وصف الرئيس التونسي السابق، منصف المرزوقي، تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي اتهم فيها المفتي العام للقدس أمين الحسيني، بتحريض هتلر على تنفيذ محرقة اليهود في أوروبا، بالغباء.
وكتب المرزوقي في منشور على صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك" إن نتنياهو يلقي بمسؤولية أفظع مجازر التاريخ على عربي مسلم، وهو بالتالي يثبت قاعدة تكتشفها في كل معاملاتك مع البشر أيا كان المستوى: الحقد لا يجعل المرء شريرا فحسب، وإنما يجعله غبيا.
وأشار المرزوقي إلى أن ما غاب عن نتنياهو هو أن الافتراء يجب أن يبقى في حدود المعقول، وإلا سقطت حتى المقولة الشهيرة لغوبلز وزير دعاية هتلر: اكذبوا، اكذبوا لا بدّ أن يبقى شيء ما، معتبراً أنه من كذبة نتنياهو لن يبقى شيء وإنما عاصفة من الاستهجان والسخرية.
وتوقف المرزوقي في نصه عند ما يحدث في الأراضي المحتلة من اعتداءات على الفلسطينيين، مشدٰدا على أن ما سيبقى بالفعل هو وعي العالم المتزايد بالقمع المسلّط على الفلسطينيين ورفض نتنياهو لكل سلام عادل ومحاولة الاستيلاء على ثالث الحرمين، وأمره بإطلاق النار على المتظاهرين ومواصلة الاستيطان وتقطيع أوصال ما بقي من فلسطين.
كما رأى أن الشعار الذي ترفعه السياسة الإسرائيلية هذه الأيام، عينة أخرى من غبائها حين تعتبر أن ما لم تنجح القوة في فرضه فإن قوّة أكبر ستنجح فيه.
وردا على الإسرائيليين أشار إلى أن ما غاب عن أصحاب هذه النظرية العصماء أن كل قوة تواجه بالقوة، وكل قوة أكبر تواجه بقوة أكبر أيضا، وكم جرّب مفعول هذا القانون من غبي تجاهل دروس التاريخ.
وختم المرزوقي بأن فلسطين، عبر ما قدمت وما ستقدم من شهداء أبرار، مدرسة تعلّم كل الطغاة أن هناك شعوبا لا تخيفها القوة والقوة الأقوى لأنها لا تستمدّ طاقتها إلا منها لتكسر شوكة من يريد كسر شوكتها.
ويقوم المرزوقي حاليا بزيارة إلى باريس حيث ألقى منذ يومين محاضرة بعنوان "من حقوق الإنسان الى رأس السلطة: مسار ورؤية لفاعل غير عادي في التاريخ المعاصر".
اقرأ أيضاً الخارجية الفلسطينية: خطاب نتنياهو تحريضي ومليء بالكذب