قُتل وجُرح عدد من عناصر قوات النظام السوري إثر صدّ محاولة تسلل من قبل فصائل غرفة عمليات "الفتح المبين"، التابعة للمعارضة السورية، في منطقة جبل الزاوية جنوبيّ محافظة إدلب، فيما تتجهز مليشيات مدعومة من روسيا لتنفيذ حملة تمشيط ضد خلايا تنظيم "داعش" في باديتي دير الزور والرقة، شمال شرقيّ سورية.
وقالت مصادر عسكرية عاملة في غرفة عمليات "الفتح المبين"، المُشكلة من عدة فصائل أبرزها "هيئة تحرير الشام" و"الجبهة الوطنية للتحرير" و"جيش العزة"، لـ"العربي الجديد"، إن مجموعات عسكرية تابعة للغرفة صدت، فجر اليوم الخميس، محاولة تسلل لمجموعات عسكرية من قوات النظام حاولت التسلل على محور بلدة الفطيرة في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، مؤكدةً فشل عملية التسلل، ووقوع قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام، من دون إحراز أي تقدم يذكر.
إلى ذلك، تمكن طاقم الـ"م. د" التابع لغرفة عمليات "الفتح المبين" من تدمير دبابة لقوات النظام، إثر استهدافها بصاروخ موجه من نوع "تاو"، فجر الخميس، على جبهة معرة موخص المُطلة على مدينة كفرنبل في ريف إدلب الجنوبي.
واستهدفت قوات النظام بالصواريخ وقذائف المدفعية بلدة معارة النعسان في ريف إدلب الشمالي، وبلدات البارة، وكنصفرة، والفطيرة، وسفوهن، وفليفل، وكفر عويد في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، والعنكاوي في منطقة سهل الغاب بريف حماة الغربي، وكفر تعال، وتديل، ومكلبيس، والوساطة بريف حلب الغربي، بالتزامن مع تحليق طائرة استطلاع روسية في سماء المنطقة.
وكان نحو 15 عنصراً من قوات النظام قد قُتلوا قبل يومين، إثر عمليتين "انغماسيتين" نفذتهما مجموعات عسكرية من "هيئة تحرير الشام" على محور قرية الأربيخ في ريف إدلب الشرقي، ومحور بلدة قبتان الجبل بريف حلب الغربي، شمال غربيّ البلاد.
من جهة أخرى، قُتل عنصر من قوات النظام وجرح آخر كان برفقته، فجر الخميس، إثر انفجار عبوة ناسفة من مخلفات الحرب بسيارة عسكرية لقوات النظام في أثناء عمليات التمشيط في بادية الرصافة بريف الرقة الجنوبي الغربي، شمال شرقيّ البلاد.
وتستعد مجموعات عسكرية تابعة لمليشيا "الدفاع الوطني" ومليشيا "لواء القدس" الفلسطينية، المدعومتين من روسيا، لتنفيذ عملية تمشيط في باديتي الرصافة بريف الرقة الجنوبي الغربي، وجبل البشري بريف دير الزور الجنوبي الغربي، ضد خلايا تنظيم "داعش" المنتشرة بكثرة في المنطقة، وذلك عقب تزايد هجمات التنظيم في الآونة الأخيرة في تلك البادية، ومقتل وجرح عدد من عناصر قوات النظام بينهم ضباط، مستغلاً حالة الطقس وصعوبة الرؤية بسبب "الضباب".
إصابات في صفوف "قسد"
وفي ريف حلب الشرقي، قالت مصادر مُطلعة مقربة من "قسد"، في حديث لـ "العربي الجديد"، إن عدداً من عُمال حفر الأنفاق التابعين لـ"قوات سورية الديمقراطية /قسد" قُتلوا وجرحوا اليوم الخميس، بينهم ثلاثة جرحى بحالة خطرة، إثر استهداف القوات التركية بقذائف المدفعية مبنى كان سابقاً محطة مياه في قرية زور مغار بريف عين العرب (كوباني) شرقي محافظة حلب، شمالي البلاد.
