الاحتلال الإسرائيلي يتوعد "حزب الله" بعملية عسكرية بحال حصوله على ألف صاروخ دقيق

25 فبراير 2021
قلق إسرائيلي من جهود "حزب الله" للتزود بكميات أكبر من سلاح دقيق الإصابة (فرانس برس)
+ الخط -

حذّر  جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، من امتلاك "حزب الله" ألف صاروخ دقيق الإصابة، موضحاً أن ذلك يُعَدّ خطاً أحمر يتطلب من إسرائيل القيام بعمل عسكري ضده.

وقال عيران نيف، قائد "لواء الطرق القتالية" في الجيش الإسرائيلي، إن "قرار شنّ عمل عسكري ضد حزب الله سيكون قراراً صعباً، لكن ليس بوسعنا الفرار منه"، مشدداً على أن مشروع الصواريخ الدقيقة لدى "حزب الله"، يُعَدّ ثاني أكبر تهديد استراتيجي لإسرائيل بعد المشروع النووي الإيراني.

وفي تقرير نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" في عددها الصادر اليوم، وأعده معلقها العسكري يوآف ليمور، أكد نيف أن "سبل مواجهة خطر الصواريخ الدقيقة لدى حزب الله يهيمن على تقديرات الموقف والمناورات التي يجريها الجيش"، مشدداً على أن الجيش يحرص على توفير الردود على هذا التحدي.

وأضاف: "حتى الآن نحن نحاول العمل (ضد المشروع) بطرق إبداعية أخرى، حتى لا نضطر إلى الوصول إلى هناك"، على حد تعبيره.

ونقلت الصحيفة عن تامير هايمان، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" قوله إن "حزب الله يملك حالياً بضع عشرات من الصواريخ الدقيقة، ونحن في إسرائيل قلقون من جهود حزب الله للتزود بكميات أكبر بسلاح دقيق الإصابة حتى يتمكن من إصابة أهداف نوعية في الحرب القادمة، ولا سيما قواعد سلاح الجو، مرافق الطاقة ومؤسسات حكم".

حزب الله يملك حاليا بضع عشرات من الصواريخ الدقيقة، ونحن في إسرائيل قلقون من جهود حزب الله للتزود بكميات أكبر بسلاح دقيق الإصابة

ولفتت الصحيفة إلى أن جيش الاحتلال استثمر جهوداً كبيرة في محاولاته لمنع "حزب الله" من الحصول على صواريخ ذات دقة إصابة عالية، مشيرة إلى أن عدداً كبيراً من الغارات التي نُفذت في سورية ونُسبت إلى إسرائيل استهدفت بشكل خاص إحباط أو تشويش تهريب السلاح الدقيق إلى لبنان.

وأوضحت "يسرائيل هيوم" أنه في إطار التحرك للتغلب على العمليات الإسرائيلية، انتقل "حزب الله" وإيران من محاولات تهريب الصواريخ الدقيقة إلى لبنان، إلى محاولة تهريب المنظومات التي يمكن تركيبها على صواريخ عادية وتحويلها إلى صواريخ ذات دقة إصابة عالية.

وذكرت أن كل منظومة من هذه المنظومات تضمّ حاسوباً صغيراً، جهاز "جي بي أس" وأجنحة لتوجيه الصاروخ.

وحسب قيادات عسكرية تحدثت إليها الصحيفة، فإن إسرائيل مطالبة بتصميم خطوط حمراء واضحة في كل ما يتعلق بمشروع الصواريخ الدقيقة الذي يعكف عليه "حزب الله"، على اعتبار أن هذا التهديد التقليدي "يمكن أن يصل إلى مستويات غير مسبوقة، وهذا ما جعل المستويات العسكرية تحدد عدد الصواريخ الدقيقة التي يمثل حصول حزب الله عليه مسوغاً للقيام بعمل عسكري ضده".

وأعادت الصحيفة إلى الأذهان حقيقة أنه لم يحدث أن شنت إسرائيل حتى الآن "حرباً وقائية" لإحباط توجه دولة أو تنظيم للتزود بمنظومات قتالية.

من جانبه، قال عاموس يادلين، الرئيس السابق لـ"أمان" للصحيفة: "علينا تحديد الظروف المناسبة للعمل ضد مشروع الصواريخ الدقيقة، مع الافتراض أن هذا العمل يمكن أن يفضي إلى تصعيد واسع النطاق".

وحسب يادلين، الذي يرأس حالياً "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي، فإن امتلاك "المحور الإيراني المئات من الصواريخ دقيقة الإصابة، ولا سيما لدى حزب الله، يمكن أن يفضي إلى تضرر المرافق المدنية وشلّ منظومات حيوية. هذا تهديد استراتيجي يجب عدم السماح بتطوره".

وأردف قائلاً إنه "إذا كثف حزب الله جهوده الرامية إلى التزود بالمزيد من الصواريخ الدقيقة، فإن على إسرائيل أن تدرس توجيه ضربة وقائية بهدف منعه من ذلك".

وفي المقابل، نقلت الصحيفة عن قيادات عسكرية أخرى قولها إن على إسرائيل استغلال تصعيد ميداني على الحدود الشمالية وتوجيه ضربة إلى مشروع الصواريخ الدقيقة، محذرة من المبادرة للقيام بعمل عسكري مباشر ضد هذا المشروع، على اعتبار أن هذا السيناريو سيقود إلى اندلاع حرب.