خرج بضعة آلاف جلهم من الشباب بالعاصمة الليبية طرابلس، ومدن ليبية أخرى من بينها مصراته، وطبرق التي يتواجد بها مقر مجلس النواب، أقصى شرق البلاد، عشية اليوم الجمعة، في مظاهرة أطلق عليها "جمعة الغضب"، فيما أقدم متظاهرون في مدينة طبرق على الهجوم على مقر مجلس النواب وتكسير واجهاته.
وكانت تيارات شبابية التأمت تحت تيار موحد سمته "تيار بالتريس الشبابي"، قد دعت إلى خروج أهالي البلاد في مظاهرات شاملة، للاحتجاج على سوء الأوضاع المعيشية، وللمطالبة بضرورة تعجيل إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية.
وأظهرت عديد الفيديوهات تناقلتها منصات التواصل الاجتماعي إضرام المحتجين النيران أمام مقر مجلس النواب، وتكسير واجهاته، وسط هتافات تطالب بإسقاطه ورحيل النواب من الساحة السياسية.
ونقلت قنوات محلية مشاهد لاقتحام محتجين مجلس النواب والعبث بمحتوياته.
وفي مصراته، أقدم محتجون على كتابة عبارات على الباب الرئيسي لمقر المجلس البلدي، تطالب بضرورة تغيير الطبقة السياسية الحاكمة في البلاد، فيما ظهرت آثار حرق إطارات أمام الطريق الرئيسي، وسط المدينة، الذي أقدم المحتجين على قفله أيضا.
أما في العاصمة طرابلس فقد بدأ توافد المتظاهرين والتقاؤهم، عصر اليوم، أمام أحد فنادق العاصمة، وسط المدينة، وبعد تزايد الأعداد خرج المتظاهرون وهم يرتدون قمصان صفراء عاكسة للضوء، باتجاه ميدان الشهداء بقلب طرابلس.
وطاف المتظاهرون على الميدان وهم يحملون شعارات ويلقون هتافات منددة بالوضع المعيشي العام للبلاد، قبل أن تتركز هتافاتهم في المطالبة بالتعجيل بإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في أسرع وقت.
وحمل المتظاهرون صور أغلب السياسيين الحاليين عليها علامات رفض بوجودهم في الساحة السياسية، ومنها صور: رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، ورئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب فتحي باشاغا، واللواء خليفة حفتر، بالإضافة للمستشارة الأممية ستيفاني وليامز.
وطالب المتظاهرون بحل كل الأجسام السياسية الحالية، وتوفير الخدمات الضرورية مثل الكهرباء، وكذلك تعديل حجم وسعر رغيف الخبز.
كما أظهرت الهتافات رفض المتظاهرين لعسكرة الدولة، وكذلك سلطة المليشيات، مطالبين بالتفعيل الحقيقي لمؤسستي الجيش والشرطة.
كما أكدت هتافات وشعارات المتظاهرين على أهمية وحدة البلاد، قائلين: "لا شرقية ولا غربية، ليبيا وحدة وطنية"، مشددين عبر الهتافات والشعارات على ضرورة إخراج كل القوات الأجنبية والمرتزقة من شرق وغرب وجنوب البلاد.
وكانت التيارات الشبابية التي دعت للخروج في احتجاجات قد حددت مطالبها، عبر صفحاتها على "فيسبوك"، بــ"تفويض المجلس الأعلى القضاء أو المجلس الرئاسي لإعلان حالة الطوارئ وحل جميع الأجسام السياسية"، والتعجيل بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وخروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من جميع أنحاء البلاد، وكذلك حل أزمة الكهرباء، وإلغاء مقترح قرار رفع الدعم عن المحروقات، وتعديل حجم وسعر غيف الخبز.