أثار إعلان القوات الأمنية و"الحشد الشعبي"، تحرير محافظة ديالى بشكلٍ كامل، من قبضة تنظيم "الدولة الإسلاميّة" (داعش)، استغراب المتابعين للشأن العراقي، مشككّين بوصول التنظيم الى هذا المستوى الضعيف وحقيقة ما حدث، إذ لم يستمرّ الهجوم أكثر من يومٍ واحد فقط.
وأشار ضابط برتبة مقدم في عمليات دجلة، المتواجدة في محافظة ديالى، لـ"العربي الجديد"، إلى أنّه "لم يقع أيّ هجوم على قرى حوض، وسنسل، وحمرين، شمالي المقدادية (شمال شرقي ديالى)"، لافتاً إلى أنّ "داعش" كما هو معروف، سيطر على تلك المناطق منذ فترة، وتحصّن بها بشكلٍ كبير، ولديه ترسانة عسكرية كبيرة، وعناصره معروفون بالقتال حتى الموت، لكنّ ما حدث في تلك القرى، يثير الاستغراب".
وأوضح الضابط، الذي رفض الكشف عن اسمه، أنّ "اتفاقاً أبرم بين القيادة العسكرية وقيادة الحشد الشعبي من جهة، وقادة تنظيم "داعش" من جهةٍ أخرى، يقضي بعدم اشتباك التنظيم مع القوات الأمنية، مقابل حصول التنظيم على مبلغٍ مالي كبير".
كما لفت إلى أنّ "التنظيم باع تلك المناطق، وحصل على مبلغ 4 مليارات دينار عراقي، مقابل انسحابه من تلك المناطق"، مبيناً أنّه "بالفعل التزم التنظيم بالاتفاق، وعندما دخلت قواتنا إلى تلك المناطق، لم نجد عناصر التنظيم، وقد انسحبوا باتجاه الموصل".
إلى ذلك، اعتبر أن "داعش" غدر بهم رغم البيع، إذ قام التنظيم بتفخيخ المنازل والمتاجر والمباني العامة وزرع الطرقات بالألغام، الأمر الذي أوقع عشرات القتلى والجرحى في صفوف القوات الأمنية والحشد الشعبي، عند دخولهم تلك المناطق".
من جهته، أكّد عضو مجلس شيوخ محافظة ديالى، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أنّ "الهجوم على تلك القرى لم يستمر لأكثر من يومٍ واحد فقط"، مشيراً إلى أنّ "تحرير تلك المناطق أثار استغراب الجميع، فلم يكن أمراً معقولاً، أن يهزم التنظيم بهذه السهولة، كما أنّ القتال لو كان قد وقع لاستمر لعدة أيام حتى إذا قلنا إن داعش سيهزم".
بدوره، انتقد الخبير الأمني، واثق العبيدي، خطوة دفع مبالغ مالية لداعش مقابل انسحابه من مناطق سيطرته.
وأكّد العبيدي، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ "هذه الخطوة تعكس عدم إمكانية القوات الأمنية وعدم جهوزيّتها للقتال والدفاع عن البلد"، داعياً الجهات الحكوميّة إلى "استغلال تلك المبالغ في بناء وتجهيز وإعادة هيكلة الجيش العراقي، ليكون مؤسسة عسكريّة لها القدرة على الدفاع عن البلد".