجمل المجالات وضرورات استكمال البرامج والخطط التي شرع في تنفيذها لإصلاح القطاع الاقتصادي.
بدوره، أصدر التجمّع الوطني الديمقراطي (من الحزام الحكومي) بيانا مماثلا عبّر فيه عن "اعتزازه بالمكاسب والإنجازات التي حققتها الجزائر طوال الأربع سنوات الأخيرة، وهي مكاسب وإنجازات تجعلنا نعتز بخيارنا في التجمّع الوطني الديمقراطي في الوقوف بثبات إلى جنب مؤسسات الجمهورية والالتفاف القوي حولها".
تبون يلمح أمام البرلمان لولاية رئاسية ثانية
وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قد لمّح إلى نيته الترشح لولاية رئاسية ثانية في الانتخابات التي ستجري في غضون العام المقبل، عندما طالبه نواب في البرلمان الجزائري خلال خطاب مطول دام ساعتين ونصفاً، ألقاه أول أمس أمام البرلمان بغرفتيه، بالترشح لولاية رئاسية ثانية وسط تصفيق وقيام الحاضرين في القاعة، قائلا: "الكلمة للشعب، وإن شاء الله يعطينا الصحة الكافية".
وكان ذلك تلميحا سياسيا واضحا بشأن وجود نية لديه للترشح لولاية ثانية في الانتخابات المقبلة، خاصة وأن هذه النوايا برزت قبل ذلك من خلال إطلاق الرئيس سلسلة زيارات إلى الولايات في الداخل لاستطلاع مشاريع التنمية وخطط الإنعاش الاقتصادي.
وتزامن ذلك مع إطلاق الحكومة خطة للتسويق والإشهار لإنجازات الرئيس تبون في ولايته الرئاسية الأولى، وقال إن ترشحه للرئاسة عام 2019 كان استجابة "لنداء أبناء الشعب الجزائري الذين طالبوا بإنقاذ البلاد، وقد عاهدت الشعب أن أعمل من أجل التأسيس لجمهورية جديدة".
لكن أحزابا سياسية موالية فضّلت عدم الإعلان أو التلميح إلى مسألة الاستعداد لدعم الرئيس في الاستحقاقات المقبلة، خاصة بالنسبة لأحزاب قد تراهن على الدفع بمرشحها في الانتخابات المقبلة ولو على سبيل المشاركة في المنافسة السياسية والانتخابية، على غرار جبهة المستقبل التي كان رئيسها عبد العزيز بلعيد قد ترشح في الانتخابات الماضية عام 2019. واكتفى الحزب بالإشادة بتأسيس الرئيس تبون لتقليد الخطاب السنوي لرئيس الجمهورية أمام نواب البرلمان بغرفتيه، واحترامه للمؤسسة التشريعية، وثمن تحقيق الرئيس تبون تدريجيا لالتزاماته 54 التي تعهد بها خلال حملته الانتخابية.
وفيما لم تعلق غالبية أحزاب المعارضة السياسية على الخطاب كجبهة القوى الاشتراكية وحزب العمال والتجمّع من أجل الثقافة والديمقراطية وجيل جديد، ونأت بنفسها عن إبداء أي موقف بشأن تصريحات تبون، اعتبرت حركة النهضة (إسلامي وسط)، أن الخطوات التي اتخذها تبون على المستوى الاقتصادي والاجتماعي "تستوجب المزيد من الإجراءات والآليات لضبط الأسعار واستقرارها، والعمل على تمتين الجبهة الداخلية، خاصة في هذا الظرف الذي يستهدف فيه أمن الجزائر ووحدتها".