أُصيب عشرات الفلسطينيين، اليوم الجمعة، إثر قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي فعاليات ضد الاستيطان وإقامة بؤر استيطانية في عدة مناطق من الضفة الغربية.
وأكدت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أن قوات الاحتلال قمعت مسيرات أسبوعية ضد إقامة بؤر استيطانية في بلدتي بيت دجن وبيتا بمحافظة نابلس، علاوة على قمع المسيرة الأسبوعية في قرية كفر قدوم، شرق قلقيلية، شمال الضفة.
وفي مسيرة كفر قدوم، أصيب طفل بالرصاص الحي، وعدد من المواطنين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، اليوم الجمعة، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في قرية كفر قدوم، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
وأفادت مصادر محلية بأن المواجهات اندلعت عقب انطلاق المسيرة الأسبوعية السلمية، ما أدى لإصابة طفل (13 عاماً)، بالرصاص الحي في الفخذ، و10 مواطنين بالرصاص "المطاطي"، وآخرين بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع.
وتشهد كفر قدوم مسيرات أسبوعية منذ يوليو/تموز 2011، احتجاجاً على غلق الطريق الرئيسي الذي يصل القرية بالمدن المجاورة خلال الانتفاضة الثانية، بحجة "حماية المستوطنين" في مستوطنة "كيدوميم" المجاورة، فضلاً عن مصادرة آلاف الدونمات من أراضي القرية، وحجب أراضٍ أخرى عن أصحابها إلا بتصريح مسبق ولمرات محدودة خلال العام.
كما قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي المسيرة السلمية الأسبوعية في بلدة بيتا، جنوب نابلس، شمال الضفة الغربية، بعد وصولها بالقرب من البؤرة الاستيطانية المقامة على قمة جبل صبيح، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات، وفق ما أفاد به الكاتب مجدي حمايل من بلدة بيتا في حديث لـ"العربي الجديد".
وأشار حمايل إلى أن أهالي البلدة أدوا صلاة الجمعة على أراضي جبل صبيح، وانطلقوا إلى موقع البؤرة الاستيطانية رفضا لاقامتها والمطالبة بإزالتها، لكن قوات الاحتلال قمعتهم.
على صعيد آخر، طارد مستوطنون، اليوم الجمعة، رعاة الماشية الفلسطينيين أثناء رعيهم مواشيهم في خلة مكحول بالأغوار الشمالية الفلسطينية، وفق تصريحات الناشط الحقوقي عارف دراغمة.
وفي نابلس، أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة، حاجز حوارة العسكري، جنوب نابلس، بشكل مفاجئ، ومنعت مركبات المواطنين من المرور عبره في كلا الاتجاهين، حيث يعتزم المستوطنون تنظيم مسيرة في بلدة حوارة.
خشية من اقتحامات واسعة للأقصى تزامناً مع الأعياد اليهودية
إلى ذلك، أدى أكثر من 60 ألف شخص صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، اليوم، وسط انتشار قوات الاحتلال التي بدأت تعزيز وجودها في البلدة القديمة ومحيطها ومحيط المسجد وعلى بواباته، بالتزامن مع قرب الأعياد اليهودية وتهديد جماعات متطرفة باقتحام المسجد بأعداد كبيرة يومي 26 و27 من الشهر الجاري.
وكانت مجموعات من المتطرفين اليهود أدت في ساعة مبكرة من صباح اليوم صلوات تلمودية وأقامت حلقات رقص على عدد من أبواب المسجد، خاصة باب الغوانمة وبالقرب من مقبرة الرحمة في باب الأسباط، فيما عمد أحد أعضاء الكنيست المتطرفين إلى النفخ في البوق داخل المقبرة.
وكان خطيب المسجد الأقصى، الشيخ محمد حسين، قد خصص خطبته اليوم للحديث عن قضيتي الأسرى والمسرى، داعيا سلطات الاحتلال إلى إطلاق سراح جميع الأسرى، خاصة المرضى منهم، وعلى رأسهم الأسير المريض ناصر أبو حميد، والذي يتهدده خطر الموت.
وبشأن المسجد الأقصى، حذر خطيب المسجد من نية الجماعات اليهودية المتطرفة المساس به، كما تشير إلى ذلك إعلاناتهم بهذا الخصوص، واعتزامهم النفخ في البوق داخل الأقصى، محملا الاحتلال المسؤولية عن أي تصعيد يستهدف الأقصى والمرابطين فيه.
إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة، فتيين أثناء خروجهما من المسجد الأقصى، واقتادتهما إلى أحد مراكزها في القدس المحتلة.
في حين تتواصل المواجهات العنيفة في محيط منزل منفذ عملية الطعن غرب رام الله، الشهيد محمد ابو جمعة في بلدة الطور بالقدس المحتلة بين مجموعات كبيرة من الشبان وجنود الاحتلال، ما أوقع عدة إصابات.
وأفادت مصادر محلية في بلدة الطور لـ"العربي الجديد" وقوع العديد من الإصابات اختناقاً بالغاز المسيل للدموع والمياه العادمة التي أطلقها الجنود باتجاه منازل المواطنين وعلى مركباتهم، كما أفيد بوقوع خمس اصابات بالرصاص المطاطي عولجت ميدانياً، فيما رد الشبان بأمطار تلك القوات بالزجاجات الحارقة والمفرقعات النارية.
وامتدت المواجهات لاحقاً إلى معظم أنحاء البلدة خاصة بالقرب من مستشفى المقاصد، حيث أغلقت قوات الاحتلال الطرق المؤدية إلى هناك وعززت من تواجدها في محيط البؤر الاستيطانية داخل البلدة.
فيما أفرجت قوات الاحتلال، مساء اليوم الجمعة، عن الطفل عبدالله لؤي عمران وأبقت على اعتقال الطفل مسلمة مجدي عودة وهما من بلدة دير الحطب شرقي نابلس شمالي الضفة الغربية، حيث اعتقلا أثناء تواجدهما بالقرب من الشارع الالتفافي الاستيطاني.
من جانب آخر، أصيب عدة فلسطينيين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، مساء اليوم الجمعة، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في شارع الشلالة وسط مدينة الخليل، فيما أكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت، مساء اليوم الجمعة، قنبلة غاز مسيل للدموع داخل ساحة طوارئ مستشفى الخليل، مما أدى لإصابة عدد من المواطنين وكوادر المستشفى بالاختناق.
في شأن آخر، دهست قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، خلال مواجهات في منطقة الطور بمدينة نابلس شاباً فلسطينياً، مما أدى لإصابته بجروح ورضوض، وتم نقله إلى مستشفى رفيديا بمدينة نابلس لتلقي العلاج، كما أصيب شابان بحالات اختناق بالغاز السام المسيل للدموع.