قبيل ساعات قليلة من انطلاق أعمال المؤتمر الإقليمي الذي تستضيفه العاصمة العراقية بغداد، بمشاركة دول جوار العراق، إضافة إلى دول عربية، بدأت قوات الأمن العراقية عملية انتشار واسعة في عموم مناطق العاصمة، بالتزامن مع ترقب وصول طائرات الوفود المشاركة.
وفي وقت متأخر من ليل الجمعة، وصل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ليكون أول القادة الذين يصلون إلى العاصمة بغداد للمشاركة في المؤتمر، وقد وجرى استقبال رسمي للرئيس الفرنسي والوفد المرافق له، بحضور رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي وعدد من الوزراء والمسؤولين العراقيين.
ويسعى المؤتمر الذي يحضره عدد من القادة، لحشد الدعم الإقليمي والدولي من أجل العراق، بهدف تعزيز استقراره وازدهاره، ودعم الجهود المتواصلة التي يبذلها لمواجهة التحديات الضخمة على الصعيد الأمني والاقتصادي، فضلاً عن سعيه لخفض مستوى التوتر بالمنطقة.
ومنذ ليل أمس انتشر المئات من عناصر جهاز مكافحة الإرهاب في المنطقة الخضراء التي سيعقد فيها المؤتمر ومحيطها، فيما انتشرت قوات من الجيش والشرطة الاتحادية في عدد من مناطق العاصمة، ولا سيما القريبة من المنطقة الخضراء وقرب شارع مطار بغداد الدولي.
وقال ضابط في قيادة عمليات بغداد، إن "الخطة الأمنية بدئ بتنفيذها منذ عدة أيام، وإن الوضع في العاصمة مطمئن جداً"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أنّ "العاصمة لم تشهد قطوعات في الطرق، وأن الانتشار الأمني نُفِّذ بشكل منظم، ولم يؤثر بحركة السير والمرور فيها".
ويحظى المؤتمر بدعم غير مسبوق من قادة القوى السياسية العراقية، وقال عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، النائب فرات التميمي، إن "المؤتمر جاء في ظرف صعب واستثنائي، وهو بداية لتحريك المياه الراكدة بين الدول المتخاصمة في المنطقة"، مؤكداً في تصريح صحافي أنّ "المؤتمر يأتي في وضع صعب واستثنائي تعيشه المنطقة والعالم عموماً والعراق خصوصاً من خلال التوجه إلى حل المشاكل وتقريب وجهات النظر وتخفيف حدة الصراع والابتعاد عن التصادم".
يحظى المؤتمر بدعم غير مسبوق من قبل قادة القوى السياسية العراقية
وأشار التميمي إلى أن "العراق يحاول الاستفادة من علاقاته المتميزة خارجياً، للبحث عن نقاط التقاء بين الفرقاء في العالم والمنطقة، وصولاً إلى معالجة أغلب المشاكل من خلال وضع خريطة طريق متفق عليها لحل تلك الخلافات وفقاً للمصالح المشتركة لجميع الدول"، مؤكداً أنّ "موقع العراق الجغرافي يجعله محط استقطاب واهتمام دولي يخدمه في لعب ورقة التقارب وتخفيف الأزمات وحدة التوتر، ولا سيما بين الدول الجارة، ومنها إيران والسعودية".
"نهاية" مرحلة الانغلاق السياسي
النائبة عن تحالف القوى العراقية، انتصار الجبوري، عدّت المؤتمر "نهاية لمرحلة الانغلاق السياسي التي مرّ بها العراق، وقالت لـ"العربي الجديد"، إن "الحضور العربي والدولي والدعم الواسع للمؤتمر، يؤشران على نهاية مرحلة الانغلاق السياسي التي عانى منها العراق لسنوات طويلة"، معربة عن أملها بأن "يخرج المؤتمر بتفاهمات في كثير من الملفات العالقة بين الدول، وأن يكون للعراق دور في فك أزمات المنطقة".
وأكدت أن "مجرد اللقاء بين الدول المتنازعة هو خطوة مهمة للحلول، وأن العراق سيكون نقطة انطلاق الحلول وتقريب وجهات النظر".
وفي ساعة متأخرة من مساء الجمعة أعلنت الولايات المتحدة الأميركية مساندتها لمؤتمر بغداد الذي سيعقد اليوم السبت.
وقالت وزارة الخارجية العراقية، في بيان لها، إن وزير الخارجيّة فؤاد حسين، أجرى اتصالاً هاتفياً بمستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي جاك سوليفان، شدد خلالها الأخير على "أهمية عقد مؤتمر بغداد"، واصفاً المؤتمر بأنه "دليل على فعالية العمل الدبلوماسي العراقي".
وأكد أن "الولايات المتحدة الأميركية تساند عقد هذا الاجتماع".
وتشارك في المؤتمر كل من تركيا وإيران والأردن والكويت ومصر وقطر والإمارات العربية والسعودية وفرنسا، فضلاً عن الجامعة العربية ومنظمات دولية.