الشهيد الفلسطيني محمد البايض.. من عبء إعالة العائلة إلى هم الدفاع عن الوطن

رام الله

جهاد بركات

جهاد بركات
22 يوليو 2023
الفتى الفلسطيني محمد البايض.. عاش يتيماً ورحل شهيداً
+ الخط -

منذ طفولته، عاش الفتى محمد فؤاد البايض (17 عاماً) يتيم الأب، ليتحمل بعدها عبء إعالة عائلته، لكن تلك المسؤولية اتسعت لتحمل هم الوطن ورفض الاستيطان، حتى استشهد أمس الجمعة، في قرية أم صفا شمال غرب رام الله وسط الضفة الغربية، برصاص الاحتلال، خلال مواجهات رافضة للاستيطان.

وشيع جثمان الشهيد البايض إلى مثواه الأخير في مقبرة مخيم الجلزون شمال رام الله، بعد أن ودعه ذووه في منزل يعود لأقاربه في بلدة جفنا المجاورة، بعد يوم من استشهاده في قرية أم صفا.

والبايض فتى لاجئ من قرية الدوايمة المهجرة عام 1948، وهو يتيم الأب منذ كان في عمر ست سنوات، حيث توفي والده نتيجة إصابته بالسرطان، وله شقيقة واحدة وأختان وأخ غير شقيق.

استقبلت ميساء عواودة، والدة محمد، جثمان ابنها بالزغاريد، ومنعت قريباتها من البكاء عليه، قائلة إنه وصاها بعدم البكاء، فيما روت لـ"العربي الجديد"، اللحظات الأخيرة له معها صباح أمس الجمعة، قبل توجهه للمشاركة في الفعاليات المناهضة للاستيطان في قرية أم صفا حيث منزل جده.

وقالت عواودة: "صباح أمس، أتى وودعني وقبل رأسي ورجلي، وأهداني مسبحة وعطراً، وطلب مني مسامحته في حال استشهد، حينها قلت له: الله يطعمك الشهادة مقبلاً غير مدبر، إن كنت تريد أن تستشهد فافعل شيئاً يرفع الرأس، لا أن تستشهد غدراً في ظهرك".

استقبلت ميساء عواودة، والدة محمد، جثمان ابنها بالزغاريد (ناصر ناصر/أسوشييتد برس)

ترك محمد المدرسة منذ الصف التاسع كما تؤكد عائلته، فهو أراد كما كان يقول لوالدته أن يعمل من أجلها ومن أجل أخواته، وتؤكد والدته أنه وخلال جائحة كورونا رفض التوقف عن العمل، وأكمل عمله في مزرعة للأبقار، وكان دائماً يعطيها أجره الذي يتقاضاه، حتى أنه كان أحياناً يعطيها الأجر من أجل شقيقته، ويصطحب أخواته للترفيه عنهن إلى مدينة رام الله.

وتقول شقيقته كاملة لـ"العربي الجديد"، إنه رغم كونه شقيقها الأصغر، فقد كان لها الأب والأخ والسند، وترك المدرسة منذ الصغر وقال إنه يريد أن يعمل ويعتني بأخواته، وحتى قبل أن يترك الدراسة، كان يعمل بعد الدوام المدرسي.

منذ شهر تقريباً، اختلفت حياة محمد كما تقول شقيقته، مضيفةً: "عمل بما فيه الكفاية"، بينما تؤكد والدته كذلك أنه كان يكثر من الحديث عن الشهادة، وأخبرها بأن الرصاصة التي كانت قد أصابت الشهيد عبد الجواد صالح (24 عاماً)، الذي استشهد الأسبوع الماضي، كانت تبعد عنه مسافة قصيرة جداً، ولو أنه ابتعد قليلاً لأصابته بدلاً من صالح.

تودع شقيقها إلى مثواه الأخير (ناصر ناصر/أسوشييتد برس)

سر التغير كما تقول والدته، أنه كان يرى ما يفعله الاحتلال للشبان الفلسطينيين، الشهداء، وكذلك ما يحصل في المسجد الأقصى من اقتحامات، ويحدثها عنها، فضلاً عن استشهاد أبن عمه الفتى فارس البايض (16 عاماً) في عام 2016.

ويؤكد عمه رائد البايض، في حديث مع "العربي الجديد" أن كل ما فعله ابن شقيقه أنه رشق جيش الاحتلال بالحجارة، عندما اقتحم قرية أم صفا حيث منزل جده كبقية الفتية الذين تحركهم جرائم الاحتلال، مشيراً إلى أن محمد كان يحمل انتماءً عميقاً للوطن، وكان يحلم بالشهادة.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أعلنت، أمس الجمعة، استشهاد البايض متأثراً بإصابة خطيرة في الرأس، أصيب بها في قرية أم صفا.

وتشهد قرية أم صفا منذ أسابيع تحركات احتجاجية ضد محاولات المستوطنين السيطرة على أراضيهم، وكان قد تم إزالة بؤرة استيطانية، الأسبوع الماضي، بعد سلسلة من الفعاليات الشعبية، لكن المستوطنين استمروا في محاولة السيطرة على الأراضي.

وفي 24 يونيو/ حزيران الماضي، هاجم مستوطنون عدداً من منازل القرية، وأحرقوا عدداً منها، بعد أيام من تمكن الأهالي من طرد مستوطنين من أراضيهم.

ذات صلة

الصورة
وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش / 3 يونيو 2024 (Getty)

سياسة

أعلن وزير المالية  الإسرائيلي والوزير في وزارة الأمن بتسلئيل سموتريتش، الاثنين، أن العمل نحو فرض السيادة الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة قد بدأ
الصورة
الاحتلال الإسرائيلي يمنع قطف الزيتون في قرية بركة، رام الله في 20 أكتوبر 2024 (الأناضول)

اقتصاد

منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، مزارعين فلسطينيين ومتضامنين من الوصول إلى الأراضي لقطف الزيتون في قرية برقة شرق رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة.
الصورة
طولكرم تشيع جثامين 18 شهيداً جراء قصف إسرائيلي 4/10/2024 (جعفر اشتية/فرانس برس)

سياسة

اختلطت الأنقاض التي عملت الطواقم الفلسطينية على إزالتها من آثار قصف طائرات الاحتلال الحربية في مخيم طولكرم شمال الضفة الغربية، مع أنقاض الاجتياحات السابقة
الصورة
جرفات الاحتلال تهدم منزلاً تحصن فيه مقاومون في قباطية / جنين 13 يونيو 2024 (Getty)

سياسة

على مدار عشر ساعات كاملة خاض ثلاثة مقاومين في بلدة قباطية، جنوب مدينة جنين، شمالي الضفة الغربية، معركة غير متكافئة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي.
المساهمون