دعا سياسيون ومختصون أردنيون حكومة بلادهم إلى إعادة فتح قنوات التواصل مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وعدم الاكتفاء بالتواصل مع السلطة الفلسطينية، واتخاذ موقف واضح بدعم المقاومة في مواجهة العدوان الإسرائيلي.
وقال النائب في البرلمان الأردني المحامي صالح العرموطي لـ"العربي الجديد" إن "ما جرى في فلسطين سابقة تاريخية في الصراع العربي الصهيوني، ولم تحقق الجيوش العربية ما حققته حركة المقاومة الإسلامية حماس عبر طوفان الأقصى، وفشلت ترسانة القوة التي لا تقهر في مواجهتها، مما يتطلب إعادة النظر في الخريطة السياسية للمنطقة، والتأكيد أن كل الاتفاقيات العبثية مع دولة الاحتلال لا تقدم أو تؤخر، والطريق الوحيد للتعامل مع الاحتلال القوة والمقاومة".
ورأى أن الأردن من أكبر المستفيدين مما أنجزته المقاومة، في مواجهة المشاريع التوسعية للاحتلال كإقامة جدار عازل، والدفع تجاه التوطين والتهجير، ومحاولاتهم تجاوز الوصاية على المقدسات، مشيراً إلى أن المقاومة أكدت عبر القائد محمد الضيف أهمية الدور الأردني.
وأضاف: "من واجب الأردن مد يده لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وفتح قنوات التواصل معها، وأن يكون هناك موقف أردني داعم للشعب الفلسطيني وخطاب واضح من وزارة الخارجية تجاه ما يرتكب اليوم في غزة من جرائم ومجازر، وليس الحديث عن ضبط النفس".
وأكد "ضرورة طرد السفير الإسرائيلي من الأردن، رغم سحب إسرائيل لطاقمها الدبلوماسي من عمّان والذي يدل بحسب العرموطي، على قوة حضور الشارع الأردني بمختلف مكوناته"، داعياً الحكومة العمل بصفتها عضوا في المحكمة الجنائية الدولية لإدانة دولة الاحتلال بجرائم الحرب ومنها حصار غزة وقطع الماء والكهرباء والغذاء عنها.
وشدد على أهمية إدانة العدوان على غزة خلال افتتاح مجلس النواب الأردني التاسع عشر لدورته الرابعة، غدا الأربعاء، والتأكيد على حق الفلسطينيين المطلق بالدفاع عن أنفسهم.
وفي السياق، قال مدير مركز القدس للدراسات السياسية، المحلل السياسي عريب الرنتاوي، في حديث مع "العربي الجديد": "أول مرة تشعر الدول الغربية إن إسرائيل نمر من ورق، بعد تحقيق المقاومة إنجازاً يشبه الإعجاز، والموقف الغربي اليوم يأتي منسجماً مع الإرث الاستعماري التاريخي لهذه البلدان، فالمشروع الصهيوني مشروع أوروبي بامتياز وترعاه حاليا الولايات المتحدة".
وأضاف: "شعبياً، الأردن اليوم يتضامن مع ما يحدث في غزة، بكل مشاعر الإسناد وهذا واضح في تصريحات القيادات الحزبية والنقابية والشعبية، والمطلوب زخماً أكثر في فعاليات المساندة لغزة، والمشاركة في حملات الدعم والتبرع للشعب الفلسطيني".
وشدد على أن "تغيير المقاربة الرسمية الأردنية تجاه حماس والمقاومة أصبح أمراً ملحاً وليس ترفاً، وعدم الإبقاء على سياسة وضع كل البيض بسلة فريق فلسطيني واحد معزول شعبياً".
وتابع: "الدرس الذي نتعلمه من تهديدات الاحتلال للفلسطينيين بغزة وتخيرهم بين القتل والنزوح إلى سيناء، يؤكد أن مشروع تهجير الفلسطينيين في صلب العقيدة الصهيونية. فاليوم مصر في حالة استنفار وهي تواجه التطورات الجديدة بكل قلق، وهذا أمر يجب أن يستوقف الأردن كثيراً، فمن الواضح أن اتفاقيات السلام لا تحمي، وما يحدث اليوم جرس إنذار لما قد يحدث مستقبلاً بالضفة الغربية، علينا عدم النوم على حرير أوهامنا، فمن يتطاول على السيادة المصرية لن يكترث للسيادة الأردنية".
وأضاف: "عندما تعلن إسرائيل عن قطع الكهرباء والماء والغذاء ومحاصرة القطاع، علينا في الأردن أن نتذكر أننا نستورد الغاز من دولة الاحتلال ووقعنا معها اتفاقية لتزويد المياه وهذا يجب أن يكون ناقوس خطر للانسحاب من كافة الاتفاقيات الموقع مع إسرائيل، فالاحتلال لا يؤتمن جانبه وعلينا الاعتماد على الذات وعدم رهن الأمن الوطني الأردني باتفاقيات مع العدو".
بدوره، قال نقيب المهندسين الأردنيين الأسبق رئيس حملة "افتحوا موانئ غزة"، وائل السقا، لـ"العربي الجديد"، إن "طوفان الأقصى" كشفت الموقف الغربي على حقيقته، فالغرب لم يتفاعل مع الحصار المفروض على غزة، فيما هب للدفاع عن المحتلين، مشيراً إلى أن دولة الاحتلال لا تلتزم بالقوانين الدولية، ولا المبادئ الإنسانية ولا تعرف إلا لغة القوة، والمقاومة لقنتهم درساً لن ينسوه.
وتابع: "على الشعوب العربية والإسلامية التحرك في الشوارع لمناصرة الشعب الفلسطيني، ومطالبة الأنظمة التي تهرول للتطبيع اتخاذ موقف مشرف للتاريخ دفاعا عن الحق الفلسطيني".
وأضاف: "الأمل بالشعوب رهان رابح، وعلى النقابات التحرك لمساعدة الفلسطينيين، فنحن في لجنة اعمار غزة سنطلق حملة تبرعات لإعادة إعمار القطاع"، مشيراً إلى أن "الهيئة التي تأسست عام 2009 تبرعت منذ ذلك الوقت بـ50 مليون دولار". ودعا الشعوب العربية للتبرع للمصابين وإعمار من تهدمت بيوتهم وإعادة بناء المستشفيات والمدارس لدعم الشعب الفلسطيني.