الانتخابات الرئاسية الإيرانية: المرشح الإصلاحي بزشكيان يتصدر استطلاعات الرأي

24 يونيو 2024
بزشكيان يلقي كلمة في غرفة التجارة والصناعة بطهران، 23 يونيو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- مسعود بزشكيان، المرشح الإصلاحي، يتصدر استطلاعات الرأي للانتخابات الرئاسية الإيرانية، متفوقًا على منافسيه المحافظين مثل محمد باقر قاليباف وسعيد جليلي، مع تزايد شعبيته بين الناخبين.
- المعسكر المحافظ يواجه خلافات داخلية ودعوات للتحالف خلف مرشح واحد لزيادة فرص الفوز ضد بزشكيان، فيما يؤكد بزشكيان على أهمية المشاركة الواسعة في الانتخابات والوحدة.
- تأكيدات من صحيفة كيهان المحافظة وتحليلات تشير إلى أهمية التوحد والتحالف داخل المعسكر المحافظ لمواجهة تزايد شعبية بزشكيان، مع توقعات بمشاركة نشطة من الناخبين وإمكانية جولة إعادة للانتخابات.

في حين لم يتبق سوى أيام معدودة لإجراء الانتخابات الرئاسية الإيرانية يوم الجمعة المقبل، بات المرشح الإصلاحي الوحيد مسعود بزشكيان يتصدر معظم استطلاعات الرأي في البلاد، مما زاد من حظوظه بالظفر في الرئاسة الإيرانية، في وقت تتواصل الخلافات في المعسكر المحافظ رغم تصاعد الدعوات والنداءات إلى ضرورة الإجماع على مرشح واحد.

وتظهر نتائج استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "متا" الإيرانية يومي السبت والأحد الماضيين، نشرتها وكالة تسنيم المحافظة، اليوم الاثنين، أن المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان بات يتقدم على منافسيه المحافظين، حيث أكدت البيانات أن 24.4% من المستطلعة آراؤهم من بين 1500 شخص أكدوا أنهم سيصوتون لبزشكيان، مقابل 23.4% للمرشح المحافظ محمد باقر قاليباف و21.5% للمرشح المحافظ سعيد جليلي. كما حصل المرشحون المحافظون الآخرون أمير قاضي زادة هاشمي وعلي رضا زاكاني ومصطفى بور محمدي على 4.5% و2.4% و2% من الأصوات.

وتشير نتائج استطلاع "متا" للرأي إلى ارتفاع مستمر في نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية الإيرانية المبكرة، مع ارتفاعها إلى 51.7%، فضلاً عن أن 21.8% أيضاً لم يقرروا بعد التصويت لأي من المرشحين. فيما ذكرت مؤسسة ديتاك لقياس الأفكار أن بزشكيان يتصدر نتائج آخر استطلاع للرأي أجرته المؤسسة، بحصوله على 32% من الأصوات، يليه جليلي بـ29%، ثم قاليباف بـ23%.

كما تؤكد نتائج أحدث استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "إيسبا" التابعة لمنظمة الجهاد الجامعي الحكومية، تقدم المرشح الإصلاحي على بقية المرشحين وارتفاع أصواته ارتفاعاً ملحوظاً مقارنة باستطلاعات رأي سابقة، علماً أن "إيسبا" واجهت اتهامات خلال الأيام الأخيرة بالانحياز إلى المرشح المحافظ سعيد جليلي بعد مشاركة نائب رئيس المؤسسة حسن فارسي في مناظرة تلفزيونية في القناة الثالثة لمصلحة جليلي. وبحسب نتائج هذا الاستطلاع للرأي، الذي قالت "إيسبا" إنها أجرته يومي السبت والأحد الماضيين مع 4057 شخصاً في أنحاء إيران، فإن بزشكيان يتصدرها بحصوله على 24.4% من أصوات المستطلعة آراؤهم، ويليه جليلي بـ24%، ثم قاليباف بـ14.7%.