بدورها، أشارت "وزارة الدفاع التركية"، في بيانٍ لها على موقعها الرسمي في "تويتر"، إلى أن قوات "الكوماندوز" (القوات الخاصة في الجيش التركي)، "تمكنت من خلال عملية ناجحة في منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون، شمالي سورية، من تحييد 3 إرهابيين من حزب العمال الكردستاني (PKK)، ووحدات حماية الشعب (YPG)، الذين حاولوا الهجوم لتعطيل السلام والبيئة الأمنية في المنطقة".
في غضون ذلك، سيرت الشرطة العسكرية الروسية دورية عسكرية مشتركة مع القوات التركية مؤلفة من ثماني عربات مع مروحيتين روسيتين في محيط بلدات الجوادية والقحطانية، شمال شرقي محافظة الحسكة، شمال شرقي البلاد.
وكانت القوات التركية استأنفت الدوريات المشتركة مع القوات الروسية، يوم الإثنين الفائت، في الريف الغربي لمدينة عين العرب (كوباني)، وذلك بعد امتناع الجانب التركي عن تسيير الدوريات المشتركة بسبب التصعيد الجوي والبري على "قسد" في المنطقة.
عبوة ناسفة بريف درعا
وفي جنوب سورية، قُتل عنصران من "اللواء 15" التابع لقوات النظام السوري، وجرح عناصر آخرون، اليوم الخميس، إثر استهداف سيارة عسكرية من نوع "زيل" لقوات النظام بعبوة ناسفة على طريق إنخل - السريّا في ريف درعا، جنوبي البلاد، فيما أكد "تجمع أحرار حوران" أن المنطقة تشهد استنفاراً أمنياً لقوات النظام في موقع حادثة الاستهداف.
إلى ذلك، عثر الأهالي، صباح اليوم الخميس، على جثة الشاب عمر عواد شتيوي في منطقة سد عدوان غربي محافظة درعا، وبحسب التجمع، فإن شتيوي ينحدر من قرية مسيكة في منطقة اللجاة، وكان يسكن في مدينة طفس قبل خطفه من قبل مجهولين، ويتهم بالعمل في تجارة المخدرات.
في سياق آخر، كشفت الإدارة الذاتية في شمال وشرق سورية، اليوم الخميس، عن حصيلة أطفال ونساء من عوائل تنظيم "داعش" الذين تم تسليمهم هذا العام لبلدانهم، كما أعلنت عن نتيجة مشاوراتها مع النظام السوري.
وقال المتحدث باسم دائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، في مؤتمر صحافي عقد بمدينة القامشلي شمالي الحسكة، إن الإدارة الذاتية سلّمت خلال العام الجاري 515 شخصاً من رعايا "داعش" لـ13 دولة.
ودعت الإدارة الذاتية الدول التي لديها رعايا من عوائل تنظيم "داعش" إلى إعادتهم لبلدانهم خلال العام القادم.
من جانب آخر، كشفت الإدارة الذاتية عن لقاءات حصلت خلال عام 2022 مع النظام السوري بوساطة روسية، لكن "لم تثمر تلك اللقاءات حتى اللحظة عن أي جديد".
وقالت الإدارة الذاتية إن العام الحالي شهد نشاطاً لدائرة العلاقات الخارجية في المحافل الإقليمية والدولية، "وسط انفتاح دبلوماسي ملموس خلال العام الفائت سياسياً وأمنياً وإنسانياً" بحسب قولها.
وأضافت أنه في العام الجاري حصلت زيارات في الدول الآسيوية والشرق الأوسط والدول العربية وأوربا، وجرى خلالها "مئات اللقاءات مع الشخصيات والمؤسسات المدنية والحكومات والأحزاب، بهدف "التعريف أكثر بالإدارة الذاتية وفضح الانتهاكات التركية على مناطقها".