يعم الإضراب الشامل، اليوم الثلاثاء، كافة محافظات الضفة الغربية بما فيها القدس، ضد العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني، حيث شل الإضراب كافة مناحي الحياة، وسط استعدادات للانطلاق بمسيرات غاضبة نحو نقاط التماس مع الاحتلال، تزامنًا مع إضراب شامل في كافة أنحاء فلسطين التاريخية.
وأكد منسق القوى الوطنية والإسلامية وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واصل أبو يوسف، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن الإضراب شامل ويهم كافة مناحي الحياة بما فيها المؤسسات المدنية والتعليمية والجامعات والمحال التجارية.
وأشار أبو يوسف إلى أن "الفعاليات ستنطلق ظهر اليوم من مراكز المدن باتجاه نقاط التماس مع الاحتلال، وأن الفعاليات متواصلة على نقاط التماس ضد العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني"، معلناً أنّ يوم الجمعة المقبل "سيكون يوم غضب شعبي في كل الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وشدد أبو يوسف على أنّ الإضراب اليوم، "يشكل حالة إجماع ووحدة لدى كل الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، الأمر الذي يشكل وحدة موقف ووحدة وطنية لدى جميع الفلسطينيين".
وعم الإضراب الشامل منذ ساعات الصباح الأولى مدينة القدس وجميع بلداتها وقراها تنديداً بالعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، فيما ينتظر أن تشهد المدينة ومحافظتها ثلاثة فعاليات مركزية تتضمن مسيرات حاشدة ووقفات احتجاجية أولاها ستبدأ عند الساعة الواحدة بمسيرة حاشدة ستنطلق من مركز بلدة بدو شمال غربي القدس.
كما ستنظم عند الساعة الثالثة وقفة ثانية في منطقة باب العامود، تليها وقفة ثالثة في حي الشيخ جراح دعماً وتضامناً مع العائلات المهددة بالإخلاء من منازلها في الحي، في وقت تغلق فيه قوات الاحتلال منذ الصباح المدخل الرئيس للحي وتمنع غير أهاليه من دخوله.
وكانت القوى الوطنية والإسلامية دعت إلى الإضراب الشامل في كل الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي مخيمات اللجوء والشتات، اليوم الثلاثاء، مطالبة بالمشاركة الواسعة في الفعاليات الوطنية والجماهيرية انطلاقاً من مراكز المدن والقرى والمخيمات إلى مناطق التماس مع الاحتلال عند الساعة الواحدة ظهراً، لتجسيد الوحدة الوطنية وتحت علم فلسطين، والتأكيد على دعوة لجنة المتابعة العليا في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 بالإضراب الشامل.
كما دعت القوى إلى التصدي للمستوطنين واعتداءاتهم الإجرامية المتواصلة بحماية جيش الاحتلال وما يتطلبه من سرعة إنجاز لجان الحماية والحراسة للقرى والبلدات التي تتعرض لاعتداءات المستوطنين والتصدي لهم.
وفي الوقت الذي دعت فيه إلى التكاتف لوقف المجازر بحق الشعب الفلسطيني، شددت القوى على ضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وفرض مقاطعة شاملة على الاحتلال ومحاكمته على هذه الجرائم التي تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، خاصة أمام المحكمة الجنائية الدولية.
في غضون ذلك، أعلن الاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين، الإضراب الشامل بكافة مدارس ومقار الوزارة ومديرياتها، ودعا المعلمين والعاملين للمشاركة الفاعلة في التظاهرات التي ستعم فلسطين، كما أعلن اتحاد نقابات أساتذة وموظفي الجامعات الفلسطينية الإضراب الشامل، في كافة الجامعات ومؤسسات التعليم العالي، والانخراط والمشاركة في الفعاليات الوطنية النضالية لدعم صمود الشعب الفلسطيني في وجه العدوان الإسرائيلي.
كذلك، قررت الحكومة الفلسطينية مشاركة موظفي القطاع العام في الإضراب، باستثناء وزارة الصحة والهيئات المحلية والمؤسسات الخدماتية التي ستعمل بنظام حالة الطوارئ لمواصلة تقديم خدماتها للمواطنين.
من جانبها، أعلنت اللجنة العليا لقطاع النقل العام، عن الإضراب الشامل لجميع مركبات النقل العام، بينما أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية أن طاقمها القانوني سيعلق أعماله أمام محكمتي "عوفر" و"سالم" الإسرائيليتين اليوم الثلاثاء، استجابة لنداء الإضراب العام والشامل.
كما أعلن أسرى حركة "فتح" في سجن عسقلان الإضراب الشامل والاستنفار، داعين الشعب الفلسطيني لتصعيد المواجهة الشاملة في وجه الاحتلال.