وتظهر نتائج ثلاثة استطلاعات للرأي، أجرته "إيسبا" في الآونة الأخيرة أن أصوات بزشكيان باتت ترتفع ارتفاعاً ملحوظاً من 19.8% في أواخر الأسبوع الماضي إلى 24.4 % مطلع هذا الأسبوع، فيما تتراجع أصوات المرشحين المحافظين جليلي وقاليباف، إذ انخفضت أصوات جليلي من 26.2% إلى 24% وقاليباف من 19% إلى 14.7%.

ووفق الاستطلاع الجديد لـ"إيسبا"، فإن نسبة الناخبين الذين سيشاركون حتماً في الانتخابات الرئاسية الإيرانية تبلغ 43.9%، ونسبة الناخبين الذين أكدوا أنهم لن يشاركوا بلغت 27.9%. كما أن نسبة الناخبين الذين لم يقرروا بعد هي 14.8%. و7.7% من المستطلعة آراؤهم قالوا إنهم على الأغلب سيشاركون في الانتخابات، و5.7% منهم أكدوا أن احتمال مشاركتهم بالانتخابات ضعيف.

خلاف المحافظين في الانتخابات الرئاسية الإيرانية

في غضون ذلك، ذكرت صحيفة خراسان المحافظة، في عددها الصادر اليوم الاثنين، أن استطلاعات رأي أجريت في البلاد خلال 72 ساعة ماضية، تؤكد تحسناً ملحوظاً في موقع المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان، مضيفة أن المحافظين لا خيار أمامهم إلا الإجماع. وأضافت الصحيفة أن هناك تنافساً محموماً بين المرشحين المحافظين قاليباف وجليلي، مرجحة فوز بزشكيان في حال اتجهت الانتخابات إلى جولة إعادة.

ودعا المرشح الإصلاحي اليوم الاثنين، في كلمة في مدينة شهريار جنوب غربي طهران، المواطنين الإيرانيين إلى "الوحدة" والمشاركة بكثافة في الانتخابات لمنع فوز من وصفهم بأنهم "الأقلية"، قائلاً إن المواطنين يحق لهم "المشاركة في السلطة على أساس الكفاءة".

وقال بزشكيان: "يقولون لن نسمح أن تصبح رئيساً، لكن الشعب والله يختاران"، وذلك في إشارة إلى تصريحات المرشح المحافظ عليرضا زاكاني في المناظرة الثالثة حيث خاطب بزشكيان بالقول إنه "لن نسمح أن تصبح رئيساً". وأكد المرشح الإصلاحي أن التنمية غير ممكنة في ظل الصراع مع العالم، قائلاً إن "كل مقاطع (الانتخابات السابقة) يكون قد صوت للأقلية. يجب أن تنزلوا إلى الساحة ولا تسمحوا بوصول الأقلية إلى السلطة"، وفق موقع اعتماد أونلاين الإصلاحي.

من جهته، قال علي عبد العلي زادة، رئيس حملة بزشكيان الانتخابية، في مؤتمر صحافي اليوم الاثنين، إن قاليباف كان سابقاً أهم منافس له، لكن اليوم بات جليلي منافساً رئيسياً لبزشكيان. وأضاف أن "ذوبان جليد الأصوات الرمادية" سيظهر خلال الأيام المقبلة لمصلحة المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان. وأوضح أن اشتراط جبهة الإصلاحات الإيرانية (المظلة الشاملة للقوى الإصلاحية) مشاركتها في الانتخابات بمصادقة مجلس صيانة الدستور على أهلية أحد مرشحيها "كان مؤثراً" في منح الثقة له.

وبينما تزداد حظوظ مسعود بزشكيان، تستمر الخلافات في المعسكر المحافظ خاصة بين المرشحين البارزين محمد باقر قاليباف وسعيد جليلي، وسط دعوات متزايدة لهما إلى التحالف لمنع فوز بزشكيان. في الأثناء، أكد نائب رئيس البرلمان علي نيكزاد، رئيس الحملة الانتخابية لقاليباف، اليوم الاثنين، أن الأخير لن ينسحب من السباق الرئاسي وسيبقى مرشحاً منافساً إلى حين إجراء الانتخابات.

