بعد تدخل الولايات المتحدة الأميركية لمنع استضافة طهران المؤتمر السنوي للملاحة الدولية، أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، اليوم الجمعة، في بيان، أن بلاده "تدين بشدة" الخطوة الأميركية.
وأضاف كنعاني أن الإجراء الأميركي "يتعارض مع الأعراف والقواعد الدولية"، متهماً واشنطن بـ"سوء استغلال المنظمات الدولية"، وقال إن هذا التصرف "أظهر مرة أخرى الطبيعة التنمرية والاستكبارية لأميركا".
وتابع المتحدث الإيراني قائلا إن الإدارة الأميركية اتخذت هذه الخطوة بتعاون بريطاني، لافتا إلى أنها تجاهلت تصويت غالبية أعضاء المنظمة البحرية الدولية لاستضافة طهران مؤتمر المنظمة السنوي في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
وشدد كنعاني على أن بلاده كأحد أعضاء منظمة "أيمو" البحرية، "لطالما أكدت ممارسة الفعل النشيط والمسؤول في مجال الملاحة البحرية الدولية، وأنها تعمل وفق التزاماتها".
وتأتي التصريحات الإيرانية في وقت أعلن، أمس الخميس، متحدث باسم المنظمة البحرية الدولية، أن غالبية الدول الأعضاء (40 دولة) في الجهاز التنفيذي للمنظمة، استجابةً لمقترح أميركي، قد صوتت لصالح التراجع عن قبول عرض إيراني لاستضافة المؤتمر السنوي للملاحة البحرية الدولية في أكتوبر بالتوازي مع يوم الملاحة البحرية العالمي.
وذكرت "رويترز" أن الولايات المتحدة اتهمت في ورقة عمل مقدمة إلى المجلس التنفيذي للمنظمة الدولية إيران بأنها في العامين الماضيين، "هاجمت أكثر من 20 من سفن الأنشطة التجارية أو تحرشت بها أو احتجزتها".
وأضافت واشنطن في ورقتها: "احتجزت إيران، أو حاولت احتجاز سفن تجارية دون سبب أو تحذير أو تفسير مسبق"، مشيرة إلى أن إيران أطلقت النار أخيراً على ناقلة نفط "ريتشموند فوياجر" باستخدام الذخيرة الحية "مما هدد حياة البحارة على متنها".
ومطلع الشهر الجاري، أعلنت البحرية الأميركية إحباط محاولتين نفذتهما البحرية الإيرانية لاحتجاز ناقلتَي نفط تجاريتين بالمياه الدولية قبالة سواحل عُمان، مشيرة إلى أنّه في إحدى المحاولتين أطلق الإيرانيون النار على ناقلة.
وذكرت وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية حينها، نقلاً عن سلطة الموانئ والملاحة البحرية الإيرانية، أن القوات الإيرانية حصلت على أمر قضائي لاحتجاز الناقلة "ريتشموند فوياجر" بعد اصطدامها بسفينة إيرانية في خليج عمان.
كما نقلت "رويترز" عن 3 مصادر قولها إن الولايات المتحدة صادرت، في إبريل/ نيسان الماضي، نفطاً إيرانياً مُحملاً على ناقلة في البحر إنفاذا للعقوبات المفروضة على طهران، مشيرة إلى أن الناقلة ترسو حاليا خارج ميناء هيوستون الأميركي.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، الخميس، أن الشركات التي تدير عمليات نقل البضائع بين السفن ترفض تفريغ شحنة النفط على الناقلة في ميناء هيوستون، ناقلة عن مسؤول تنفيذي في مجال الطاقة في الميناء الأميركي قوله إن الشركات التي لها نشاط في مياه الخليج "تخشى فعلاً الانتقام الإيراني وترفض تفريغ النفط".
وفي السياق، حذر قائد بحرية الحرس الثوري الإيراني علي رضا تنغسيري، أمس الخميس، من تفريغ الحمولة، قائلاً إن طهران "سترد على أي شركة نفط تقوم بتفريغ النفط الإيراني من ناقلة محتجزة"، مع تحميل واشنطن المسؤولية عن السماح بتفريغ حمولة الناقلة.
وفي سياق التوترات في مياه المنطقة، أعلنت الولايات المتحدة، الاثنين الماضي، أنها سترسل مقاتلات إضافية من طرازي "إف-35" و"إف-16"، إلى جانب سفينة حربية، إلى الشرق الأوسط، في مسعى لمراقبة الممرات المائية الحيوية في المنطقة في أعقاب قيام إيران باحتجاز سفن شحن تجارية ومضايقتها في الأشهر الماضية.