الصين: زيارات مسؤولين أميركيين إلى المنطقة تعكس مخاوف واشنطن بشأن استراتيجيتها الأمنية

06 يناير 2025
لقاء بواشنطن بين مسؤولين أميركيين ويابانيين، إبريل 2024 (أندرو كاباليرو رينولدز/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تراقب الصين جولات مسؤولين أميركيين في المحيطين الهندي والهادئ، حيث يزور جيك سوليفان وأنتوني بلينكن دولاً مثل الهند واليابان وكوريا الجنوبية لتعزيز التحالفات الاستراتيجية للولايات المتحدة.
- في الهند، يناقش سوليفان قضايا الشراكة النووية وسلاسل توريد أشباه الموصلات، بينما يلتقي بلينكن في كوريا الجنوبية لتعزيز الجهود الثلاثية مع اليابان، ويؤكد في طوكيو على أهمية التعاون الثلاثي.
- تشير وسائل الإعلام الصينية إلى أن هذه الزيارات تعكس قلق الولايات المتحدة بشأن الحفاظ على حلفائها في ظل المنافسة بين القوى العظمى، مع تركيز إدارة بايدن على تعزيز التحالفات الأمنية والعسكرية.

تراقب الصين عن كثب جولات مكثفة لمسؤولين أميركيين في المنطقة، قبيل أيام قليلة من نهاية ولاية جو بايدن الرئاسية. وقالت وسائل إعلام صينية، اليوم الاثنين، إن تكثيف زيارات مسؤولين من إدارة جو بايدن لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ في الأيام الأخيرة من ولايته الرئاسية، يعكس رغبة واشنطن في ضمان استمرار حلفائها في خدمة مصالحها الاستراتيجية، حيث يجري كل من مستشار الأمن القومي جيك سوليفان ووزير الخارجية أنتوني بلينكن زيارات متزامنة لعدة دول في المنطقة، من بينها الهند، واليابان، وكوريا الجنوبية.

وبحسب البيت الأبيض، من المقرر أن يجري سوليفان محادثات في نيودلهي، اليوم الاثنين، مع مستشار الأمن القومي الهندي أجيت دوفال، وسوف تتناول المحادثات مجموعة من القضايا عبر نطاق الشراكة بين الولايات المتحدة والهند، من الفضاء، والدفاع، والتعاون التكنولوجي الاستراتيجي، إلى أولويات الأمن المشتركة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

وسيلتقي سوليفان أيضاً خلال زيارته بوزير الشؤون الخارجية الهندي إس جايشانكار، ومن المتوقع أن يزور رئيس الوزراء ناريندرا مودي. وسيناقش الجانبان مجموعة من القضايا، بما في ذلك الشراكة النووية المدنية، والقدرة الزائدة للصين في سلاسل توريد أشباه الموصلات والأدوية الحيوية، والتعاون التكنولوجي الاستراتيجي بين البلدين.

وفي الوقت نفسه، وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم الاثنين، إلى كوريا الجنوبية، وسط الاضطرابات السياسية التي تشهدها سيول، ومن المقرر أن يلتقي مسؤولين كباراً في الحكومة الكورية الجنوبية، وسيناقش معهم كيفية تعزيز الجهود الرئيسية لتعزيز منطقة المحيطين الهندي والهادئ، فضلاً عن الجهود الثلاثية مع اليابان.

وفي طوكيو، سيلتقي بلينكن في وقت لاحق بكبار المسؤولين الحكوميين اليابانيين لمراجعة التقدم الهائل الذي أحرزه التحالف بين الولايات المتحدة واليابان على مدى السنوات القليلة الماضية. وسيؤكد بلينكن على أهمية التحالف في معالجة مجموعة من القضايا الثنائية والإقليمية والعالمية، ومواصلة البناء على زخم التعاون الثلاثي بين الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية. هذا، وكان البنتاغون قد أعلن الأسبوع الماضي أن وزارة الخارجية الأميركية وافقت على بيع محتمل لصواريخ جو-جو متوسطة المدى، ومعدات ذات صلة لليابان بقيمة تقدر بنحو 3.64 مليارات دولار.

من جهتها، قالت صحيفة غلوبال تايمز الحكومية الصينية إن هذه الزيارات تشير إلى أن الولايات المتحدة تشعر بالقلق بشأن ما إذا كان حلفاؤها قادرون على خدمة مصالحها الاستراتيجية بشكل مستمر ودون هوادة، في سياق المنافسة بين القوى العظمى. وأضافت أن السياسة الخارجية لإدارة بايدن تتميز بالتركيز على تعزيز التحالفات الأمنية والعسكرية، وإنشاء شبكة أوسع وأكثر قوة من الشركاء. وقد ترك هذا النهج لإدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب إرثاً دبلوماسياً كبيراً للتعامل معه، ما أدى إلى تعقيد جهودها لرفض أو إلغاء سياسات بايدن تماماً.

ولفتت إلى أنه مع اقتراب بايدن من نهاية ولايته، فإن الزيارات المكثفة التي يقوم بها مسؤولون من إدارته للدول الحليفة قد تحدّ من مرونة ترامب وحريته في إدارة السياسة الخارجية المتعلقة بهذه التحالفات. ونقلت الصحيفة الصينية عن لي هايدونغ، الأستاذ في جامعة الشؤون الخارجية الصينية، قوله: "في حين تلتزم دول المنطقة بالتنسيق والتعاون وسط عدم الاستقرار، لا يزال المسؤولون من الحكومة الأميركية يصرون على زيارة المنطقة". وأضاف أن هذا يشير إلى أن الولايات المتحدة ليست قلقة بشأن الاستقرار الداخلي لحلفائها، بل إنها تركز على ما إذا كان من الممكن دمج هؤلاء الحلفاء إلى أقصى حد في المصالح الاستراتيجية الأميركية، لافتاً إلى أن الحلفاء الذين يتوافقون مع المصالح الاستراتيجية الأميركية هم أولئك الذين تسعى الولايات المتحدة إلى رعايتهم، في حين أن أولئك الذين لا يتوافقون معها من المرجح أن يتعرضوا للضغوط والعقوبات الاقتصادية.