إلى ذلك، زادت في الأيام الأخيرة الانتقادات المبطنة في تصريحات المرشح الرئاسي سعيد جليلي ضد قاليباف، من دون ذكر اسمه، الأمر الذي يشي برفضه الانسحاب لمصلحته. في غضون ذلك، دعا المرشح المحافظ رئيس بلدية طهران علي رضا زاكاني إلى إجماع المرشحين المحافظين على مرشح واحد، وفق وكالة تسنيم المحافظة. وقال زاكاني، اليوم الاثنين في برنامج انتخابي في طهران، إن من بين 6 من مرشحي الرئاسة الإيرانية "أربعة منهم لديهم توجهات قريبة بعضها من بعض"، مشيراً إلى أن المرشحين مسعود بزشكيان ومصطفى بور محمدي يسلكان طريقاً آخر. وأضاف زاكاني أنه "إذا كان هناك مخاطر، فإنه وفق العقل والدين يجب أن نجلس ونتفاهم".

من جهتها، خاطبت صحيفة كيهان المحافظة، المرشحين المحافظين بالقول: "لستم على درب الشهيد رئيسي إن لم تتحالفوا" في إشارة إلى الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي. وأضافت أن المرشحين إذا "كانوا حقا على اعتقاد رصين بخطاب الثورة ومؤسسها آية الله الخميني ومرشدها علي خامنئي فعليهم أن يتحالفوا لمصلحة مرشح واحد". واتهمت من وصفهم بأنهم "قادة وأصحاب الفتنة" وآخرين وصفتهم بـ"العمالة لأعداء الجمهورية الإسلامية" بدعم المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان الذي قالت إنه لم ينزل إلى ساحة السباق الرئاسي بهويته المعروفة، متهما إياه بجهل هوية أنصاره.

وأشار الناشط السياسي المحافظ عليرضا تقوي نيا، أمس الأحد، في حديثه مع "العربي الجديد"، إلى "وجود خلافات جادة في الأسس" الفكرية والسياسية بين قاليباف وجليلي وأنصارهما، إذ يرى مؤيدو الأخير أن قاليباف استمرار لحكومة "كوادر البناء" (أبناء مدرسة الرئيس الأسبق الراحل هاشمي رفسنجاني) أو "تكنوقراط لكن بغطاء ثوري". وعن المرشح الأوفر حظاً لينال في نهاية المطاف ثقة المحافظين ليكون مرشحهم النهائي إن قرروا التحالف، يقول تقوي نيا إن قاليباف "هو المرشح الجامع للشرائط" أكثر من جليلي، ويحظى بدعم أكثر من القوى المحافظة والبرلمانيين، "لكن أصوات جليلي في الشارع أكثر من قاليباف"، ولذلك يستبعد أن يتحالف المرشحان.

كما شدد رئيس تحرير صحيفة فرهيختغان الإيرانية، المحافظ مسعود فروغي، في حديث مع "العربي الجديد"، على أن المحافظين إذا ما أرادوا الفوز في الجولة الأولى "فلا خيار أمامهم إلا الإجماع على مرشح واحد والتصويت لشخص واحد". غير أنه يقول في الوقت ذاته إنّ التوصل إلى مرشح محافظ واحد متفق عليه لا يعني "حسم الفوز"، داعياً إلى الانتظار لمعرفة مدى نجاح بزشكيان في استقطاب أصوات جماهير الإصلاحيين الصامتة. ويضيف أن المحافظين أو الأصوليين، بسبب وجود عدة مرشحين من التيار، يواجهون تشتتاً وانقساماً في الأصوات، مرجحاً جولة إعادة للانتخابات الرئاسية في ظل الواقع الراهن.

ووفق قانون الانتخابات الإيراني، إذا لم يحصل أي من المرشحين على النصف زائداً واحد من الأصوات في الانتخابات الرئاسية الإيرانية فستُعاد الانتخابات في الجمعة التي تليها، أي بعد أسبوع. ويبلغ عدد من يحق لهم التصويت في هذه الانتخابات أكثر من 61 مليون ناخب إيراني.